تصريحات وزير الخارجية عن موقف المجتمع الدولي بشأن وحدة اليمن.. لماذا أثارت حفيظة الانتقالي؟
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية في الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليًا، شائع الزنداني، والتي نفى فيها وجود أي مقترحات بشأن مسألة "حل الدولتين"، حفيظة الانتقالي.
وكان الزنداني قد تحدث مع صحيفة بحرينية أن ما يسمى بمقترح "حل الدولتين" في اليمن غير مطروح فعليا على أرض الواقع، وما يتم تداوله في هذا الصدد لا يعكس الواقع السياسي في اليمن أو موقف الحكومة الشرعية تجاه هذا الأمر.
وقال "القضايا الموجودة في اليمن حاليا، تتجه في الغالب لمواجهة عدو مشترك وهم الحوثيون، وهناك بالتأكيد تباينات وبرامج سياسية ومطالب مختلفة لكل قوة من القوى الفاعلة.
واختتم وزير الخارجية اليمني تصريحاته بالقول "لذلك بالنسبة إلينا لا توجد أي مقترحات قائمة أو خطوات فعلية بشأن حل الدولتين، وما يتم تداوله في هذا الصدد لا يعكس الواقع السياسي في اليمن أو موقف الحكومة الشرعية تجاه هذا الأمر".
تصريحات الزنداني أثارت ردود أفعال غاضبة لدى المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، دفعته لإصدار بيان شديد اللهجة طالب فيها الحكومة بتوضيح تلك التصريحات.
وفي السياق، زعم البيان الناطق باسم قوات الانتقالي أن خيار استعادة ما سماها "دولة الجنوب" حق أصيل ومشروع لا يقبل المساومة، مشيرا إلى أن تلك التصريحات حملت إساءة صريحة لقضية شعب الجنوب.
وأفاد أن التصريحات تحمل تناقضًا مع واقع التفاهمات السياسية القائمة، ومحاولة لقلب حقائق الشراكة المنبثقة عن اتفاق الرياض، ومشاورات الرياض، والتفاهمات مع التحالف العربي. حد قوله.
ودعا بيان الانتقالي حكومة اتفاق الرياض إلى توضيح موقفها من هذه التصريحات بشكل عاجل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات، التي تمس ما وصفه بـ "التوافق وتضر بروح الشراكة"، محذرًا من مغبة ما اعتبره "تكرار تصدير هكذا مواقف غير صحيحة وغير متوافق عليها".
وعلى مدى الأيام الماضية التي أعقبت تصريحات الوزير الزنداني الذي ينحدر من محافظة الضالع، لا يزال ناشطون وإعلاميون محسوبين على الانتقالي يشنون حملات تحريض ضد الوزير ومطالبات بإقالته حتى وصل بهم الحال للقدح تارة يقولون إنه لا ينتمي للجنوب وإنما أصوله من شمال اليمن، وتارة أخرى يتهمونه بالعمالة والخيانة.
موقف وطني قومي
وتعليقا على ذلك قال الخبير العسكري د. علي الذهب إن "الوزير الزنداني يتعرض لهجمة إعلامية مغرضة، إزاء موقفه الوطني والقومي".
وأضاف "لو تفحصنا وجوهها، لوجدناها من صنيعة المرحلة الرديئة التي غرق فيها اليمن منذ عقد ونصف، حقبة تشكل فيها أكبر مستنقع للكائنات الآدمية الطفيلية المتعفنة التي تفوح روائحها الكريهة في الأرجاء".
أداة ابتزاز
من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي، "كنت ولا أزال على يقين بأن الدكتور شائع محسن الزنداني، وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اليمنية، من أهم الوزراء المهنيين الذين ملأوا هذا المنصب كفاءة وأداء وحضوراً".
وأضاف "تصريحاته الأخيرة عن عدم وجود موضوع "حل الدولتين" على طاولة المفاوضات، طبيعية وتتسق مع المسؤولية التي يضطلع بها ومع حقائق الأمور أيضاً".
واستدرك "لكن المجلس الانتقالي يحاسبه على هذا التصريح -ليس لأنه أخطأ- بل لأنه ينتمي إلى الضالع ويجب عليه أن يكون جزء من السردية الانفصالية التي يروج لها الانتقالي، مع أنها كل يوم تفقد صلتها بالواقع، وتتحول إلى أداة وظيفية وسلوك ابتزازي واضح في سياق المناوشات الإقليمية الدائرة، بين الرياض وأبوظبي حول ملفات إقليمية عديدة من الفاشر حتى باب المندب.
صراخ وعويل
السياسي والقيادي الجنوبي أزال الجاوي كتب "خلال السنوات الماضية، التقيتُ بالعديد من السفراء والموفدين الأجانب، وكنا — حين نطرح عليهم القضية الجنوبية (بصيغةٍ ما دون سقف الانفصال) — نُفاجأ بردٍّ واحدٍ تقريبًا: دعوا هذا جانبًا.بل إن السفير البريطاني الأسبق مايكل آرون ذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرًا النقاش في هذا الأمر “غير جدي” ولا يستحق إضاعة الوقت فيه.
وقال "فكنت أسألهم: طيّب، وما الذي تناقشونه إذًن مع قيادة المجلس الانتقالي عندما تلتقون بهم؟ وكان جوابهم في الغالب: المشاركة في السلطة. ثم يضيفون: إن أردتم التعبير عن قضايا الجنوب وإشكالياته، فطريقكم الوحيد هو المشاركة في السلطة، وهذا الطريق يمر عبر الرياض حصراً".
