أول مقابلة تلفزيونية بعد تعيينه رئيساً.. «الشرع» يتحدث عن رؤيته لمستقبل سوريا وموعد الانتخابات
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
سلط الرئيس السوري أحمد الشرع بأول مقابلة تلفزيونية له بعد توليه منصبه الضوء على العديد من الملفات الداخلية والخارجية ومستقبل البلاد وعلاقاتها، مؤكدا أن بلاده تتحضر لوضع خطة اقتصادية استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد السوري بعيداً عن الاشتراكية.
وفي مقابلة مع تلفزيون سوريا، تحدث الشرع عن ملامح المرحلة السياسية المقبلة في البلاد، والموعد المتوقع لإجراء انتخابات.
اعتبر الشرع في المقابلة أن “معركة إسقاط نظام بشار الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة”.
وأشار إلى أن “النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان وجنّد كل إمكانياته والبعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في إدلب ورغم ذلك بدأناها”، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأضاف أن “طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع”.
وقال إن “الجيش السوري سابقا كان فيه تفكك كبير وكان ولاؤه لعائلة محددة واليوم نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين”.
أكد الشرع أن “أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض”.
وتابع قائلا: “إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة”.
وأوضح أنه “خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا”.
وعن مسألة الأحزاب، قال الشرع: “لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة”.
وشدد الشرع على أنه يحاول “تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك”.
وذكر مسألة “ضبط السلاح وحصره في يد الدولة”، باعتباره من أولويات الدولة السورية، مضيفا: “وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى”.
وفيما يتعلق بملف قوات سوريا الديمقراطية، قال الشرع: “الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها وهناك مفاوضات مع (قسد) لحل ملف شمال شرق سوريا. (قسد) أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافا على بعض الجزئيات”.
ومن التصريحات التي صدرت عن الشرع في المقابلة والمرتبطة بالشأن الداخلي:
سوريا بلد متسق مع الحالة الطبيعية التي نشأت عليها ونظام الحكم فيها جمهوري وفيها برلمان وحكومة تنفيذية وسلطات تتعاون مع بعضها. ستكون هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني بمشاركة مختلف شرائح الشعب السوري وفي ختام المؤتمر سيتم إصدار الإعلان الدستوري. مدة الوصول إلى انتخابات رئاسية تحتاج ما بين 4 و 5 سنوات. هناك خيط رفيع يبن العدالة الانتقالية والسلم الأهلي وسنلاحق كل من أجرم بحق الشعب السوري وخاصة الرؤوس الكبيرة. النظرة إلى أن سوريا ستحكم من شخص خاطئة وستكون هناك فسحة واسعة للحريات ضمن القانون. النظام البائد حوّل سوريا إلى أكبر مصنع ومصدر للكبتاغون.وفق الشرع “هناك فريق اقتصادي واسع يشكل الآن من داخل البلد وخارجه يقوم بتحليل البيانات لوضع سياسة اقتصادية تستمر لعشر سنوات”.
ووصف النظام الاشتراكي بأن “فيه الكثير من السلبيات التي أثرت في المواطن وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد”.
ولفت إلى أن “بناء الاقتصاد يحتاج إلى توفير الخدمات من كهرباء وطرق ومصارف وغيرها وبعدها يتم إصلاح المؤسسات الاقتصادية”.
ورأى أن “السوق الحر وتسهيل الاستثمار في سوريا يوفر فرص عمل كثيرة ولهذا يجب توفير المقومات اللازمة لذلك من بيئة استثمارية صالحة وقوانين”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الإدارة السورية الجديدة الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة
إقرأ أيضاً:
الجزء الثاني : تشريح لِما هو آت في سوريا!
بقلم : د. سمير عبيد ..
