مصعد مركبة ستارشيب العملاقة يخضع أخيرا لاختبار روّاد الفضاء
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
اختبر رواد فضاء وكالة الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء (ناسا) مصعد المركبة الفضائية العملاقة ستارشيب مرتدين بزاتهم الفضائية لغرض محاكاة البيئة الفضائية ضمن المراحل الأخيرة من التحضير، وذلك في ظلّ سعي وكالة الفضاء الأميركية إلى إعادة إحياء النشاط البشري على سطح القمر خلال السنوات القليلة القادمة.
وبموجب عقد الشراكة المبرم، فإنّ شركة تصنيع الطيران والنقل الفضائي "سبيس إكس" تكفّلت ببناء المركبة الفضائية ستارشيب التي ستهبط بروّاد الفضاء على سطح القمر، بعد اصطحابهم من مركبة أوريون الفضائية التي سوف تكون في مدار حول القمر.
ووفقا للخطّة الأولية سيبقى رواد الفضاء داخل المركبة الفضائية ستارشيب على سطح القمر لسبعة أيام، وفي غضون تلك المدّة ستكون هناك بعض الأنشطة التي تستوجب هبوط روّاد الفضاء بأنفسهم على سطح القمر عبر مصعد مخصص لأداء هذا الغرض.
وجاء تصميم المصعد لنقل الطاقم وجميع المعدات والآلات من المركبة الفضائية إلى سطح القمر، والعكس كذلك، وقد خضع مؤخرا لاختبارات مكثفة في ما يتعلّق بكافة الوظائف المخوّل بها، ودراسة قدرته ميكانيكيا على التجاوب مع رواد الفضاء، وذلك بسبب الدور المحوري الذي سيقوم به في مهمة العودة إلى القمر، علما بأنّ ارتفاع المركبة الفضائية يبلغ 50 مترا، وهو ما يعادل تقريبا 15 طابقا.
ويحتوي المصعد على مساحة وفيرة لنقل المعدات والأدوات الميكانيكية، ويحتوي كذلك على لوحة تحكم سهلة الاستخدام تسمح لرواد الفضاء بالتحكم بسلاسة وفعالية، وتوجود أيضا مزالج للبوابة تضمن سلامة الرواد والأدوات من سقوطها نحو الأسفل.
ويشير مسؤولون في ناسا إلى أنّ هذه التجربة تكمن أهميتها ليس في اختبار مدى كفاءة المصعد فحسب، وإنما بمنح الشعور وتجربة مماثلة لرواد الفضاء عن آلية وطبيعة العمل على سطح القمر.
وتهدف وكالة ناسا في مهمة أرتميس 3 إلى إرسال أوّل مجموعة بشرية إلى القمر بعد انقطاع طويل منذ برنامج أبولو الذي شهد هبوط آخر رائدي فضاء عام 1972. ونظرا للمنافسة الشرسة التي وقعت خلال العامين الماضيين بين شركتي سبيس إكس وبلو أورغين على الحصول على عقد بناء مركبة فضاء في مهمة الهبوط على سطح القمر، والتي فازت فيه شركة سبيس إكس، حدث تأخير كبير أدى إلى تأخير عملية الهبوط إلى عام 2027 بدلا من العام المقبل كما كان مقررا له.
وأما مهمة أرتميس 2 المأهولة فالمقرر إجراؤها نهاية هذا العام، وستشهد إرسال 4 رواد فضاء في مدار حول القمر، والتي ستكون تمهيدا للبعثة التالية إذا ما سارت الأمور وفقا للخطة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرکبة الفضائیة على سطح القمر رواد الفضاء
إقرأ أيضاً:
الصين تُطلق شنتشو-22 في أول مهمة طوارئ لإنقاذ طاقم محطة تيانجونج
في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ برنامج الفضاء المأهول الصيني، نفّذت الصين مهمة إطلاق طارئة، بعدما أرسلت مركبة الفضاء شنتشو-22 إلى محطة تيانجونج في 25 نوفمبر 2025، لتأمين وسيلة عودة آمنة لرواد الفضاء الموجودين على متن المختبر الفضائي، بعد أن وجدوا أنفسهم لعدة أيام دون “قارب نجاة” في الفضاء.
