مولوجي: وضع آليات تعتمد على التكنولوجيا للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية
تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT
أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، صورية مولوجي، أن القطاع يتبنى سياسة شاملة وتشاركية في مجال حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وترقيتهم، ولاسيما حقهم في التربية والتعليم المتخصصين، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، حيث تم وضع الآليات التي تتماشى ووضعيتهم لاسيما الترتيبات القانونية والتأطير البيداغوجي المتخصص بالاعتماد على التكنولوجيا المساعدة المتمثلة في الوسائل والتجهيزات المتخصصة والمكيفة.
وفي كلمة لها قرأها نيابة عنها أبو بكر الصديق بوزيدي، رئيس الديوان بالوزارة، بمناسبة فعاليات إحياء اليوم العالمي للغة البرايل. نظمتها المنظمة الوطنية للمكفوفين الجزائريين تحت عنوان: “البرايل في زمن التكنولوجيا”. أوضحت مولوجي أن القطاع يشرف على شبكة مؤسساتية في مجال التربية والتعليم المتخصصين. تتكون من 239 مؤسسة متخصصة و19 ملحقة، تتكفل بما يفوق 36 ألف طفل. من ذوي الاحتياجات الخاصة، من بينها 24 مدرسة للأطفال ذوي الإعاقة بصريا، وتتكفل بـ 1245 طفل.
مشيرة أن هذه المؤسسات تضمن تكفلاً نفسياً وتربوياً وتعليمياً ابتداءً من سن ثلاث سنوات، مبرزة أن المؤسسات المتخصصة. تعمل على تكييف البرامج التعليمية والتربوية وفق طرق ووسائل بيداغوجية، تتماشى مع خصوصيات مختلف الاحتياجات. الخاصة بالأطوار التعليمية، إلى جانب توفير ما يقارب 15ألف مؤطر بيداغوجي وتربوي متعدد الاختصاصات، يضم نفسانيين. وأرطفونيين وأساتذة ومعلمي التكوين المتخصص ومربين متخصصين يشرفون على تأطير الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
التكنولوجيا تساهم في تذليل الصعوبات التي تعترض الأشخاص ذوي الإعاقة البصريةكما أبرزت الوزيرة أن حق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في التعليم من الحقوق الأساسية المعترف بها والمكرسة. ولأن طبيعة الإعاقة وما تفرضه من صعوبات في الوصول إلى المعلومات والتحصيل. بشكل عام، فإنه من الضروري مضاعفة الجهد لتوفير الإمكانيات المادية والبشرية والتكنولوجية المساعدة. والضرورية لتهيئة وتكييف مختلف الظروف لتمكينهم من الممارسة العادية لحياتهم، وفي مقدمة ذلك التعليم والقراءة.
وأوضحت مولوجي الأهمية البالغة للتكنولوجيا في تذليل الصعوبات والعراقيل التي تعترض الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. من أجل الأخذ بيدهم لاكتساب المعارف الضرورية والكفاءات المعرفية والمهارات الأكاديمية، وما إلى ذلك من مقتضيات الحياة. وتأتي ” لغة البراي” في مقدمة التقنيات التواصلية المساعدة كونها ـ. ووفق النمط المبتكر والذي يعتمد آلية النقاط البارزة التي تصور وتدل على الحروف والأرقام ـ. تمكن الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية من القراءة والتحصيل والنبوغ، وفي شتى أصناف المعرفة والعلوم والفنون على حد سواء. مشيرة إلى أن أهم إنجاز حققته لغة البراي على هذا الصعيد هو أنها مكنت هذه الفئة العزيزة على قلوبنا من الاندماج في المجتمع. وفي مختلف فعالياته وأنشطته، لتصبح بذلك بوابة لتحصيل المعرفة، إضافة إلى التواصل مع الآخرين. من خلال تسهيل الوصول إلى مصادر العلم والمعرفة والحصول على الخدمات المتاحة لهم بحرية واستقلالية.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة البصریة
إقرأ أيضاً:
أوضاع قاسية في اللجوء.. سعدية دهب تفتح ملف الإعاقة في زمن الحرب
كمبالا: التغيير
تتزايد التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة في مناطق اللجوء والنزوح، حيث تتقاطع ظروف الحرب مع ضعف الخدمات وغياب الحماية، فتترك آثاراً عميقة على حياتهم اليومية. وخلال الفترة الماضية، برزت روايات عديدة عن معاناة فئات واسعة منهم.
