هل يقود الحقد إلى التطرف والإرهاب؟!
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
سلط العالم أضواءه الكاشفة خلال اليومين الماضيين على الحادث الإرهابي الذي وقع بالقرب من العاصمة الروسية موسكو.. كان المشهد أليما عندما أقدم مجموعة من المتطرفين على قتل أكثر من 130 شخصا دون سبب منطقي مباشر يمكن أن يقبله العقل.. وتساءل البعض عن البناء الداخلي لعقل ونفسية الإرهابي أو المتطرف؟! ما الذي يحركه؟ ما الذي يدفع به على ذلك النحو لإنهاء حياة أشخاص لا يعرفهم وليس بينه وبينهم أي عداء مسبق على المستوى الشخصي وربما حتى على المستوى الجمعي؟!
إن أقرب سبب غير منطقي يمكن أن تنطلق منه أي محاولة لفهم ما جرى هو الحقد، سواء كان حقد الأشخاص الذين أقدموا على تنفيذ العملية الإرهابية أو حقد الجهة التي وظفتهم لفعل ذلك.
ولكن هل يتحول الحقد إلى إرهاب وتطرف؟
إن بحثا سريعا في مراحل تشكل الكثير من المنظمات الإرهابية أو الحركات المتطرفة تؤكد أن الحقد يمكن أن يتحول بالفعل إلى إرهاب في بعض الحالات خاصة عندما تتصاعد المشاعر السلبية وتُترجم إلى أفعال عنيفة. يحدث هذا التحول عندما يُستغل الحقد ويُغذى من قبل أيديولوجيات متطرفة أو جماعات تعتمد على العنف لتحقيق أهدافها، أو حتى عندما يصل الإنسان إلى مرحلة اليأس التام ويشعر أن كل الآفاق قد سدت أمامه، لكن العملية ليس آلية وتخضع للكثير من العوامل النفسية والحاضنات الاجتماعية والدينية التي ينشأ فيها الإنسان.. وتحدث العملية نتيجة لتفاعل معقد بين الظروف الشخصية والنفسية والاجتماعية. على سبيل المثال، قد يشعر الفرد بالحقد نتيجة لتجارب شخصية مؤلمة كالظلم أو الإهانة، وعندما لا يتم التعبير عن هذه المشاعر أو معالجتها بطريقة صحية، فإنها تتفاقم وتتحول إلى رغبة في الانتقام أو إلحاق الضرر بالآخرين.
وتتفاقم المشكلة عندما يجد الأشخاص الذين يحملون هذا النوع من الحقد مسوغات زائفة أو دعمًا ضمن جماعات متطرفة تعزز مشاعرهم السلبية وتحولها إلى عقيدة. في هذا السياق، يمكن أن تتحول العواطف الشخصية إلى أفعال عدائية وأحيانًا إلى أعمال إرهابية.
وهذا الفهم لسيكولوجية الحقد المفضي إلى التطرف والإرهاب معلوم عند الكثير من الأنظمة السياسية وتقوم بتوظيفه لخدمة مصالحها وتوجهاتها ومنه تنطلق عملية صناعة الإرهاب أو حتى صناعة التوحش، ويمكن في هذا السياق الرجوع إلى الحيثيات التي تم عبرها صناعة تنظيم «داعش» الذي تبنى العملية الإرهابية في موسكو.. كيف حولت بعض الأنظمة الغربية عشرات الآلاف من الذين كانوا يشعرون باليأس وبانسداد الأفق إلى إرهابيين ومتوحشين وعلى استعداد أن يفرغوا كل أحقادهم التي شكلها الظلم والقهر بأي طريقة.. وكان المسار المختار التطرف الديني من أجل ضرب الإسلام.
بهذا المعنى فإن العالم اليوم الذي يعيش حالة من الغليان ومن الظلم والقهر واليأس وانسداد كل الثقوب نحو المستقبل هو مشروع جاهز لبناء متطرفين ومتشددين جاهزين للانتقام من الجميع فكيف إذا وافق ذلك تأجيج للنزاعات الدينية والتاريخية والعرقية والاجتماعية والوطنية.