انطلقت المركبة من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة ألكسا بمنغوليا الداخلية، في عملية حظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الصينية والدولية، وأكدت جاهزية بكين للتعامل مع سيناريوهات الطوارئ بسرعة وفعالية. وبمجرد وصولها، التحمت المركبة بنجاح بمحطة تيانجونج، لتنهي فترة حرجة كان فيها الطاقم الحالي دون مركبة تسمح لهم بالعودة إلى الأرض عند الحاجة.
بدأت الأزمة في الخامس من نوفمبر، حين كان من المخطط أن يعود طاقم مهمة شنتشو-20 إلى الأرض بمركبتهم الأصلية، بعد انتهاء مهامهم على تيانجونج. إلا أن الفحص النهائي قبل فك الارتباط كشف وجود شقوق دقيقة في نافذة المركبة، يُرجح أنها نتجت عن اصطدام بجسيمات دقيقة من الحطام الفضائي – وهو خطر متزايد في المدار الأرضي المنخفض.
وبسبب هذا الخلل، اضطرت وكالة الفضاء الصينية إلى إلغاء العودة في اللحظة الأخيرة، ليبقى الطاقم في المحطة إلى حين إيجاد حل بديل. وفي 11 نوفمبر، تمكّن فريق شنتشو-20 من العودة باستخدام مركبة شنتشو-21، تاركًا الفريق الجديد الذي كان على وشك بدء مهامه بلا مركبة صالحة للعودة عند الطوارئ.
وهكذا وجد رواد فضاء شنتشو-21 أنفسهم على متن المحطة لأكثر من عشرة أيام دون وسيلة مغادرة، وهو أمر يتعارض مع بروتوكولات الأمان العالمية الخاصة بالبعثات المأهولة، والتي تشترط دائمًا وجود مركبة عودة جاهزة في أي لحظة.
استجابةً للوضع الاستثنائي، قررت بكين التسريع في تجهيز شنتشو-22 التي كان من المفترض أن تنقل ثلاثة رواد فضاء في أبريل أو مايو 2026. إلا أن الخطة تغيّرت جذريًا:
– أُطلقت المركبة خالية من الطاقم
– مُحملة بشحنات إضافية من المؤن لتعويض النقص الناتج عن امتداد إقامة طاقم شنتشو-20
– مُجهّزة لتعمل مباشرة كمركبة عودة احتياطية لفريق شنتشو-21
ويشير محللون إلى أن هذه الخطوة لم تُظهر فقط مرونة برنامج الفضاء الصيني، بل أكدت أيضًا قدرته على التعامل مع حوادث الحطام الفضائي المتزايدة، والتي أصبحت تهديدًا عالميًا تتعامل معه كل الوكالات الفضائية — من ناسا إلى وكالة الفضاء الأوروبية.
أهمية شنتشو-22 لم تتوقف عند كونها مركبة طوارئ؛ فقد حملت أيضًا داية إمدادات حيوية للفريق الحالي، الذي استهلك كمية كبيرة من المؤن خلال فترة الانتظار غير المخطط لها. وبذلك تعمل المركبة كحل مزدوج: وسيلة عودة وطوق نجاة لوجستي.
ومن المتوقع أن تبقى شنتشو-22 مُلتحمة بالمحطة حتى العام المقبل، لتهبط بعد انتهاء فترة عمل طاقم شنتشو-21 التي تمتد إلى ستة أشهر، قبل أن تُستبدل بالمركبة التالية ضمن برنامج الصين الفضائي الطموح.
رسالة قوية من الصين للعالمتُعد هذه الواقعة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الصين على إدارة الأزمات في الفضاء. فإطلاق مهمة طارئة خلال أيام قليلة، وإعادة توازن الوضع على متن محطة تيانجونج، يعكس التقدم الكبير الذي حققته البلاد في مجال الرحلات المأهولة.
كما تُبرز الحادثة المخاطر المتزايدة للحطام الفضائي، وتؤكد أهمية تطوير أنظمة مراقبة وتدريع أكثر تقدمًا لحماية المركبات في المدار.
وبينما تستعد الصين للتوسع في برنامجها القمري وبناء منشآت فضائية إضافية، يبدو واضحًا أن شنتشو-22 لم تكن مجرد مهمة عادية، بل فصلًا جديدًا يؤكد قدرة بكين على التعامل مع الطوارئ والمحافظة على سلامة روادها في أكثر البيئات قسوة على الإطلاق.