الثورة نت:
2025-10-29@01:00:35 GMT

إرادات فولاذية

تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT

إرادات فولاذية

 

صحا العالم يوم أمس الأربعاء على مواقف عظيمة كملت المواقف البطولية للوقفات الشجاعة وحالات الاستبسال الأسطورية التي ترجمها مجاهدو حزب الله في الجنوب اللبناني على مدى 63 يوماً ، فالصهيوني الحاقد اعتقد أنه في نزهة وأنه سيقتحم لبنان بكاملها خلال أيام كما حدث عام 1982م ، لم يُدرك أنه أوقع نفسه في ورطة كبيرة إلا حينما بدأ الهجوم البري، فلقد قوبل بإرادات فولاذية صلبة صدّت كل الهجمات التي حاول من خلالها الدخول إلى مناطق التماس في لبنان مع الأرض المحتلة، ولم تتمكن قوات العدو الصهيوني إلا من دخول بعض الكيلومترات كانت عقبها تتعرض لهجوم كبير من قبل المجاهدين الأبطال وكلهم يصرخون بصوت واحد “لبيك يا نصر الله”، وهكذا تكرر المشهد صباح الأربعاء وبعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بأقل من ساعة تدافعت الجموع إلى مناطق الجنوب في طوابير كبيرة وحشود راكبة وراجلة كلهم يتحدثون عن التشبث بهذه الأرض والاستعداد الكامل للدفاع عنها وبذل المُهج والأرواح في سبيلها ، وكأن روح الشهيد العظيم القائد السيد حسن نصر الله كانت مُحلّقة في سماء هذه المناطق تحُث الجميع على الصمود والتحدي ، وتكاملت الصورة في ذلك الموقف الذي جسّده بعض اللبنانيين ممن تعرضت منازلهم للهدم والدمار والخراب ، لم يتأسفوا على ما فقدوه لكنهم وقفوا فوق الركام رجالاً وأطفالاً ونساءً رافعين شارات النصر ومؤكدين أن المقاومة ستبقى وستظل حتى يتحرر آخر شبر من الأرض اللبنانية .


هذا الموقف لاشك أنه دحض تخرُّصات بعض المحسوبين على العروبة من أصحاب الإرادات المهزوزة ممن سكنت الهزيمة نفوسهم وتعاقبوا للإطلالة من خلال القنوات المتصهينة والكل يتحدثون عن استحالة عودة اللبنانيين إلى المناطق التي خرجوا منها ، لأن الطرف اللبناني كما زعموا لم يأخذ ضمانات تؤمن هذه العودة كما عمل الجانب الصهيوني ، وإذا بالموقف ينقلب رأساً على عقب، فأصحاب الأرض الحقيقيين عادوا إلى أرضهم ومساكنهم دون أن ينتظروا التوجيه من أحد ، بينما المحتلون الصهاينة رفضوا العودة إلا بعد الحصول على ضمانات من أمريكا كما يعتقدون ، والموقف هُنا يقدم دلالات واضحة تؤكد أن صاحب الأرض والمالك لها ومن تعفر بترابها الطاهرة على استعداد لأن يُقدم كل شيء في سبيل الاحتفاظ بهذه الأرض ، بينما المحتل الطارئ الذي وفد إلى هذه الأرض وهو لا يعلم عنها شيئاً يظل الخوف مسيطراً عليه وغير قادر على التحرك إلا بعد أخذ ضمانات تؤكد توفر الأمن والاستقرار ، هذه هي المعادلة التي لم يفهمها القادة الصهاينة وستظل تُمنيهم بالهزائم تلو الهزائم حتى يرحلوا عن هذه الأرض ويعود إليها أهلها الأصليون ، وهم سيعودون – إن شاء الله – وقد بدأوا في العودة- طالما وجدت مثل هذه الإرادات القوية الحاسمة ، إنه موقف بديع يُثير كل الشجون ويبعث على الفخر والاعتزاز لدى كل عربي مؤمن بقضيته الأساسية قضية الشعب الفلسطيني والقدس على وجه الخصوص ، أما أولئك الذين ظلوا يتمنطقون بالسياسة ويقدمون التحليلات الزائفة وآخرها القول بأن حزب الله تخلى عن المبدأ الذي أعلنه سيد شهداء الأمة بالوقوف إلى جانب غزة إلى آخر رمق ، وكأن نفوسهم لم تطمئن لأن حزب الله استعاد هيبته وقوته وعلى استعداد لأن يخوض المعارك طالما ظل الاحتلال جاثماً على أرض فلسطين الجريحة ، ولأنهم كذلك أرادوا أن يستسلم هذا الحزب العظيم ويرفع الراية البيضاء كي تطمئن نفوسهم ، لأنهم يخشون صولته أكثر من الصهاينة ، كيف لا وقد أصبحوا مُتلبسين بالصهيونية بأجساد عربية وإرادات أمريكية متخاذلة بعيدة عن الحق مستسلمة للباطل .
الصورة كما قُلنا تُعبر عن أكثر من معنى ولا يمكن استيعاب تلك المعاني في هذه التناولة والكثيرين ربما سيتحدثون عنها كلاً بحسب فهمه لأبعادها وما اشتملت عليه من وضوح ودقة في التعبير عن القوة والاستعداد للتضحية في أي لحظة يتطلبها الأمر، وفي هذه الحالة نقول لأولئك الجبناء المتخاذلين هذا هو لبنان وهذا هو حزب الله الذي صنعه القائد العظيم والشهيد المقدس السيد حسن نصر الله ، وأنتم موتوا بغيظكم ولا نامت أعين الجبناء ، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الدقم.. المدينة التي تُصنع لتُعاش

 

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

تشهد الدقم اليوم لحظة فارقة في مسيرة تطورها؛ إذ لم تعد تُرى كمنطقة اقتصادية فحسب؛ بل كمفهوم متكامل يجسّد مستقبل المدن في سلطنة عُمان، فمن خلال الرؤية الطموحة التي تقودها الحكومة، والدعم المتواصل من مؤسسات الاستثمار الوطنية والخاصة، تتحول الدقم تدريجيًا إلى مدينة متكاملة للحياة والعمل والاستدامة؛ حيث تلتقي الصناعة بالطبيعة، والاقتصاد بالابتكار، والإنسان بالفرص.