إن المنطقة العربية في أمس الحاجة اليوم إلى فهم حقيقة ما يقوم به الأعداء من استغلال لكل التحديات السياسية والاقتصادي والاجتماعية التي تعيشها منطقتنا العربية للدفع بمئات الآلاف من اليائسين إلى ميادين التطرف والإرهاب، ولترسيخ وعي أن الحل ليس في التطرف وإنما في البناء الداخلي وفي بناء القيم والمبادئ التي تبدأ من الفرد وتعم المجتمع لتشكل بعد ذلك حالة يمكن البناء عليها في المنظومة الأكبر ثم الأكبر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يشهد التجربة العملية للمنظومة الإلكترونية لمراقبة مسارات نقل المخلفات
أعلن المهندس عادل النجار محافظ الجيزة عن بدء الخطوات العملية نحو تطبيق منظومة إلكترونية متكاملة لتتبع مسارات سيارات المخلفات، بهدف تعزيز الرقابة والشفافية وتحقيق إدارة أكثر كفاءة للموارد، حيث تعمل محافظة الجيزة على تطوير منظومة إدارة المخلفات البلدية بما يضمن تحسين مستوى النظافة والحد من الممارسات العشوائية خلال عمليات النقل، وذلك في إطار استراتيجية الدولة للتحول الرقمي ورفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وقد شهد محافظ الجيزة التجربة العملية للمنظومة الإلكترونية لمراقبة مسارات سيارات نقل المخلفات من مختلف أنحاء المحافظة وحتى وصولها إلى المقالب العمومية المعتمدة وذلك بمقر الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة، معلنًا بدء التطبيق الفعلي للمنظومة على مختلف المسارات المخصصة لسير سيارات نقل المخلفات.
وأوضح محافظ الجيزة أن المنظومة تهدف إلى ضبط حركة نقل المخلفات من نقاط التجميع وحتى المقالب المخصصة لها، بما يعزز الحفاظ على البيئة ويقضي على الظواهر السلبية الناجمة عن إلقاء المخلفات بالأماكن الغير مخصصة لها أو تطايرها خلال عمليات النقل.
وتابع المحافظ مراحل عمل المنظومة للتأكد من استيعاب العاملين لجميع مراحل التشغيل والقدرة على التحكم الكامل في عناصر العمل بما يضمن نجاح المنظومة وتحقيق أهدافها على أرض الواقع.
كما استمع المحافظ إلى شرح قدمه رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل ومسؤول الشركة المنفذة حول مكونات المنظومة وآلية عملها، والتي تشمل تسجيل بيانات سيارات نقل المخلفات قبل التحميل وبعده، بالإضافة إلى رصد الوزن المسجّل عند الوصول إلى المقلب العمومي، لضمان تتبع الحمولة كاملة من نقطة الانطلاق وحتى عملية التفريغ دون أي فاقد حيث يتم استخدام الكروت الممغنطة وكاميرات المراقبة في منظومة العمل .
وشدد المحافظ على أهمية التدريب المستمر وتنفيذ التجارب العملية للعاملين، وتطوير آليات التشغيل لمواكبة أي تحديثات مستقبلية.
ووجّه محافظ الجيزة السكرتير العام المساعد بالتنسيق مع رئيس مدينة الجيزة ورئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل للإسراع في تعميم المنظومة، وتوفير المتطلبات الفنية والبشرية اللازمة لتطبيقها بالأحياء والمراكز والمدن، بما يضمن تحقيق أعلى معدلات الكفاءة.
وأكد المهندس عادل النجار أن تطبيق المنظومة الإلكترونية لمتابعة مسارات نقل المخلفات يمثل نقلة جادة في أسلوب إدارة العمل، مشيرًا إلى أن المحافظة لن تتهاون في مواجهة أي تجاوزات أو قصور في عمليات النقل، وأن التقارير الرقمية الصادرة عن المنظومة ستكون مرجعًا أساسيًا في تقييم الأداء ومحاسبة المقصرين.
شهد التجربة كل من: محمد مرعي السكرتير العام المساعد للمحافظة، والمهندس وليد عبداللطيف معاون المحافظ وأيمن خليل رئيس مدينة الجيزة، ووائل شعبان رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب المحافظ، واللواء محمد الضبيعي رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل والأستاذ أيمن عتريس رئيس جهاز التفتيش والمتابعة الميدانية، إلى جانب مسؤولي الشركة المنفذة للمنظومة والمشرفة على الأعمال.