«الترمذي» قيثارة السماء وسيد قراء ماليزيا: أعشق صوت المنشاوي
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
صوته يشعرك بالخشوع، وتلاوته للقرآن الكريم تبعث فى نفسك الهدوء والسكينة والطمأنينة، تأخذك إلى الزمن الجميل وتذكرك بأصوات كبار قراء القرآن الكريم فى مصر والعالم الإسلامى، يعشق الشيخ الراحل محمد صديق المنشاوى، ويهوى قراءة القرآن بصوت الشيخ مصطفى إسماعيل، ويحب الاستماع إلى الشيخ عبدالفتاح الطاروطى، تعلم القراءة منذ نعومة أظافره واتخذ من القرآن منهجاً له لنشأته فى عائلة تحفظ كتاب الله، هو الشيخ أحمد الترمذى حاج على، الإمام الأكبر لمسجد الهداية بولاية كيلانا جايا بماليزيا.
«قيثارة السماء»، هو اللقب الذى أطلقه الماليزيون على «الترمذى» صاحب الـ42 عاماً، بعدما عشق الشيخ صدّيق المنشاوى واشتهر بعد فوزه بالمركز الأول عالمياً فى مسابقة القرآن الكريم التى أقيمت فى المغرب عام 2014، ليصبح بعدها واحداً من أهم وأشهر قراء القرآن الكريم فى ماليزيا، وفق تصريحه لـ«الوطن»: «نشأت فى منزل متشدد للقرآن الكريم، والدى كان يعشق كتاب الله ولا يتحدث إلا به، رغم أنه يعمل تاجراً لكنه كان حافظاً لكتاب الله، ووالدتى كانت دائماً تشجعنى على الاستماع والقراءة، فأتممت حفظ القرآن فى سن الـ15 عاماً».
فى سن الخامسة عكفت والدة الشيخ «الترمذى» على تعليمه مخارج الحروف والقراءة بشكل صحيح ومجود إلى أن بدأت رحلته مع القرآن، ليقرر الالتحاق بمعهد تحفيظ القرآن حباً فى كتاب الله: «أنا من مدرسة أبى وأمى، علّمانى قراءة القرآن والتجويد ومخارج الحروف عند 5 سنوات، وشجعانى على حفظ القرآن، وبعدهما جاء مدير معهد دار القرآن، الذى تنبَّأ لى بأننى سيكون لى شأن عظيم فى تلاوة القرآن على مستوى العالم، ظل معى يعلمنى حتى أتممت حفظ القرآن فى سن الـ15 عاماً، وبعدها شاركت فى عشرات المسابقات المحلية والدولية، لأصبح بتوفيق الله من أهم قراء القرآن فى ماليزيا».
لحظات كثيرة يتذكرها الشيخ الترمذى مع والده الراحل، إذ كان رجلاً متشدداً فى القرآن الكريم، بحسب وصفه، وهو ما جعله يتم حفظ القرآن فى سن مبكرة: «والدى المتوفى كان رجلاً متشدداً فى القرآن، ملتزماً دينياً يبدأ يومه وينهيه بتلاوة كتاب الله، ورغم أننا نسكن فى بيت صغير بإحدى القرى، ووالدى كان تاجراً، إلا أنه إذا خرجنا لمدة دقائق، كان يطلب منّى أن أقرأ القرآن وهو يستمع لى أو العكس، تعودنا على أن نقرأ القرآن أكثر من الكلام مع بعضنا البعض».
مسابقات كثيرة شارك فيها الشيخ الماليزى، المولود فى ولاية «ترانجانو» الماليزية، جعلته يصبح من أشهر قراء القرآن فى بلده والدول المجاورة له: «انتقالى بين المراكز والمدارس الإسلامية فى مدن ماليزيا المختلفة جعلنى أشارك فى المسابقات التى جعلت منّى قارئاً متميزاً يتلو القرآن بالمقامات حتى لُقبت بأستاذ المقامات الماليزية، لأننى أختار المقام المناسب للتلاوة».
يسهم القارئ أحمد الترمذى فى المؤتمرات القرآنية التى تقام سنوياً فى ماليزيا ويلعب دوراً مهماً فى المؤسسات القرآنية التى تعمل على تحفيظ القرآن الكريم ونشر علومه فى الصفوف الناشئة، إضافة إلى مشاركته فى تحكيم المسابقات القرآنية: «أعمل فى برنامج اسمه ميكروا إن تايم، وهو برنامج حكومى وطنى نعلم فيه الأجيال، كيف نتدبر القرآن، فضلاً عن عملى قارئاً للبرنامج لصوتى الحسن، حيث أقرأ بالتجويد والمقامات، لأستطيع توصيل القرآن للناس ليكونوا أكثر خشوعاً، فضلاً عن برنامج الهجرة على قناة الهجرة لتقديم حفلات القرآن الرسمية، يومياً أشارك فى المسابقات ولجان التحكيم، وأنا معلم فى دورة رمضان القرآنية على المستوى الوطنى والابتدائى، كما أننى أعلم الناس والقراء الجدد كيف نستخدم المقامات القرآنية المعروفة».