ما تحقق في البنية الأساسية خلال السنوات الماضية من الميناء والمصفاة والمطار والمنطقة الصناعية يمهّد اليوم لمرحلة أكثر عمقًا تتعلق بالإنسان نفسه. الدقم لم تعد وجهة للصناعات الثقيلة فقط؛ بل أصبحت محورًا للتنمية المتوازنة التي تجمع بين المعيشة الذكية، والسياحة المتكاملة، والاقتصاد الأخضر، وهو ما يجعلها نموذجًا وطنيًا لتطبيق رؤية "عُمان 2040" على أرض الواقع، خصوصًا في ربط التنمية الاقتصادية بجودة الحياة.

ويأتي تركيز "منتدى الدقم الاقتصادي 2025" في نسخته الثانية، على محور السياحة المتكاملة وتطوير أنماط الحياة؛ ليؤكد أن المدينة تتجه نحو صناعة التجربة السياحية الشاملة، وليس مجرد إنشاء المنشآت؛ فالدقم تمتلك مقومات فريدة من نوعها: سواحل خلابة تمتد على عشرات الكيلومترات، طبيعة بحرية نادرة، ومناخ معتدل، وهي عناصر يمكن أن تجعل منها وجهة عالمية للسياحة البيئية والبحرية والعلاجية وسياحة الأعمال.

لكن ما تحتاجه المرحلة المقبلة هو بناء منظومة متكاملة من المشاريع العقارية والسياحية التي تخلق مجتمعات نابضة بالحياة، يعيش فيها السكان والزوار في انسجام مع البيئة المحلية والثقافة العُمانية الأصيلة.

وبصفتي مطوّرة عقارية، أرى أن مستقبل الدقم الحقيقي يكمن في تحويلها إلى مدينة تُصمَّم لتُعاش لا لتُزار فقط.

المشروعات القادمة يجب أن تتجاوز مفهوم المباني إلى خلق أنماط حياة جديدة تتسم بالحداثة والراحة والاستدامة فتطوير الواجهات البحرية، والمناطق الترفيهية، والمجتمعات الصديقة للمشاة، والمنتجعات البيئية، سيجعل من الدقم مدينة متكاملة تجذب المقيمين والمستثمرين والزوار في آنٍ واحد.

وتُعد مشاريع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر من أهم التحولات التي ستعيد رسم ملامح الدقم خلال العقد المقبل؛ فوجود مشروعات كبرى في هذا المجال يعزز من مكانة الدقم كمنصة إقليمية للابتكار البيئي والصناعات المستدامة، ويجعلها متوافقة مع توجهات الاقتصاد العالمي نحو الحياد الكربوني. وهذا يفتح أمام المستثمرين والمطورين فرصًا جديدة لتصميم مشاريع سياحية وصناعية تتكامل مع منظومة الطاقة النظيفة وتُجسّد مفهوم "المدينة الخضراء".

إنَّ مستقبل الدقم لن يُقاس بعدد المصانع أو الموانئ فقط؛ بل بقدرتها على تحقيق توازن بين الاستثمار وجودة الحياة. ومع تنامي الاهتمام العالمي بالمدن الذكية والمستدامة، أرى أن الدقم تملك كل المقومات لتكون أول مدينة عمانية تعكس هذا المفهوم بشكل عملي مدينة تجذب الاستثمار لا بحجمها فقط، بل بقيمتها، وبقدرتها على أن تكون بيئة حقيقية للحياة والإبداع.

وفي العقد المقبل، ستتحول الدقم- إن شاء الله- من مشروع تنموي إلى رمزٍ لعُمان الحديثة؛ مدينة توازن بين الإنسان والمستقبل، بين البحر والصحراء، وبين الطموح والواقعية.

إنها ليست وجهة اقتصادية فحسب؛ بل حلم وطني يُبنى بخطى ثابتة نحو الغد.

مقالات مشابهة

  • بين الإبهار والعيوب.. ما الذي يخفيه Oppo Find X9 Pro عنك؟
  • وزير التعليم الذي اشترى التليفون
  • الدقم.. المدينة التي تُصنع لتُعاش
  • رجال الله أيقونة البذل التي ما غابت عن سماء العِزة
  • هل تعلم أسماء أبواب النار التي أعدت للكافرين؟
  • مفتي الجمهورية: بناء المستقبل لا يكون إلا بسواعد الشباب الواعي الذي يتمسك بدينه
  • مفتى الجمهورية: بناء المستقبل لا يكون إلا بسواعد الشباب الواعي الذي يتمسك بدينه ويعي قيمة وطنه ويعمل من أجل نهضته
  • الإسلام.. درع الهوية الذي حمى الأفارقة المستعبدين في الأمريكتين
  • الصمد ناعيا الشاعر طليع حمدان: ملأ فضاء لبنان بشعره الذي لا يُضاهى
  • بالفيديو... شاهدوا لحظة وقوع حادث السير الذي أودى بحياة المأمور رباح شديد