وللاقتراب أكثر من واقع هذه الفئة، أجرينا هذا الحوار مع المنسق الإقليمي لمنظمة WAELE لرفع مقدرات المرأة سعدية عيسى إسماعيل دهب، التي تتابع أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال عملها الميداني والتواصلي في مناطق اللجوء المختلفة، وذلك لفهم ما يواجهه الأشخاص ذوو الإعاقة في مناطق اللجوء والنزاع، وما يفتقدونه من خدمات، وكيف تؤثر الحرب والتنقل المستمر على حياتهم اليومية وكرامتهم الإنسانية.
فتاة كفيفة اغتُصبت وحملت، وصماء اعتدي عليها في دار إيواء
بدايةً، كيف تصفين واقع الأشخاص ذوي الإعاقة بين اللاجئين في القاهرة وكمبالا مقارنة بمعسكرات كيرياندونغو؟نحن مقبلون على اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر، بينما تتقاطع معنا كذلك حملات اليوم العالمي للإيدز وحملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة وصولاً لليوم العالمي لحقوق الإنسان. هذه كلها مناسبات تضيء جانباً مهماً من معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في مناطق اللجوء.
في القاهرة، يوجد عدد كبير جداً من الأشخاص ذوي الإعاقة بالآلاف فعلياً، لكن لا توجد معسكرات. يعيشون وسط المجتمع المصري مثل باقي الناس، إلا أن الإعاقة تجعلهم الفئة الأكثر تضرراً من الحرب والضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. ورغم اندماجهم الظاهري، إلا أن الاحتياجات الأساسية غير متوفرة لا توجد معينات حركية، ولا أطراف صناعية، ولا لغة برايل، ولا ترجمة بلغة الإشارة، ولا دعم لمن فقدوا وظائفهم، ولا تعليم ملائم للإعاقات الذهنية. كما يواجهون وصمة اجتماعية تزيد من هشاشتهم.
لا توجد معينات حركية ولا أطراف صناعية ولا لغة برايل ولا ترجمة بلغة الإشارة ولا دعم لمن فقدوا وظائفهم
ما التقديرات الحالية لعدد الأشخاص ذوي الإعاقة في أوغندا وما الإعاقات الأكثر انتشاراً؟في كمبالا ومعسكرات كيرياندونغو في أوغندا، الواقع مختلف تماماً. أكبر المعسكرات هو معسكر كيرياندونغو في بيالي، ويضم 17 تجمعاً، يعيش السودانيون في 15 منها. الإحصاءات المبدئية تشير إلى أكثر من 400 شخص من ذوي الإعاقة هناك، ومع الحرب ظهرت الكثير من الإعاقات الجديدة مثل البتر والولادات المبكرة.
ما أبرز التحديات اليومية التي يواجهونها في بيئات النزوح؟يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة صعوبة في الوصول لخدمات العلاج والتعليم، والمسافات داخل المعسكرات طويلة، والوظائف شبه غير موجودة، رغم منح بعض الأسر أراضٍ للزراعة، وهي مهمة شاقة على كثير منهم. أما على مستوى الخدمات، فلا تتوفر ملاذات آمنة مهيأة لهم، ولا حمامات مناسبة، ولا سكن مجهز، ولا مرشدون نفسيون. داخل المعسكرات، الوصول للخدمات الصحية محدود، والتعليم بعيد، والمساعدات الإنسانية لا تصلهم بانتظام ولا تُعطى لهم أولوية.
النقص في البيانات يجعل التخطيط صعباً، فهم يتنقلون باستمرار بين مناطق نزوح ولجوء، مما يزيد من تعقيد أوضاعهم. كثيرون ماتوا جوعاً في مناطق الحصار لعدم القدرة على الوصول إليهم.
الإعاقات الحركية هي الأكثر شيوعاً، البتر والشلل الناتج عن الأمراض المزمنة، وإصابات الحرب
ما الإعاقات الأكثر انتشاراً؟الإعاقات الحركية هي الأكثر شيوعاً، حالات البتر، الشلل الناتج عن الأمراض المزمنة، وإصابات الحرب. يليها الإعاقة السمعية، التي تمثل خطراً لأنها غير ظاهرة ولا تمكن المصاب من سماع أصوات الخطر. ثم الإعاقات الذهنية مثل متلازمة داون والشلل الدماغي والقدم المحنوف وشلل الأطفال وإصابات الحبل الشوكي والتشنجات. كما توجد إعاقات مزدوجة تحتاج لرعاية داخلية معقدة. الكثيرون أيضاً يعانون صدمات نفسية، خصوصاً أن القانون الدولي أدرج الإعاقات النفسية ضمن فئات الإعاقة.
هل توجد خدمات أساسية تلبي احتياجاتهم (العلاج الطبيعي، أجهزة المساعدة، التعليم، الدعم النفسي)؟هذه الخدمات شبه غائبة. لا توجد أدوات تأهيل، ولا علاج طبيعي، ولا علاج نطق، ولا كشف مبكر، ولا أجهزة مساعدة. المنظمات تقدم خدمات محدودة جداً، والتمويل غير كافٍ ولا يغطّي حتى الحد الأدنى.
التعليم الدامج كان موجوداً في السودان، وكان إلزامياً، لكن في دول اللجوء الوضع مختلف. المدارس بعيدة، ولا توجد سياسات دمج فاعلة للاجئين. كثير من الأطفال ذوي الإعاقة انقطعوا تماماً عن التعليم.
الفتيات ما بين زواج مبكر وطلاق بسبب إنجاب أطفال من ذوي الإعاقة
ما أكثر الفئات تضرراً؛ النساء، الأطفال، كبار السن، أم أصحاب الإعاقة الشديدة؟ ولماذا؟النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً بسبب تعرضهن للعنف والتحرش والاستغلال والزواج المبكر والنبذ الأسري. الأطفال يتضررون بانقطاعهم عن التعليم، كبار السن غالباً يدخلون مرحلة الإعاقة في عمر متقدم يفقدون السمع أو البصر أو يصبحون طريحي الفراش، في هذه الحالة لا يمتلكون أي مصدر دخل ولا يوجد من يعولهم، ويصبحون من أكثر الفئات إهمالاً.
أصحاب الإعاقات الشديدة والمزدوجة يعيشون ظروفاً بالغة القسوة لعدم قدرتهم على الحركة أو إدارة شؤونهم.
كيف تؤثر أوضاع المعيشة في المعسكرات على تطور الإعاقة أو تفاقمها؟ وما أبرز العقبات الاقتصادية التي تواجههم؟معظم الأشخاص ذوي الإعاقة ينحدرون من أسر فقيرة، ومع اندلاع الصراع تساوت أوضاع الجميع تقريباً، فلم يعد الفارق المالي أو الاجتماعي يوفر أي شكل من أشكال الحماية أو الدعم. ففي السابق، إذا كان الشخص ذي إعاقة وكانت أسرته قادرة على الاعتناء به وتوفير احتياجاته، فقد انتهى ذلك الآن. من سيتولى رعايته اليوم؟ حتى من كان يمتلك تأميناً صحياً، فقد فقده تماماً في ظروف النزوح واللجوء.
أما فيما يتعلق بالعون الإنساني، فلا يصل إليهم بصورة منتظمة، ولا تُمنح لهم أولوية واضحة في التوزيع، مما يجعلهم يشعرون بأنهم مهمشون ومقصيون ولا أحد يلتفت لاحتياجاتهم أو يسأل عنهم. هذا الشعور ينعكس مباشرة على صحتهم النفسية، فتزداد معاناتهم وتتفاقم الضغوط التي يواجهونها يومياً.
بمناسبة حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، كيف ترين وضع اللاجئات ذوات الإعاقة في مصر وأوغندا وما أشكال العنف التي يتعرضن لها، وما الذي يجب أن تركز عليه الحملة هذا العام؟وضعهن صعب للغاية. هن معاقات، ولاجئات، ومهمشات، والعنف الذي يتعرضن له أكبر بكثير مما يعلن عنه. بعضهن يتعرضن للتحرش والاعتداء، وبعض الزيجات تكون مبنية على الاستغلال ثم يتركهن الأزواج. في حالات كثيرة يتم تزويج الفتيات مبكراً خوفاً من الوصمة. وفي بعض الحالات الطلاق يحدث لأن الزوجة أنجبت طفلاً ذي إعاقة.
