نتيجة الاهمال لسنوات.. قصر غمدان الأثري بصنعاء مهددا بالانهيار
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
يتعرض قصر غمدان الأثري أو ما يعرف حالياً بـ"قصر السلاح" في مدينة صنعاء التاريخية، والذي يرجع تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، ويعتبر أحد عجائب الهندسة المعمارية وأقدم القصور الضخمة في العالم؛ يتعرض لخطر الانهيار، نتيجة الإهمال الذي تعرض له خلال السنوات الأخيرة، والأضرار الناجمة عن الأمطار والعوامل الجوية.
ومنذ انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية في 21 سبتمبر 2014م، تدهورت حالة قصر غمدان الأثري، الذي يتكون من عشرين طابقاً، لا يقل علو الطابق الواحد عن عشرة أقدام.
ويُعد قصر غمدان أحد عجائب بلاد العرب ومعلما تاريخيا مهما متصلا بعصور غابرة، وكان سيف بن ذي يزن من أشهر وآخر الملوك الذين سكنوه، وهو مدينة متكاملة تمتد مساحته من شرق الجامع الكبير بمدينة صنعاء القديمة إلى حد مسجد الحميدي المعمور حاليا، فضلاً عن أسراره وأسواره وسراديبه وقلاعه وحصونه الضاربة في عمق التاريخ.
وأصبح القصر، وهو ما يعرف حاليا بمسمى "قصر السلاح"، عرضة للتخريب والعبث بدءاً بتحويل الحوثيين جزءاً كبيراً منه إلى معسكر ومخازن للاسلحة، وأجزاء منه إلى سجون للمختطفين والمخفيين قسراً، علاوة على إيقاف المخابز والأفران الخيرية بداخله والتي كانت تمد آلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة في صنعاء بالكدم (رغيف بلدي).
وتسبب الإهمال المتعمد من قبل حكومة مليشيا الحوثي -غير المعترف بها دولياً- لقصر غمدان ناهيك عن الأمطار الغزيرة والعوامل الجوية، بإلحاق الضرر بأسوار القصر الأثري، ما أدى إلى سقوط عشرات الأحجار منه واستمرار تهديده بالخطر حال عدم ترميمه بسرعة، فسيكون عرضة للانهيار الكامل.
وطالب مهتمون بالآثار، منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والمنظمات ذات العلاقة، بتحمل مسؤولياتها وواجبها بالضغط على الحوثيين لازالة الاستحداثات في القصر الأثري، والحفاظ عليه وعلى بقية المعالم، لما تمثله من قيمة تاريخية ورمزية لمدينة صنعاء وتاريخها العريق.
ويتميز قصر غمدان الأثري بقلاعه ذات الهندسة وفنه المعماري الفريد، والمساحات الواسعة التي يحويها، بالإضافة لنقوش المسند، حيث ذِكر القصر في النقوش يرجع إلى عهد الملك السبئي شعرم اوتر ملك سبأ وذي ريدان في عام 220 للميلاد، والنقش يذكر فيه قصران هما قصر سلحين في مأرب وقصر غمدان في صنعاء، وهناك نقش آخر يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثالث الميلادي في عهد الملك إيلي شرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان.
واختلف الرواة والإخباريون في باني قصر غمدان، حيث تقول بعضها إن "سام بن نوح" الذي سميت صنعاء باسمه قديماً هو من بناه وشيده، فيما اخرى تقول إن بانيه هو "سبأ بن يشجب"، وثالثة ترجع بناءه إلى الملك الحميري، "الشرح يحضب"، في القرن الأول الميلادي مستخدماً البوفير والغرانيت والمرمر".
في حين يقول ابن كثير وابن هشام، إن "يعرب بن قحطان" هو الذي بنى قصر غمدان ثم أكمله فيما بعد "وائل بن حمير بن سبأ".
وأطلق باحثون ومهتمون بالآثار، تحذيرات من فقدان مدينة صنعاء التاريخية لقيمتها العالمية على مواقع التراث العالمي، جراء ما تتعرض له المواقع الأثرية من عمليات هدم حوثية متعمدة تزامنت مع إدارتها شبكة تهريب للآثار.
وخلال سنوات الحرب، راجت عمليات بيع الآثار اليمنية في مزادات عالمية متخصصة، في ظل استمرار عمليات التخريب والتجريف والنهب والتهريب للآثار اليمنية إلى خارج البلاد.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
الشيخة فاطمة بنت مبارك تزور قصر دولمة بهتشة في إسطنبول
زارت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، اليوم، برفقة السيدة أمينة أردوغان حرم فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، قصر دولمة بهتشة في إسطنبول، حيث تجولت سموها فى العديد من أروقة وقاعات القصر الذي يعد أحد أشهر المعالم التاريخية والمعمارية لمدينة إسطنبول.
واطلعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على بعض أروقة القصر التاريخي المُطل على مضيق البوسفور من الجانب الأوروبي من إسطنبول، حيث شاهدت مجموعة من المقتنيات الفريدة شملت تحفاً فنية نادرة إضافة إلى قطع أثاث مزخرفة تعكس روعة الفنون الإسلامية التي امتزجت في تصميم القصر.
وشملت جولة سموها أجنحة القصر التي تميزت بزخارفها الفريدة وأثاثها العريق، إلى جانب البوابات الضخمة والقاعة الكبرى التي شهدت أبرز اللقاءات السياسية، كما تعرفت سموها على التاريخ الثقافي والسياسي الذي يحتضنه القصر.
واستمعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال جولتها، لشرح قدمه القائمون على القصر حول تاريخه العريق، حيث بدأت أعمال بنائه عام 1834 في عهد السلطان عبد المجيد الأول، واكتملت بعد 13 عاماً من العمل، ليكون مقراً للسلاطين العثمانيين، وقد صُمم بطراز معماري يجمع بين الطراز الأوروبي والشرقي ويضم أكثر من 285 غرفة، و46 قاعة استقبال وصالة عرض.
وأعربت سموها عن سعادتها بهذه الزيارة التي أتاحت لها التعرف إلى جانب من التاريخ التركي، والاطلاع على ما يزخر به قصر دولمة بهتشة من فنون معمارية وثقافية تعكس عراقة هذه الحضارة وتنوعها، وما تركته من بصمات على صعيد الفن والتراث والنهضة الإنسانية.
وتابعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال الزيارة، عرضاً للأزياء التركية أقيم داخل قصر دولمة بهتشة، والتي عكست تصاميم مستوحاة من التراث التركي ممزوجة بلمسات عصرية تعكس روح الابتكار والحداثة وتحافظ على الثقافة التركية الأصيلة.
وقد أقامت السيدة أمينة أردوغان مأدبة غداء على شرف سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والوفد المرافق لسموها، حضرها عدد من الشخصيات النسائية البارزة من الجانب التركي.
رافق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال زيارتها قصر دولمة بهتشة، وفد يضم كلاً من: سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، وسمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان حرم صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.
كما ضم الوفد كلاً من: معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي شما سهيل المزروعي وزيرة تمكين المجتمع، ومعالي سارة الأميري وزيرة التربية والتعليم، ومعالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي سناء بنت محمد سهيل وزيرة الأسرة، ومعالي مريم بنت أحمد الحمادي وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، ومعالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزير دولة، ومعالي عهود خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، ومعالي علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، ونورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، والريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.