نيوزويك: من منبوذ إلى شريك.. محمد بن سلمان يعود إلى واشنطن (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
فندت مجلة "نيوزويك" الأمريكية التحولات السياسية والعلاقات المتقلبة للولايات المتحدة بين إدارتي جو باين ودونالد ترامب، إزاء المملكة العربية السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان، خاصة في ملف الحرب باليمن التي تقودها المملكة.
وقالت المجلة في مقال تحليلي للباحثة دانا سترول، تحت عنوان "من منبوذ إلى شريك.
وأضافت "لكي تنجح الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في ظل التنافس العالمي الحالي، يحتاج كل منهما إلى الآخر، وإدارة ترامب على أهبة الاستعداد لتتويج سنوات من الجهود الحزبية المشتركة بالارتقاء بالعلاقة إلى مستويات جديدة".
وتطرقت المجلة إلى موقف السيناتور ليندسي غراهام في عام 2018: والذي قال "يجب على الولايات المتحدة فرض عقوبات قاسية على المملكة العربية السعودية". وتعهد بأنه لن يزور المملكة العربية السعودية طالما ظل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، "القائد المدمر"، في السلطة. ومنذ ذلك الحين، زار غراهام المملكة العربية السعودية والتقى محمد بن سلمان خمس مرات على الأقل.
وحسب المجلة فإن تغيير موقف غراهام المفاجئ يعكس تحولاً أوسع في موقف الولايات المتحدة تجاه المملكة العربية السعودية، وهو تحول جدير بالاهتمام مع وصول محمد بن سلمان إلى واشنطن.
وذكرت أنه خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، أقرّ الكونغرس ثلاثة مشاريع قوانين منفصلة، ثنائية الحزب، تمنع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة، مما أجبر ترامب على استخدام حق النقض (الفيتو) ضدها لضمان استمرار تدفق الأسلحة الأمريكية.
وطبقا للتحليل فإن الجمهوريين والديمقراطيين انتقدوا على حد سواء الحملة العسكرية السعودية في اليمن، مجادلين بأن الرياض فشلت في حماية المدنيين وتسببت في أزمة إنسانية. كما انتقد النقاد من الحزبين المملكة العربية السعودية لاغتيالها الكاتب الصحفي في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي عام 2018، وربطوا هذا الحدث الشنيع مباشرةً بمحمد بن سلمان.
وذكرت أنه في مناظرة رئاسية ديمقراطية عام 2019، وعد المرشح آنذاك جو بايدن بجعل السعودية "منبوذة" بسبب مقتل خاشقجي. فور توليه منصبه، جمّد بايدن بعض مبيعات الأسلحة إلى السعودية في عام 2021، وأعلن إنهاء الدعم العسكري الأمريكي الهجومي للحملة السعودية في اليمن.
وقالت "رغم كل هذا، لم يمضِ سوى 18 شهرًا حتى صافح الرئيس بايدن ولي العهد السعودي خلال زيارة إلى المملكة العربية السعودية، في واحدة من أبرز التحولات في التاريخ الدبلوماسي. ثم أعلن بايدن عن بيان جدة 2022، وهو رؤية مشتركة شاملة للشراكة الأمريكية السعودية، تتجاوز التركيز التقليدي على النفط والأمن لتشمل التكنولوجيا والبنية التحتية والفضاء والتنسيق في مجموعة من مجالات الأزمات في الشرق الأوسط".
وإضافةً إلى هذا التحول المفاجئ في موقف إدارته، كان بايدن على وشك إحداث ثورة كبيرة في العلاقات الأمريكية السعودية عندما عرقلت حماس هذه الجهود بهجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وكان من شأن ذلك أن يشمل معاهدة دفاع مشترك شاملة مع دولة اتُهمت قبل بضع سنوات فقط بتأجيج أزمة إنسانية في اليمن. وفق التحليل.
وأردفت "كان بايدن مستعدًا أيضًا لإبرام اتفاقية طاقة نووية مع السعودية، على الرغم من تأكيد محمد بن سلمان عام 2018 أن بلاده ستمتلك سلاحًا نوويًا إذا فعلت إيران ذلك. وكان بايدن يعمل على تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. كانت هذه الاتفاقيات مجتمعةً لتدشين عهد جديد في العلاقات الأمريكية السعودية، ولبناء أساس جديد للشراكة بين واشنطن والقدس والرياض لتوسيع آفاق السلام الإقليمي".