جرائم العنف لا يُبلغ عنها بسبب الخوف والعادات والوصمة، وغياب مترجمات لغة الإشارة، وعدم وجود آليات حماية فعّالة.
ما أنواع المخاطر التي يتعرض لها ذوو الإعاقة أثناء عمليات التوزيع أو الحركة داخل المدن او المعسكرات؟لا توجد لهم أولوية واضحة. في الازدحام يفقدون حصصهم، ويسقط البعض، ولا يستطيع الكثير منهم الوصول لنقاط التوزيع. أثناء التنقل بين المدن أو داخل المعسكر، غالباً ما يُتركون خلف الآخرين. فقدان الكراسي المتحركة يمثل مشكلة يومية.
هل توجد آليات للإبلاغ عن الانتهاكات؟ وهل هي فعّالة؟الآليات محدودة وغير مهيأة لذوي الإعاقة. حتى عندما تكون موجودة، النساء لا يبلغن إلا لمن يثقن به تماماً. السرية غير مضمونة، والمختصون بلغة الإشارة أو الإعاقات الذهنية قليلون جداً. القانون ينص على سرية التعامل، لكن التطبيق صعب في بيئة النزوح.
هل تستجيب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية لاحتياجات ذوي الإعاقة بشكل كافٍ؟ (مصر وأوغندا)بعض المنظمات الشريكة (مثلا في مصر: TDH، أوبستيك، كاريتاس، وهنا: UNHCR، بيستيك) تقدم بعض الخدمات والمساعدات. هناك محاولات، لكن الاستجابة غير كافية، والتمويل أقل كثيراً من حجم الاحتياجات. الفجوات كبيرة في السبل التيسيرية، والحماية، والمعينات، والتعليم، والدعم النفسي. العيش اللائق، توفير لغة برايل، توفير التلفونات الناطقة.
هل يواجه اللاجئون ذوو الإعاقة صعوبات في الوصول للمستشفيات أو الوحدات الصحية؟نعم، قوائم الانتظار طويلة جداً، والإحالات تتأخر، ولا توجد أولوية لهم. بعض الحالات المعقدة تحتاج لمستشفيات كبيرة، لكنها تنتظر طويلاً قبل أن تحصل على فرصة العلاج.
أطفال ذوو إعاقة ماتوا جوعاً في مناطق الحصار
ما أكثر اللحظات أو المشاهد التي لا تزال عالقة في ذاكرتك من عملك الميداني؟فتاة كفيفة اغتُصبت وحملت، وصماء اعتدي عليها في دار إيواء، وأطفال ذوو إعاقة ماتوا جوعاً في مناطق الحصار، وأشخاص عالقون لم يتمكنوا من الخروج للوصول للغذاء والدواء.
هناك حالات كثيرة في مصر، وخاصة الآن في مناطق النزاع في دارفور، كثير من الناس تعرضوا للانتهاكات والاغتصابات والعنف الشديد، والإهمال، والتجويع.
مشاهد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تُركوا أثناء الهجوم، والأطفال الذين ماتوا بسبب الجوع، وكبار السن الذين فقدوا السمع والبصر وعاشوا بلا عائل.
هناك قضايا عديدة تمس حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتحتاج إلى اهتمام أكبر. وأتمنى، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وحملة الستة عشر يوماً، أن يلتفت الجميع لهذه الفئة ويمنحوها ما تستحقه من تركيز ورعاية، فمشاكلهم كثيرة وقصصهم مؤلمة ومتنوّعة، وما تم ذكره هنا لا يعدو أن يكون مجرد إضاءة على جزء بسيط من التحديات التي يواجهونها يومياً.
الوسومأوغندا السودان الفاشر القاهرة اللجوء النزوح حقوق ذوي الإعاقة حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي دارفور ذوو الإعاقة سعدية دهب مصر معسكر كرياندونقو