ممرات التنمية: مصر تعيد هندسة اقتصادها عبر مشروع الممرات اللوجستية المتكاملة
تاريخ النشر: 22nd, October 2025 GMT
ما تشهده مصر حاليًا يُعد إعادة هندسة شاملة لشرايين الاقتصاد الوطني، إذ يُعتبر مشروع "الممرات اللوجستية المتكاملة" واحدًا من أضخم المشروعات القومية التي تهدف إلى ربط الموانئ المصرية بالمناطق الصناعية والزراعية والتجارية، بما يسهم في بناء ما يمكن وصفه بـ "الاقتصاد المتصل"؛ أي أن المنتج الذي يُزرع أو يُصنّع في أي محافظة داخل البلاد يمكن أن يصل إلى الأسواق العالمية بأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن.
ووفقًا لتقارير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، يمثل ممر سفاجا – قنا – أبو طرطور اللوجستي محورًا إستراتيجيًا يربط البحر الأحمر بعمق الصعيد، ويحوّل المنطقة إلى مركز لوجستي ضخم يخدم قطاعات التجارة والصناعة والتعدين والسياحة في آن واحد.
يربط هذا الممر ميناء سفاجا بمنطقتين لوجستيتين رئيسيتين في سفاجا وقنا، ما يتيح للبضائع القادمة من جنوب الصعيد والوادي الجديد – سواء كانت فوسفات أو منتجات ألومنيوم أو محاصيل زراعية من شرق العوينات وتوشكى – الوصول إلى الميناء بسهولة، دون الحاجة إلى نقلها مئات الكيلومترات نحو موانئ البحر المتوسط.
التعدين والصناعة.. مناجم الصحراء على أبواب التصدير
أحد أهم المكاسب الاستراتيجية للممر هو ربطه لمناجم فوسفات أبو طرطور بخط سكة حديد حديث، بما يضمن نقل منتجات ألومنيوم نجع حمادي والفوسفات بشكل أسرع وأكثر أمانًا إلى ميناء سفاجا.
ويمثل ذلك تحولًا نوعيًا في سلاسل الإمداد الصناعية والتعدينية داخل مصر، إذ يُخفض تكاليف النقل والتصدير، ويعزز من جاذبية الاستثمار في الصناعات التحويلية للفوسفات، مما يزيد القيمة المضافة للمنتجات قبل تصديرها بدلًا من تصديرها خامًا.
السياحة.. من الغردقة إلى الأقصر في نقلة واحدة
يتجاوز المشروع البعد الاقتصادي ليشمل تنمية قطاع السياحة، حيث يتكامل الممر مع القطار الكهربائي السريع في مرحلته الثالثة، الذي يربط قنا والغردقة وسفاجا.
هذا الربط سيخلق نقلة نوعية في حركة السياحة، من خلال الجمع بين سياحة الشواطئ في الغردقة وسفاجا، والسياحة الثقافية في الأقصر وقنا، ما يُطيل مدة إقامة السائح ويُضاعف العائد الاقتصادي، فضلًا عن توفير فرص عمل جديدة في مجالات النقل والفنادق والخدمات.
أبرز النتائج الاقتصادية المتوقعة
زيادة الصادرات بفضل الربط المباشر بين مناطق الإنتاج والموانئ، خاصةً لمنتجات الفوسفات والحاصلات الزراعية.
خفض تكاليف النقل الداخلي، ما يعزز قدرة المنتجات المصرية على المنافسة عالميًا.
جذب استثمارات جديدة في مجالات اللوجستيات والصناعات التحويلية ومراكز التعبئة والتغليف.
تنمية محافظات الصعيد عبر فتح مناطق جديدة للتصنيع والزراعة والتعدين.
تعزيز الأمن الغذائي والتصديري بفضل سهولة وسرعة نقل الحاصلات إلى موانئ التصدير.
الممرات اللوجستية.. طريق التنمية الشاملة
لا يُعد هذا المشروع مجرد تطوير لشبكات النقل، بل هو ركيزة لمشروع تنموي متكامل يربط بين الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة ضمن منظومة واحدة، ليحوّل الطرق إلى ممرات تنمية تُعيد رسم الخريطة الاقتصادية من البحر الأحمر حتى الصحراء الغربية.
ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية مصر 2030، التي تستهدف تحقيق اقتصاد متكامل ومستدام، يضع إقليم الصعيد في قلب التنمية الوطنية وليس على أطرافها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ممرات التنمية مصر الممرات اللوجستية المشروعات القومية الاسواق الأسواق العالمية
إقرأ أيضاً:
جامعة النيل تستضيف خبير عالمي للحديث عن مشروع المونوريل المصري
تستضيف جامعة النيل الأهلية يوم السبت الموافق 25 أكتوبر الجاري الخبير العالمي داني دي بيرنا، نائب الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للعمليات بشركة ألستوم الفرنسية.
ويتحدث الخبير العالمي عن مستقبل النقل الذكي والمستدام في العالم، ومستعرضًا مشروع المونوريل المصري الوطني كنموذج رائد للبنية التحتية الذكية في الشرق الأوسط وأفريقيا، ودور الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دعم منظومات النقل الحديثة منخفضة الانبعاثات.
ويتناول التطورات التي تشهدها تكنولوجيا السكك الحديدية عالميًا، وأهمية تبني الحلول المبتكرة في تحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي.
يأتي ذلك ضمن جدول أعمال فعاليات الحدثين العلميين الدوليين اللذين تنظمهما الجامعة تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وهما: المؤتمر الدولي السابع للعلوم الذكية والتقنيات الناشئة (NILES2025) والمؤتمر الدولي الثاني للاتجاهات البحثية متعددة التخصصات من أجل الاستدامة (SMART2025)
ويشارك الجلسة الدكتور هاني مصطفى، الرئيس التنفيذي لشبكة SDG Innovation Network وأستاذ بجامعة كيبك الكندية، الذي سيتحدث عن التحول نحو مجتمع ذكي ورقمي وأخضر، ودور الذكاء الاصطناعي والتعليم وريادة الأعمال المستدامة في دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
ويُعقد الحدثان العلميان الدوليان خلال الفترة من 25 إلى 27 أكتوبر 2025 بمقر الجامعة في الشيخ زايد، بمشاركة أكثر من 1000 باحث وخبير من 20 دولة، و304 ورقة بحثية، و16 جلسة علمية متخصصة، و7 محاضرات رئيسية، إلى جانب 3 جلسات نقاش رفيعة المستوى و3 ورش عمل تطبيقية.
ويُعد الحدث منصة علمية عالمية تجمع بين العلم والصناعة والابتكار الرقمي، في ظل رؤية جامعة النيل لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للبحث العلمي والتكنولوجيا وريادة الأعمال المستدامة.
وتتخلل جلسات المؤتمر مؤتمرًا صحفيًا خاصًا للضيفين العالميين داني دي بيرنا والدكتور هاني مصطفى، بمشاركة إعلامية واسعة من القنوات والصحف المحلية والدولية، للحديث حول مشروع المونوريل المصري الوطني ودوره في دعم التحول نحو النقل الذكي والمستدام، وتعزيز البنية التحتية الحديثة في مصر كجزء من رؤية الدولة نحو الجمهورية الجديدة، إلى جانب مناقشة آفاق التعاون بين القطاع الصناعي والأكاديمي في تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة تدعم الاستدامة والتحول الرقمي.