رابعا : جميعنا نعرف أن الرئيس التركي اردوغان ليس رجل هيّن، وتركيا ليست دولة سهلة فهي دولة ذات ارث توسعي بشعارات دينية وان اردوغان وحزبه لا يخفون سعيهم لإحياء العثمنة الجديدة على التوازي مع سعي ايران لإحياء الدولة الفارسية التي ذات ارث توسعي هي الأخرى وبشعارات دينية .والغرب وبمقدمته بريطانيا كانت ولازالت تراقب هذين المشروعين ” العثماني والفارسي” بحذر شديد . وبالتالي فعندما قررت تركيا التدخل والتوغل العسكري والاستخباري والسياسي في سوريا والوقوف خلف احمد الشرع وجبهة تحرير الشام لاسقاط نظام بشار الاسد استنفرت اسرائيل واستنفر الغرب كله وكذلك بريطانيا وصولا للولايات المتحدة . ولهذا قررت تركيا تطويق احمد الشرع من خلال فرض عوامل قوتها وهي :-
أ:-اجبار احمد الشرع بالقبول ان يكون شركائه في الحكم تنظيمات تابعة إلى الاخوان المسلمين في سوريا والذين هم حلفاء مقربين إلى تركيا وقطر. وقبل الشرع مرغما !
ب:- اجبار احمد الشرع بالقبول ان يكون شركائه الفعليين والطرف الاقوى هم التنظيمات الوافدة والمرتزقة والذين تعتبرهم تركيا ( جيشها الانكشاري الجديد ) وهم غرباء واغلبهم ليسوا سوريين بل من (الشيشانيين والأوزبك والايغور الصينيين والافغان والداغستانيبن وغيرهم) ودعم ورواتب هؤلاء من دولة قطر ومنذ سنوات ( ورئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم قد اعترف قائلا :-اننا صرفنا 200 مليار دولار من عام ٢٠١١ صعودا لدعم التنظيمات لاسقاط نظام بشار الأسد)
ج:-والطرف الثالث الذي يتبع تعليمات تركيا هم السوريين الذين درسوا في تركيا وآخرين حملوا جنسيتها ،وآخرين تنظموا لصالح الاستخبارات التركية ومعظمهم توزعوا في عصب نظام احمد الشرع ..وكل هذا استعدت له تركيا استباقيا في حالة استدار او انقلب عليها احمد الشرع!
خامسا:-ولكن اسرائيل والولايات المتحدة وكذلك الإمارات والسعودية والاوربيين نجحوا باستدراج تركيا نحو المستنقع السوري الذي هربت منه ايران ويستحيل تخرج تركيا منه سالمه. والسبب لانه سوف تحدث فوضى مرسومة في الداخل التركي تزامنا مع فوضى الدم التي باتت على الابواب في سوريا والتي ستجد تركيا نفسها في وسطها !
سادسا :-
أ:-لذا فأن موضوع الرئيس الاميركي ترامب وعندما اعلن رفع العقوبات عن سوريا عندما كان في الرياض لجني الترليونات”فهو اعلان انشائي وللاعلام ومجاملة للسعودية مقابل اموال ضخمة ” . لان رفع العقوبات عن سوريا لم تحدث بجرة قلم بل تأخذ وقتا طويلا وطريقها معقد للغاية ويحتاج إلى اجتماعات ومناقشات طويلة زمنيا من الناحية القانونية والإجرائية وتحتاج موافقة الكونغرس الاميركي … الخ .
ب:-فالواضح ان التمهيد لرفع تلك العقوبات لا تخص حقبة احمد الشرع بل تخص نظام سوري قادم توافق عليه إسرائيل وواشنطن ! .ولهذا عرفت إسرائيل كيف تحصد الجوائز الذهبية من احمد الشرع ودون ان تقدم له اي شيء. وآخرها ارشيف الجاسوس ( كوهين ) الذي سلمه الشرع إلى إسرائيل .ومحاصرة حزب الله من جهة لبنان واستعداء ايران وهذا يخدم المصالح الاسرائيلية . فالشرع متطوع أصلا ليكون شرطي بخدمة إسرائيل ولكن الأخيرة لا تثق به ومتوجسه جدا من حلفائه وبمقدمتهم تركيا والجيش الانكشاري الجديد !