يقتدى الشيخ الترمذى بالشيخ المصرى الراحل محمد صديق المنشاوى، ويعشق صوت الشيخ الراحل مصطفى إسماعيل: «عندما كنت صغيراً تعلمت القرآن بصوت المنشاوى، كنت أفضل قراء مصر لحبى لهذا البلد، أصواتهم كانت تأخذنى إلى حيث السكينة والطمأنينة، لذلك حفظت القرآن سريعاً وأتمنى أن أستكمل المسيرة وأن أصبح واحداً من أكبر المؤثرين فى العالم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ماليزيا سفراء دولة التلاوة دولة التلاوة قراءة القرآن حفظ القرآن الكريم القرآن الکریم قراء القرآن حفظ القرآن کتاب الله القرآن فى
إقرأ أيضاً:
ذكرى الميلاد والوفاة معا.. أسرار من حياة الشيخ محمد رفعت كروان الإذاعة
تحل علينا اليوم التاسع من شهر مايو، ذكرى ميلاد ووفاة القارئ الراحل الشيخ محمد رفعت، قارئ الإذاعة المصرية وإذاعة القرآن الكريم، الذي ولد وتوفي في نفس اليوم التاسع من مايو.
ولد الشيخ محمد رفعت، ورحل في اليوم ذاته فهو من مواليد 9 مايو 1882 – وتوفى يوم 9 مايو 1950، وولد في حي المغربلين بدرب الأغوات ، وفقد بصره صغيراً وهو في سن الثانية من عمره.
وبدأ الشيخ محمد رفعت، حفظ القرآن في سن الخامسة، عندما أدخله والده كُتّاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة ، بعد ست سنوات شعر شيخه أنه مميز، وبدأ يرشحه لإحياء الليالي في الأماكن المجاورة القريبة. ودرس علم القراءات والتجويد لمدة عامين على الشيخ عبد الفتاح هنيدي صاحب أعلى سند في وقته ونال إجازته.
وتوفي والده محمود رفعت والذي كان يعمل مأموراً بقسم شرطة الجمالية وهو في التاسعة من عمره فوجد نفسه مسئولاً عن أسرته المؤلفة من والدته وخالته واخته واخيه "محرم" وأصبح عائلها الوحيد ، بدأ وهو في الرابعة عشرة يحيي بعض الليالي في القاهرة بترتيل القرآن الكريم، وبعدها صار يدعى لترتيل القرآن في الأقاليم.
تولى القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918م حيث عين قارئا للسورة وهو في سن الخامسة عشرة، فبلغ شهرة ونال محبة الناس، وحرص النحاس باشا والملك فاروق على سماعه.
واستمر يقرأ في المسجد حتى اعتزاله من باب الوفاء للمسجد الذي شهد ميلاده في عالم القراءة منذ الصغر.
افتتاح الإذاعة المصريةوهو أول من افتتح الإذاعة المصرية في 31 مايو من عام 1934، وذلك بعد أن استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتى له بجواز ذلك فافتتحها بآية من أول سورة الفتح: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) ، ولما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن، فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين، فاستفتى الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام ، فسجل لهم سورة مريم.
وقد عرف الشيخ القارئ بالعديد من الألقاب منها : قيثارة السماء, وكروان الإذاعة, والصوت الذهبي, والصوت الملائكي.
ويروى عن الشيخ أنه كان رحيماً رقيقاً ذا مشاعر جياشة عطوفاً على الفقراء والمحتاجين.
ويروى أنه زار صديقا له قبيل موته فقال له صديقه : من يرعى فتاتي بعد موتي؟ فتأثر الشيخ بذلك، وفي اليوم التالي والشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى وعند وصوله إلى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) تذكر الفتاة وانهال في البكاء بحرارة، ثم خصص مبلغاً من المال للفتاة حتى تزوجت.
كان رحمه الله زاهداً صوفي النزعة نقشبندي الطريقة يميل للناس الفقراء البسطاء أكثر من مخالطة الأغنياء ؛فقد أحيا يوماً مناسبة لجارته الفقيرة مفضلاً إياها على الذهاب لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الملك فؤاد والد الملك فاروق.
أصابت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943 زغطة أو فواق تقطع عليه تلاوته، فتوقف عن القراءة. وقد سبب الزغطة ورمٌ في حنجرته يُعتقد أنه سرطان الحنجرة، صرف عليه ما يملك حتى افتقر لكنه لم يمد يده إلى أحد، حتى أنه اعتذر عن قبول المبلغ الذي جمع في اكتتاب (بحدود خمسين ألف جنيه) لعلاجه على رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج، وكان جوابه كلمته المشهورة "إن قارئ القرآن لا يهان".
توفي الشيخ في عام 1950 في نفس يوم مولده عن عمر يناهز 68 عاما. وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة –رضى الله عنها- حتى تقرر منحه قطعة أرض بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه، وقد كان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم