في ذكرى اليوم الوطني لبلادنا
تاريخ النشر: 15th, November 2025 GMT
تحلُ ذكرى اليوم الوطني ٢٠ نوفمبر لبلادنا الحبيبة، والمواطن العُماني ينعم بحالة من الطمأنينة والاستقرار والفخار بما تم إنجازه خلال سنواتٍ معدوداتٍ من عُمر نهضة عُمان المتجددة التي تعّهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أن تكون نهضة تُواصِلُ بناء الإنسان العُماني، وتؤكد رِفعة بلاده، وتصون مُنجزها.
ذكرى اليوم الوطني مناسبة ملائمة لتذكُرِ ما أنجزه ابن عُمان البار الذي لم يبخل بجهده ووقته؛ لتحافظ سلطنة عُمان على مكانتها وهيبتها، وحضورها على كافة المستويات مستنِدة إلى وعي ناضجِ بأهمية التنمية المُستدامة، وليمحو بذلك آثار مرحلة عسيرة كادت أن تُلقي بظِلال قاتمة على مستقبل البلاد.
في العام ٢٠٢٠ م عندما تسلم جلالة السلطان المعظم -أعزه الله- مقاليد الحُكم في البلاد كنت شاهد عيان على تلك المرحلة المفصلية بالغة الدقة والحساسية والتي كانت بحاجة ماسة إلى ربان ماهر يوجه دفتها ويأخذ بيدها إلى بر الأمان. كنت حاضرًا عندما شاء الله -سبحانه وتعالى- أن قيض لعُمان من يقودها بحكمة وبصيرة واقتدار؛ لتبدأ رحلة جديدة زاخرة بالإنجاز والبناء. وها نحن بعد خمس سنوات من تلك المرحلة الفارقة يتحقق الحلم على أرض الواقع، وينطلق قطار النهضة المتجددة، وتستعيد عجلة التنمية دورانها، لينعكس ذلك بوضوح خلال فترة وجيزة على مختلف وجوه الحياة في سلطنة عُمان.
تقترب ذكرى اليوم الوطني، ونحن على بُعد خطوات من انتهاء خطة التنمية الخمسية العاشرة 2021 - 2025، وقد تمكنت بلادنا العزيزة من قطع شوط مهم في طريق تحقيق أهدافها الاستراتيجية ضمن «رؤية عُمان 2040»؛ حيث «أسست جهود التنويع الاقتصادي واستدامة المالية العامة، وزيادة مشاركة القطاع الخاص، والإصلاحات المؤسسية قاعدة متينة للنمو الشامل».
وقد ترافقت جهود التنمية المتنوعة مع قيام جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- هذا العام بحِراك خارجي نشِط تمثل في زيارات خارجية قادته إلى العديد من دول العالم سعى خلالها إلى جلب الاستثمارات من بينها زيارته لجمهورية تركيا التي هدفت إلى تعزيز التعاون المشترك.
كما زار جلالة السلطان المفدى مملكة إسبانيا مُستهدفًا تأسيس مرحلة جديدة من الشراكة الثنائية، وشهدت زيارته التوقيع على اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والخدمة، ومذكرات للتفاهم في مجالات الثقافة والرياضة، وترويج الاستثمار، والزراعة، والأمن الغذائي، وإدارة وحماية موارد المياه، والطاقة النظيفة، والنقل، والبنية الأساسية.
وقادت الزيارات عاهل البلاد إلى مملكة هولندا، وقد صدر عن الزيارة بيان يعكس الشراكة الديناميكية والمتطورة في مجالات التجارة والطاقة النظيفة. كما زار جلالته جمهورية روسيا الاتحادية، وشهدت الزيارة التوقيع على اتفاقية وبروتوكول و9 مذكرات للتفاهم تفتح آفاقًا جديدة من الشراكة والاستثمار، لتدخل اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين البلدين حيز التنفيذ في يوليو من العام الجاري.
وتأكيدًا للتوجه ذاته استقبلت البلاد هذا العام رئيس جمهورية تركيا في زيارة تم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم، كما زار البلاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية؛ بهدف تعزيز العلاقات الثنائية. واستقبلت بلادنا سمو أمير دولة قطر، ورئيس الوزراء العراقي شهدت زيارة الأخير التوقيع على اتفاقيتين و24 مذكرة تفاهم في العديد من المجالات.
النقطة الأخيرة..
قبل خمس سنوات مضت كان التفكير ينصب حول ما يمكن عمله للخروج من النفق المُظلم. اليوم إذ غادرنا قائمة الدول العربية الأكثر مديونية للأبد -بحسب إحدى القنوات الاقتصادية المتخصصة- نواصل المضي نحو المستقبل بخطى واثقة. نحن فقط بحاجة للقليل من الصبر.
عُمر العبري كاتب عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ذکرى الیوم الوطنی التوقیع على
إقرأ أيضاً:
انطلاق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثالث في إسطنبول
انطلقت فعاليات الدورة الثالثة لملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، اليوم الجمعة، بمدينة إسطنبول التركية، بمشاركة شخصيات من الداخل والشتات.
ويُعقد الملتقى هذا العام تحت عنوان "وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الإبادة والتهجير"؛ بهدف تجاوز الانقسامات في البيت الداخلي الفلسطيني تجاه المسائل الكبرى التي تمس القضية.
ويشارك في الملتقى نحو 220 شخصية من داخل فلسطين والشتات، إضافة إلى ممثلين عن الجاليات والمؤسسات والهيئات الفلسطينية حول العالم.
ويعقد الملتقى بمبادرة من "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" وتستمر أعماله يومي الجمعة والسبت.
وخلال يومي الملتقى يعقد العديد من الجلسات تبحث "قضايا الموقف العربي والإسلامي والدولي وتأثيره في مستقبل القضية الفلسطينية"، و"ترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق التوافق الوطني"، و"مستقبل صناعة القرار الفلسطيني ودور فلسطيني الخارج".
وغدا السبت تعقد ندوتان تبحثان "رؤية وطنية مستقلة لإدارة غزة" و"الهموم الوطنية وتحديات اللحظة الراهنة"، كما تعقد جلستان تتناولان "العالم بعد حرب الإبادة فرص وتحديات"، و"تمثيل الفلسطينيين بين الاحتكار وحرية الاختيار".
وفي نهاية الملتقى يعقد القائمون عليه مؤتمرا صحفيا لعرض البيان الختامي.
وانطلق ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني في العام 2023 كمبادرة للحوار بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني، بعيدا عن الانتماءات التنظيمية، وبهدف بلورة مواقف مشتركة تجاه القضية الفلسطينية.
وتكتسب دورة هذا العام في إسطنبول زخما كبيرا، بعد عامين داميين جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين وما تبعها من حملات تهجير في قطاع غزة والضفة الغربية، وتغول الاستيطان ومحاولات تعزيز احتلال الضفة، وتداعيات المبادرات الدولية والأميركية من أجل وقف إطلاق النار.