وأضاف الجاوي "بل إن بعضهم عرض وساطته في ذلك، شريطة أن نتخلى عن اعتبار الحرب عدوانًا على اليمن وتدخلاً عسكريًا غير مشروع، وأن نضع الحديث عن القضية الجنوبية كقضيةٍ مستقلةٍ بذاتها جانبًا. وكانوا يلمّحون — أحيانًا بصراحة — إلى أن إصرارنا على التمسك بموقفنا سيُخرجنا من العملية السياسية القائمة وفي المستقبل ايضاً وسيجعلنا منبوذين".
وختم الجاوي تدوينته بالقول "اليوم، أسمع كثيرًا من الصراخ والعويل حول تصريحات وزير خارجية الشرعية شائع الزنداني بشأن عدم وجود طرحٍ جادٍّ لحلّ الدولتين (الانفصال)، رغم أنه لم يقل سوى الحقيقة التي يعرفها الجميع".
مغالطة وبيع الوهم
كذلك الصحفي الموالي للانتقالي، صلاح السقلدي، انتقد بيان الانتقالي بشأن تصريحات الوزير الزنداني وقال إن "الانتقالي يعرف جيدا، أن تلك التصريحات لم تكن شخصية أبدا بل اتت بصفة الوزير الرسمية كوزير لوزارة الخارجية في الحكومة اليمنية التي يتشارك الانتقالي فيها الحُكم".
وأضاف إن "كانت تصريحاته شخصية ولا تمثل وزارة الخارجية ولا تعبر بالضرورة عن التوافق الجمعي بالحكومة، فلماذا دعا الانتقالي الحكومة لرفضها والتنصل منها طالما وهي لا تمثلها ولا تعبر عن توافقاتها الجمعية، وانها مجرد تصريحات تمثل صاحبها فحسب؟
وتابع السقلدي الانتقالي لم يكن بحاجة لبيان طويل عريض للرد على تصريحات الوزير ليثبت فيه أن هناك تفاهمات تتبنى فكرة حل الدولتين، بل كان بوسعه بكل بساطة أن ينشر تلك التفاهات ويميط عنها اللثام لتدحض ما سواها، طالما وهي لم تعد سرا، وكذلك لتكون مصداقا لقوله إن كان فعلا ثمة حل من هذا القبيل مطروحا، وكفى المؤمنين شر البيانات. فهل يفعلها ويوضح ما بجعبته؟
وزاد "الانتقالي استشاط غضبا من تصريحات الوزير واعتبرها تصريحات وحدوية تسيء للقضية الجنوبية، مع أن الانتقالي أكد في بيانه أن التحالف أيضا يؤيد فكرة حل الدولتين".
وقال "لكن الانتقالي لم ينبس ببنت شفة تجاه مواقف وتصريحات التحالف وتصريحات قياداته ونخبه السياسية والإعلامية التي تؤكد دائما إنها مع وحدة اليمن، والتي كانت آخرها بيان لمجلس التعاون الخليجي قبل أيام أكد فيه على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسيادة وسلامة أراضيه".
الصحفي الموالي للانتقالي عادل المدوري يقول إن تصريح وزير الخارجية اليمني الزنداني كله كوم. وقوله : (مايسمى حل الدولتين) كوم لحاله.
وركز المدوري على عبارة “ما يسمى” وقال هي صيغة تسفيه سياسي توحي بعدم الاحترام والاعتراف بشرعية أو واقعية “قضية شعب الجنوب”. وتسفيه تضحيات ودماء شعب الجنوب بحد ذاتها جريمة تستوجب المسائلة والإقالة للوزير من منصبه.
قناعات كل الشعب اليمني
أما سالم فتساءل: لماذا يتعرض وزير الخارجية شائع الزنداني لهجوم واسع من قبل المجلس الانتقالي وناشطيه؟
وقال "وذلك لأنه عبّر بمسؤولية ووطنية عن موقف الجمهورية اليمنية الرافض للانفصال أمام المجتمعين الإقليمي والدولي، مع العلم أن ما قاله الوزير هو قناعة كل الشعب اليمني".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الوحدة اليمنية وزير الخارجية مليشيا الانتقالي الانفصال المجلس الانتقالی تصریحات الوزیر وزیر الخارجیة حل الدولتین فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الكرملين يرد على تصريحات بشأن التجارب النووية
أكد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، اليوم الأحد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يصدر أي تعليمات للبدء في إعداد التجارب النووية، ويتعين أولا تقييم جدواها.
وقال بيسكوف "لم يصدر الرئيس أي أوامر ببدء الاستعدادات. أولا، علينا أن نفهم ما إذا كنا بحاجة إلى القيام بذلك. يجب أن يكون هذا قرارا جادا للغاية، ومبررا، ومدروسا بعناية. سيعمل خبراؤنا على ذلك الآن"، بحسب ما نقلته عنه وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء.
وأضاف بيسكوف أن "بوتين أكد مرارا وتكرارا أن روسيا ماضية في التزاماتها بحظر التجارب النووية".
وأوضح المتحدث باسم الكرملين أنه "إذا فعلت دولة أخرى ذلك (انتهكت دولة أخرى التزاماتها بحظر التجارب النووية)، فسيتعين علينا القيام بذلك من وجهة نظر الحفاظ على التكافؤ".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت سابق، أنه أمر بإجراء تجارب الأسلحة النووية "على قدم المساواة" مع الدول الأخرى التي يعتقد أن لديها برامج ذات صلة.
كانت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله، أمس السبت، إن العمل جار على إعداد مقترحات بشأن اختبار نووي روسي محتمل.
وأكد فاسيلي نيبينزيا المندوب الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة أن على روسيا الاستعداد في حال استئناف الولايات المتحدة التجارب النووية.