كيف سيخوض حزب الجيد الانتخابات المحلية التركية ؟
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
قرر الحزب الجيد ترشيح مرشحيه في الانتخابات المحلية دون الانضمام لتحالفات.
وفي حديثه بعد اجتماع المجلس الإداري العام قال المتحدث باسم الحزب كورشات زورلو؛ أنهم سيقدمون مرشحين في 81 محافظة آخذين في الاعتبار اتجاهات الجمهور.
قرر الحزب الجيّد الدخول في سباق الانتخابات المحلية، وتم اتخاذ هذا القرار من قبل الهيئة الإدارية العامة للحزب بأغلبية الأصوات وسيتم تحديد المرشحين النهائيين من قبل المجلس الرئاسي.
وعلق زورلو قائلاً: “النص الذي تم إعداده نتيجة لاجتماع المجلس واضح للغاية. وعندما تقرأ النص كما هو، بعيدًا عن كل الأشخاص والمناقشات التي ذكرتها، فإن كل شيء واضح للغاية”.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا الانتخابات المحلية التركية تركيا الآن حزب الجيد
إقرأ أيضاً:
رد على الأستاذ طارق الجزولي: بين شرف الكلمة وجبن التحرير
السيد رئيس تحرير سودانايل،
قرأت بيانكم الذي قررتم فيه سحب مقالي المعنون “*قرناص: عار الدولة ولذة الطاعة”*، وقد دُهِشتُ لا من سحب المقال في ذاته، بل من لغة البيان التي بلغت من التهويل ما يجعل القارئ يظن أنه أمام دعوة للتحريض، لا تأملًا في أنماط الطاعة والانضباط التي شكّلت بنية الوعي السوداني في ظل دولة الإنقاذ.
لقد اتهمتم المقال بتجاوز حرية التعبير إلى “الإسفاف والتناول الشخصي”، بينما لم يتضمن المقال – نصًا أو تضمينًا – اسمًا معينًا ولا إساءةً شخصية لأي فرد. ما فعله المقال هو تفكيك خطاب الطاعة الذي تربّى عليه جيل كامل من الكُتاب والمثقفين في حضن الدولة السلطوية، ومن بينهم الأستاذ طارق الجزولي، الذي تحول جسده اللغوي إلى أداة للتهذيب والتأنيب، بلغة أخلاقية تقمع في ظاهرها ما تدعي إصلاحه.
لقد قلت في المقال، وأعيد هنا قوله، إن أخطر ما فعلته الدولة ليس القتل وحده، بل استبطان الناس لأخلاقيات الطاعة والتبرير والتجميل. وإن نقد هذه الأخلاقيات لا يعني إهانة من يحملها، بل يعني مساءلة بنيتها، مساءلة خطاب “الأب/الدولة” الذي ما زال يرعى الثقافة السودانية ويملي عليها ما يجوز وما لا يجوز.
وإذا كان المقال مؤلمًا، فلأنه وضع الإصبع على جرح مستور: جرح الطاعة المقنعة بلغة العفاف، وجرح الانضباط المقنّع بلبوس النصح. أما ما اعتبرتموه “إسفافًا”، فهو في حقيقته استعارات صادمة، نعم، لكنها ضرورية لفهم كيف تتنكر الدولة في هيئة جسد، وكيف يُعاد إنتاج العبودية الطوعية عبر رموز ناعمة.
ومن المؤسف أن تنحاز صحيفتكم، التي احترمناها طويلًا، إلى منطق الاعتذار لا للقارئ، بل لمن مسّه المقال برمزيته، في سابقة لا تُشرف تاريخ سودانايل الذي لطالما تصدّرت ساحة التعبير الحر. بل الأدهى أن تصفوا المقال بأنه “يشين الصحيفة”، لا لخلل في منطقه، بل لأنه هزَّ سياج الوقار الكاذب الذي يحتمي به بعض رموز الاستبداد الناعم.
أي مهنية هذه التي تتبرأ من نص تحليلي صادم، بينما تتيح لمنظري الطاعة إعادة إنتاج خطاب السلطة بلا مراجعة؟ وأي “شرف للمهنة” تُدافع عنه صحيفة تتنكر لكاتبها وتقدّم اعتذارًا خاصًا لسفيرة، لا لأن المقال ذكرها، بل لأن شبح النقد اقترب من حقلها الرمزي؟
لقد أخطأتم مرتين: مرة بسحب النص دون نقاش أو حق للكاتب في الدفاع، ومرة ثانية حين أدنتم النص بلغة لا تليق إلا بمنبر فقد أعصابه أمام مقال فكري. وإنني إذ أردّ، لا أطلب إعادة النشر، بل أعيد للقارئ حقه في التفكير مجددًا في النص الذي هزّكم، لا لأنه مسّ شرف الناس، بل لأنه سأل: ما معنى الشرف حين يصبح طاعة عمياء لسلطة صامتة؟
الدكتور الوليد علي مادبو
auwaab@gmail.com