واستدركت "ربما أدت حرب غزة إلى فتور موقف الرياض من ضرورة التطبيع مع إسرائيل، لكنها لم توقف توطيد العلاقات الثنائية الأمريكية السعودية. لننظر إلى تدفق المديرين التنفيذيين الأمريكيين الذين حضروا مؤتمر محمد بن سلمان الاستثماري (المعروف باسم "دافوس الصحراء")، وشراء السعوديين لطائرات بوينغ لشركتهم الجوية الفاخرة الجديدة، والالتزامات بالمليارات من شركات التكنولوجيا الأمريكية، والاستثمارات السعودية في قطاعي الترفيه والألعاب الأمريكية. على مدار العامين الماضيين، زار العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين المملكة مرة واحدة على الأقل".
الآن، تستعد إدارة ترامب وفق التحليل لتتويج عملية مشتركة بين الحزبين، بدأت بلمسة قبضة بايدن، للارتقاء بالعلاقات الأمريكية السعودية إلى مستوى جديد من الشراكة.
واستطردت "في ظل التنافس العالمي الحالي، يعني الفوز أمن سلاسل التوريد، والابتكار التكنولوجي المتطور، والقدرة الصناعية، والاقتصادات المرنة. ولكي تنجح الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على الساحة العالمية، فهما بحاجة إلى بعضهما البعض".
تضيف "قريبًا، سيستضيف الرئيس ترامب، بعد إعادة انتخابه، الأمير محمد بن سلمان في "زيارة عمل" إلى البيت الأبيض. في مايو، حرص ترامب على أن تكون السعودية المحطة الأولى في أول رحلة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية. خلال تلك الزيارة، انضم العشرات من الرؤساء التنفيذيين إلى الرئيس لتأكيد رسالة مفادها أن الأمن ليس مجرد مسألة دفاع وعلاقات عسكرية، بل علاقات اقتصادية أيضًا".
تضيف المجلة الأمريكية "خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، سيقدم كل جانب التزامات ضخمة للآخر - ستقابل وعود الاستثمارات السعودية الضخمة في الولايات المتحدة بوعود ببيع الرياض أكثر الطائرات الحربية تطورًا في الترسانة الأمريكية، وهي مقاتلات إف-35. بعد أن أظهرت إسرائيل فعالية طائرة إف-35 في ترسيخ التفوق الجوي على إيران خلال حرب يونيو التي استمرت 12 يومًا، فلا عجب أن السعودية تسعى للحصول على طائراتها الخاصة".
وزادت "يستعد ترامب أيضًا لإغداق محمد بن سلمان بمزايا ربطها بايدن باتفاقية التطبيع مع إسرائيل، مثل اتفاقية نووية مدنية. وبينما لن تحصل السعودية على معاهدة الدفاع التي طالما رغبت بها، فإنها ستحصل على أقصى ما يمكن لترامب تقديمه دون موافقة الكونغرس - وهو تعهد مُعزز يُلزم الولايات المتحدة، لأول مرة، بالدفاع عن السعودية ضد أي هجوم".
وخلصت المجلة الأمريكية في تحليلها إلى القول "عندما يزور محمد بن سلمان المكتب البيضاوي، سيُمثل ذلك تغييرًا ملحوظًا للملك المُستقبلي، البالغ من العمر 40 عامًا فقط. فمع السرعة المذهلة لشريحة إنفيديا، التي ستُشغّل قريبًا مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، تحولت المملكة التي يقودها من دولة منبوذة إلى شريك".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: أمريكا السعودية ترامب محمد بن سلمان اليمن المملکة العربیة السعودیة الأمیر محمد بن سلمان الأمریکیة السعودیة الولایات المتحدة السعودیة فی إلى واشنطن
إقرأ أيضاً:
مدير البرامج التطوعية بـ “اغاثي الملك سلمان” يلتقي سفير ملاوي غير المقيم لدى المملكة
التقى مدير إدارة البرامج التطوعية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور علي بن سعد القرني، بالرياض أمس، سفير جمهورية ملاوي غير المقيم لدى المملكة يونس عبدالكريم بيو.
وبحث الجانبان خلال اللقاء العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالشؤون الإنسانية والإغاثية.
وثمّن السفير يونس عبدالكريم بيو منجزات المركز الكبيرة في الميادين الإنسانية والإغاثية والتنموية وعمله الدؤوب لمساعدة الدول والشعوب المحتاجة حول العالم.