كتب - فيصل بن سعيد العلوي -

شهد النادي الثقافي مساء اليوم افتتاح معرض الفنان البحريني عباس الموسوي تحت عنوان «سيمفونية البحر والنخل» برعاية السيد خالد بن حمد البوسعيدي وحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة ونخبة من الفنانين والمهتمين بالفنون التشكيلية، وجاء المعرض محملا بإيقاع البحر ودفء النخلة وضياء الخليج، حيث تجلت فيه علاقة الفنان بالبيئة كمصدر للألوان والذكريات والمشاعر الممتدة من سواحل البحرين إلى جبال عمان، وقدم المعرض مشهدا بصريا متكاملا تتجاور فيه الشواطئ والجبال والنخيل في إيقاع لوني واحد يؤكد علاقة الفنان العميقة بين الإنسان ومكانه، وبين الذاكرة والخط واللون، ومن خلال هذه التجربة تتجلى «سيمفونية البحر والنخل» متأملا الجمال الخليجي في أبهى تجلياته.

ويضم المعرض خمسا وثلاثين لوحة فنية تنقسم إلى محورين رئيسيين «لوحات البحر» و«لوحات الوجوه»، يجمعهما الخيط الإنساني الذي يرى في المكان مرآة للذاكرة وامتدادا للروح، ففي لوحات البحر يستعيد الفنان طفولته في منطقة النعيم، تلك البقعة التي كان فيها بيت عائلته لا يبتعد أكثر من ثلاثمائة متر عن الشاطئ، حيث كان يقضي الساعات الطوال في السباحة والصيد ومراقبة تبدّل الماء والضوء، يقول «الموسوي»: البحر بالنسبة لي هو الذاكرة الأولى. كنت أعيش قربه منذ طفولتي وأقضي فيه ساعات طويلة من السباحة والصيد، ومنه استلهمت هذه الأعمال التي أقدمها اليوم كرسالة حب وسلام لبحارنا وبيئتنا الخليجية...تستند أعمال «الموسوي» إلى حركة الموج وتغيّر الضوء وتلتقط التحوّلات الدقيقة بين صفاء البحر وهيجانه مسجلة بصورة بصرية موسيقى الطبيعة، وتبدو اللوحات بمختلف مقاساتها مساحات مفتوحة للغوص في عمق الأزرق الفيروزي وتدرجات النيلي، بينما تتوازن إلى جوارها لوحات أصغر أكثر هدوءا وتأملا.

وفي محور الوجوه، فتظهر الملامح البشرية مدموجة في الخلفيات اللونية تمثل جزءا من الموج أو ظلّ نخلة، معبرة عن الإنسان الخليجي في تداخله مع بيئته، فالوجوه في فكرة الفنان تحيا بالضوء ذاته الذي يغمر البحر والنخل والسماء، وتتدرج الألوان في المعرض من الفيروزي الصافي إلى الذهبي والأخضر الزيتوني، وهي الألوان التي يصفها الفنان بأنها نتاج «الضوء الخليجي القوي الصافي الذي يتصادم مع أفق الجبال في عُمان»، مشيرا إلى خصوصية المشهد العُماني الذي يجمع بين البحر والجبل والصحراء في إطار واحد.

النخلة في أعمال «الموسوي» حاضرة كرمز للأم والعطاء والثبات، فخطوطها العمودية، وسعفها الممتد نحو الضوء، تمنح اللوحات روحا من الاتزان والصبر، فهي كما يصفها الفنان «الأم، والغذاء، والأكسجين، والقوة التي تواجه الرياح واقفة لا تنحني»، ومن خلالها تتجسد علاقة الإنسان الخليجي بالأرض ومصادر الحياة.

يعمل «الموسوي» على رؤية تتجاوز التصوير المباشر للطبيعة إلى إعادة تشكيلها في لغة لونية تُبرز التكوين والضوء مستندا إلى خبرته الطويلة في المدرسة الانطباعية التي انفتح من خلالها على الطبيعة والضوء الخارجي، ثم أعاد صياغتها بروح خليجية تحتفي بالنور والعمق ففي هذا السياق يقول: عُمان تثيرني بمناخاتها المتعددة، وقد وجدت فيها ما يدفعني إلى إعادة اكتشاف ذاتي الفنية. تضاريسها الممتدة وأفقها الواسع يمنحان الألوان نَفَسا جديدا، ولهذا كان لا بد أن أقدّم هذه الأعمال هنا، بين الجبال والبحر والناس الطيبين، وأؤكد حرصي على أن تبقى لوحاتي في تواصل دائم مع المكان الذي تُعرض فيه.

وفي ختام حديثه أشار الفنان التشكيلي البحريني عباس الموسوي إلى أن الفن بالنسبة له دعوة للحياة والتآلف قائلا: الفن سلام للبحر والسماء والمستقبل، نحن حماة هذه البيئة التي يجب أن ننقل جمالها لأطفالنا لتبقى خالدة بعطائها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عباس يؤكد: حماس لن يكون لها دور في حكم القطاع

عباس يؤكد: حماس لن يكون لها دور في حكم القطاع

مقالات مشابهة

  • وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة تشارك في المنتدى الخليجي الخامس للسياسات الأسرية بالكويت
  • المطرب الخليجي الفارس ينتهي من تصوير “صدقني” ويطرحها قريبًا
  • «الإحصائي الخليجي» يصدر تقرير «آفاق الأداء الاقتصادي 2024»
  • أفكار ومشاريع ابتكارية ملهمة في ختام برنامج رواد الأعمال الشباب الخليجي
  • عباس يشدد : لا دور لحماس في غزة بالمستقبل
  • الرئيس عباس يفتتح معرض "بيت لحم: ميلاد جديد" في الفاتيكان
  • عباس يؤكد: حماس لن يكون لها دور في حكم القطاع
  • عباس: حماس لن يكون لها دور في حكم القطاع
  • بينها الأعاصير والغربة: قبطان بحري: هذه أبرز التحديات التي تواجهنا