سحر الجعارة: المتهم الهارب
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
مرة ثانية يتصدّى القضاء المصرى العادل لنهاشى الأعراض الذين يُرهبون بناتنا ويهتكون سمعة الآباء ويلوثون بالنميمة والفضائح شرف العائلات المصرية، حيث حكمت محكمة جنايات سوهاج، بمعاقبة المتهم «م. ع. ا» بالسجن 5 سنوات، لاتهامه بتهديد المجنى عليها «ا. ح» والتعدى على خصوصيتها، وابتزازها بنشر صور لها ورسائل على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بدائرة قسم أول سوهاج.
تعود أحداث القضية إلى عام 2020 بدائرة قسم أول سوهاج عندما تلقت أجهزة الأمن بلاغاً من المجنى عليها، مفاده قيام المتهم بتهديدها بنشر صور لها ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والتعدى على حرمتها وخصوصيتها وابتزازها مقابل مبالغ مالية، وبعد تقنين الإجراءات تأكدت صحة أقوال المبلغة، ووجّهت النيابة العامة إليه تهمة التهديد والتعدى على القيم والخصوصية وتمّت إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، التى أصدرت حكمها السابق.
سوف تلاحظ أن الحكم بنصه المنشور أخفى المعلومات الشخصية للضحية والجلاد أيضاً، لحماية سمعة الضحية، ومع كل قضية «إرهاب إلكترونى» يجب علينا أن نُذكّر بالضحايا اللاتى دفعن حياتهن ثمناً لتغليظ عقوبة «الابتزاز الإلكترونى»، وننير الطريق القانونى للبنات اللاتى قد يقعن فى هذا الفخ.
لقد رأينا فى عام 2022 ضحايا فى عمر الزهور «هايدى وبسنت» آثرتا الانتحار على الفضيحة بصور مفبركة.. ورأينا القضاء العادل يقتص لأرواح وأعراض ضحايا الابتزاز الإلكترونى، 15 عاماً سجناً للمجرم لثانى مرة، سواء كانت الصور مفبركة أو حقيقية.. أما الأولى فكانت لابنة الستة عشر ربيعاً «القاصر»، التى لم تدرك أن المختبئ خلف الشاشة «قناص» كل همه أن يسرق منها سترها ويتاجر بعرضها (عبر «واتس آب» أيضاً)، فكيف لها أن تعرف أنه ليس الفارس الذى جاءها على حصان أبيض؟ استخدم كل أساليب «النصب العاطفى» حتى تخيلت أن عليها أن تلبى «لهفته» ببعض الصور «الخادشة للحياء».
أبلغت مباحث الإنترنت وتم تداول القضية حتى جاء حكم محكمة جنايات المنيا بمعاقبة المتهم «يوسف. س. م» بالسجن المشدّد لمدة 15 عاماً، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية، لثبوت الاتهام الموجّه إليه بتهديد فتاة بنشر صور فاضحة لها على «واتس آب».. لتنعم أرواح البريئات بالسلام الذى لم يجدنه على الأرض.
هذه الفتاة الأخيرة لم نرَ صورتها ولم نعرف اسمها بعد أن فعّلت النيابة العامة «سرية معلومات الضحية».. ورغم ذلك لا يزال البعض يخاف من اللجوء إلى النيابة!
«سرية معلومات الضحية» هى دعوة لتغيير ثقافة جَلد الضحية ودفعها للانتحار، آن الأوان أن يتحول المنبر إلى الدفاع بدلاً من إدانة النساء، للمعلم الذى نهش عرض «بسنت خالد» بالتنمّر والنميمة أن يفهم دوره التربوى.. آن الأوان أن تحتضن الأسر المصرية بناتها بدلاً من وصمهن بالعار والفضيحة.. على كل أب أن يدافع عن شرفه من هجمة الذئاب التى تنهشه بالنميمة.
ويحافظ على عرضه ولا يلقيه للأوباش ينتهكون حرمته بألسنتهم.. وعلى كل أم أن تحتضن ابنتها وتكون صديقتها الأمينة على أسرارها ولا تنهال عليها بالضرب والسب بل تحتضنها لتشعر بالأمان وتأخذ طريقها الصحيح نحو الإبلاغ فى مباحث الإنترنت.
الدستور يحمى حرمة الحياة الخاصة: المادة 59 من الدستور تنص على أن الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها، ولكل مقيم على أرضها.
كما تنص المادة 90 من الدستور على أن كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، وغيرها من الحقوق والحريات التى يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادُم.
الحقيقة أن خلف هذه الجرائم «متهم» لم يُحاسَب، وهو من أشاع أن البنت «حلوى مكشوفة»، أو فى أحسن الأحوال «موزة مقشّرة»!.