سابعا:- كيف هو مسرح الفوضى القادمة في سوريا ( مسرح المطحنة ) المرتقبة في سوريا ؟
الجواب:-هنا نعطي صورة لمشهد الأضداد والرفاق الاعداء في سوريا والذين لا تربطهم ببعضهم البعض إلا المصلحة !
أ:-هناك احمد الشرع ورفاقه في جبهة تحرير الشام والمؤسسات التي اصبحت بيده من خلال هيمنته عليها وهي “المخابرات والاستخبارات العسكرية ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية .. الخ “!
ب:-جبهة تركيا داخل سوريا التي تتكون من ( جيشها المتوغل في سوريا ، والاخوان المسلمين في سوريا ، والجيش الانكشاري الجديد ” مرتزقة الغرباء” ، وتنظيمات اخرى) !
ج :-جبهة دولة قطر المساندة لتركيا التي تتكون من ( قناة الجزيرة ، والتمويل الخرافي ماليا ، والاستخبارات القطرية ، وتنظيمات سلفية متطرفة ” مرتزقة “)!
د:جبهة فلول نظام الاسد وبقايا الجيش العربي السوري ، ومعهما الناقمين على الشرع وتركيا وقطر وعلى التنظيمات المرتزقة !
هـ:-جبهة الأكراد وهي الجبهة الأكثر تدريبا وانضباطا ووضوحا في الاهداف وهي افضل الجبهات لانها تمتلك بيئة حاضنة وديموغرافية قومية موحدة !
و:-جبهة الدواعش ( تنظيم داعش ) والتي هي متناثرة وموجودة في جميع التضاريس السورية تقريبا والتي سوف تستثمر هذه المطحنة لصالحها ( ولهذه الجبهة دعم اقليمي وعربي سري)
ثامنا :-
أ:-فما ورد في ( سابعا/ أعلاه ) يعني الكل متربص للكل. وبالتالي حال قدح الفتيل سوف تكون في دمشق مطحنة سحق العظام المختلفة، ومطحنة المشاريع المتشابكة والتي سوف تلقي بضلالها على الديموغرافية الجغرافية والاجتماعية والطوائفية وسوف يكون هناك تقسيم مركب داخل سوريا مع الأسف الشديد وسيطول حتى يتحقق التقسيم الاقل ( الساحل ، الدروز ، الأكراد ، حلب ، دمشق ..الخ ) وهذا لحد ذاته يخدم اسرائيل التي سوف توظف تلك العناوين لمصلحتها . وواشنطن تفرح لانها سوف تتخلص من التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي استفادت منها وانتهى دورها . وبريطانيا والاوربيين والسعودية والإمارات سوف يتخلصون من تركيا الصاعدة وكذلك سيحجمون الدور القطري وبالمحصلة سوف يُقصم ظهر تنظيم الاخوان المسلمين الدولي وفروعه في المنطقة !
ب:- إيران سوف تكون متربصة وسعيدة للمشهد لكي تستثمره لصالحها ولكن إيران لن تحقق ذلك لأن الضربة الاستراتيجية القاصمة قادمة اليها من خلال ( التغيير السياسي الشامل في العراق ) ومحاسبة الطبقة السياسية وبمقدمتهم حلفاء ايران ودعم نظام سياسي وطني قوي في العراق ويكون حليف للغرب !
الخلاصة : وبالتالي فالذي صرح به وزير الخارجية الاميركي الحالي ( ان الانهيار المحتمل للسلطة الانتقالية السورية قد يكون على بعد اسابيع وليس اشهرا ) هو مصداق لكلامنا ان اعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا مسرحية ، وان مانسمعه من شروط أميركية على الشرع لا يمكنه تنفيذها ( ناهيك ان اسرائيل لا تأتمن اطلاقا لحلفاء الشرع الذين هم أرهابيين ومتطرفين ومرتزقة ولا تريد استمرار نظام الشرع ) اي انتهت مهمة الشرع ان صح التعبير وما علينا إلا الانتظار !
سمير عبيد
٢١ مايو ٢٠٢٥