من أباح التحرش بغير المحجبات.. ومن قال إن خروج المرأة إلى صلاة العيد بدون حجاب يجعلها «عاصية».. وحكم على غير المحجبات بأمر إلهى لا يعلمه إلا الخالق.. إنه من قال للمرأة «البسى قفّة».. فنحن أمام حالة مجتمعية معكوسة، فبدلاً من أن يكون الداعية دوره نشر التسامح والخير قرّر أن يقسّم النساء إلى قسمين «محجبات آمنات».. و«غير محجبات» إن لم ترتدِ إحداهن «القفّة» فيمكن قتلها (نسى أن هذا البلد فيه «تعدّدية دينية»).. هل تتخيل حال المسيحيات فى مصر الآن وكم الإرهاب الذى تعرّضن له؟.
هناك عدد كبير من الدعاة مطلوقين على النساء عبر «يوتيوب» والسوشيال ميديا حاولوا جرّنا إلى أرضية دينية، واستعداء الجمهور على النساء باستخدام «الحجاب» واستخدام تهمة أخرى «التكفير».
وحاولوا النيل من كل امرأة تعارضهم باللعب بالحجاب دون أى خجل فقط ليُظهروهن أمام المجتمع «علمانيات كافرات»، وهى لعبة قديمة وسخيفة ومكشوفة.
حاسبوا هؤلاء لتنعم بنات مصر بالأمان ويتوقف الابتزاز الدينى والإلكترونى.
سحر الجعارة – الوطن نيوز
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بعد حبسه بتهمة السب والقذف.. ما الذى ينتظر ميدو أمام الاستئناف؟
تنظر محكمة مستأنف القاهرة الاقتصادية، استئناف اللاعب السابق أحمد حسام ميدو، على حكم حبسه شهرا بتهمة سب وقذف الحكم محمود البنا، ويوضح اليوم السابع في النقاط التالية مصير ميدو أمام محكمة الاستئناف.
ويصبح ميدو أمام ثلاث سيناريوهات قضائية- تأييد الحكم الصادر ضده بحبسه شهرا.
- تخفيف الحكم الصادر ضده.
- إلغاء الحكم بحبسه والقضاء ببراءته مما نسب إليه.
تفاصيل قضية ميدووكانت كشفت محكمة القاهرة الاقتصادية عن حيثيات حكمها بحبس اللاعب السابق أحمد حسام "ميدو" شهرًا واحدًا، بعد إدانته بتهمة سبّ وقذف الحكم محمود البنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
المحكمة أوضحت في حيثياتها أن ما كتبه ميدو تجاوز حدود النقد الرياضي المباح، وتحول إلى تشهير صريح يمس سمعة شخص وكرامته، مشيرةً إلى أن النقد المشروع يجب أن يقتصر على مناقشة القرار أو الأداء، لا الإساءة إلى صاحبه.
وأكدت المحكمة أن شهرة المتهم واتساع جمهوره جعلا من منشوراته أثرًا مضاعفًا في التشهير والإساءة، معتبرةً أن ما ارتكبه يمثل خروجًا عن إطار حرية التعبير المكفولة بالقانون، واعتداءً على قدسية العدالة الرياضية التي تقوم على احترام الجميع داخل المنظومة
محامي ميدو يتقدم بالاستئناف على حكم حبسهوكان تقدم محامي اللاعب السابق أحمد حسام ميدو، بالاستئناف على حكم حبسه شهرا بتهمة سب وقذف الحكم محمود البنا، كما دفع محامي ميدو المقالة المالية بإيقاف حكم حبسه لحين نظر الاستئناف.
الاقتصادية تعاقب ميدو بتهمة سب وقذف الحكم محمود البناوكانت قضت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، بمعاقبة أحمد حسام ميدو بتهمة سب وقذف الحكم محمود البنا، بالحبس شهر وكفالة 5 آلاف جنيه، وغرامة 20 ألف جنيه، وأن يؤدي للمدعي مبلغ وقدره 20 ألف جنيه.
وكانت قررت نيابة شرق القاهرة، إحالة أحمد حسام ميدو للمحكمة الاقتصادية بتهمة سب وقذف الحكم محمود البنا على مواقع التواصل الاجتماعى.
وكان الحكم محمود البنا تقدم ببلاغ الى النيابة العامة، يتهم فيه أحمد حسام ميدو لاعب الزمالك السابق بسبه وقذفه على مواقع التواصل الاجتماعى عقب مباراة أدارها البنا تحكيميا كانت بين الأهلى وبيراميد ، حيث أشار ميدو بمجاملة الحكم محمود البنا لفريق الأهلى وكتب على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى مما اعتبره البنا سبا وقذفا.