"المنظمة العربية": إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية استحقاق يفرضه القانون
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
رحبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، مؤكدة ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية المحتلة باعتباره استحقاقًا يفرضه القانون الدولي.
وأكدت المنظمة أنه مع التقدير لما يشكله هذا الاتفاق من اختراق مهم لوقف جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين فى غزة والتي أوقعت ما لا يقل عن 170 ألفا بين قتيل وجريح 80٪ منهم من النساء والأطفال والشيوخ، فإن المنظمة ترى المنظمة أنه من الضروري إعادة التأكيد على عدد من الثوابت الجوهرية للتعامل مع ما جرى وأهمها أن قضية الشعب الفلسطينى قضية حقوق ثابتة ومشروعة.
وأضافت: "ومن حق الشعب الفلسطينى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كامل أراضيه التى تم احتلالها فى يونيو١٩٦٧ بما فيها القدس الفلسطينية المحتلة وهو أمر لا يقبل المساومة".
وأكدت المنظمة أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى والعودة بصورة كاملة، ودون انتقاص لخطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ يظل الحد الأدنى الواجب تلبيته فى أسرع وقت ممكن، وهو مسئولية المجتمع الدولى ولا يمكن تفويضها لأى طرف دولى.
وتندد المنظمة بكل ما يمس بالحقوق السياسية الفلسطينية، وخاصة ما تناولته تصريحات مسؤولى بعض الدول الغربية التى لا تزال تسعى لتشتيت البصر تحت مسمى معالجة الأزمة الإنسانية للفلسطينيين.
وتستنكر المنظمة كل جهد يستهدف تقويض مسار العدالة، وبعد هذا الكم الهائل من دماء الضحايا الأبرياء، وتشدد على أهمية المضى قدما فى الدعوى المطروحة أمام محكمة العدل الدولية بشأن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلى لجريمة الإبادة الجماعية مكتملة الأركان فى قطاع غزة المحتل، وتندد بأى محاولات تستهدف تقويض مضى أطراف القضية قدماً فى مسعاهم لتحقيق العدالة.
وتندد المنظمة بكل المقدمات والمؤشرات على محاولات إضعاف ملاحقة مجرمى الحرب الإسرائيليين، وخاصةً التهديدات لمسؤولى المحكمة الجنائية الدولية، وتدعو للإسراع بوتيرة التحقيقات التى يجريها الإدعاء العام للمحكمة، وخاصة نحو إصدار مذكرات التوقيف لكبار القادة العسكريين للاحتلال، وإضافة تهمة الإبادة الجماعية لقائمة التهم الموجهة إليه.
وأشادت المنظمة بجهود مصر وقطر فى العمل الحثيث لوقف إطلاق النار لحقن دماء الأبرياء الفلسطينيين، وإسراعهما بتجهيز مساعدات إنسانية يحتاجها سكان القطاع بصورة ماسة، داعية كافة دول العالم للإسراع بتوفير المساعدات الضرورية لإغاثة المنكوبين فى غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العربية لحقوق الإنسان وقف إطلاق النار الاحتلال الإسرائيلي جريمة الإبادة الجماعية حقوق الإنسان الاحتلال الإسرائیلى
إقرأ أيضاً:
سيف الدولة لـعربي21: الأنظمة العربية تعاني من التبعية.. والمقاومة الفلسطينية وحدها من تحمي الأمة
في ظل حرب الإبادة الجماعية والتجويع المتواصل الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووسط صمت عربي رسمي مطبق، يطرح الرأي العام العربي تساؤلات ملحة عن دور الحكومات والأنظمة والشعوب العربية في التصدي لهذا العدوان أو على الأقل دعمه للمدنيين المحاصرين في القطاع.
في هذا السياق، حاورت "عربي21" المفكر والباحث السياسي المصري المهندس محمد عصمت سيف الدولة، مؤسس حركة “مصريون ضد الصهيونية” والباحث في ملف الصراع العربي الصهيوني.
يرى سيف الدولة أن المواقف العربية الرسمية لا تُعزى فقط إلى التخاذل أو الجبن، بل تعكس بنية سياسية واقتصادية قائمة على التبعية العميقة للولايات المتحدة، وهي بنية تقيد أي تحرك خارج مظلة المصالح الغربية.
وفيما يلي نص الحوار:
ما هي الأسباب الجوهرية التي تقف خلف تخاذل الحكومات العربية، خصوصاً الحكومة المصرية، في نصرة غزة ورفع الحصار؟
الأسباب واضحة، فالنظام العربي الرسمي يعيش منذ عقود حالة تبعية استراتيجية للولايات المتحدة، تكبّله وتمنعه من اتخاذ مواقف مستقلة، وخاصة تلك التي قد تُغضب واشنطن أو تهدد أمن الكيان الصهيوني. بالنسبة لمصر تحديدا، هناك اتفاقية كامب ديفيد التي وضعتها خارج إطار الصراع، بل وألزمتها ضمن المادة السادسة بعدم التدخل في أي نزاع مسلح بين الاحتلال الإسرائيلي والأطراف العربية الأخرى، وهذا القيد أصبح جزءا من السياسة المصرية الرسمية.
كيف تفسرون صمت الأنظمة العربية إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة من مجاعة وإبادة وتطهير عرقي ؟
الصمت الرسمي العربي يعكس في الحقيقة تواطؤا سياسيا أكثر منه مجرد سكوت. هناك خوف من الشارع العربي ومقاومته، وهناك أيضا رغبة دفينة لدى بعض الأنظمة في تصفية القضية الفلسطينية، لأنها ببساطة تُحرجهم، وتكشف عجزهم وتواطؤهم. المقاومة تُعريهم أمام شعوبهم المقهورة التي تخشى من التحرك.
إلى أي مدى تؤثر الضغوط الخارجية على مواقف الحكومات العربية من العدوان على غزة؟
لا يمكن فهم الأداء العربي إلا في ضوء العلاقة العضوية التي تربط أغلب الأنظمة العربية، وخاصة المصرية، مع واشنطن. هذه الضغوط ليست فقط سياسية، بل أيضًا أمنية واقتصادية واستراتيجية.
فالمطلوب من مصر، وفقا للمعاهدات التي وقعتها، أن تظل في موقع الوسيط وليس الحليف للفلسطينيين، وأن تحافظ على أمن الاحتلال الإسرائيلي على حدودها الشرقية.
هل هناك فرق فعلي بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي العربي تجاه غزة٬ لأن النتيجة واحدة خذلان أهل غزة؟
بالتأكيد الشعوب العربية تفيض غيظا وغضبا مما يحدث في غزة، وهي ملتفة بالكامل حول المقاومة، وتطالب حكوماتها بالتحرك. على النقيض، الأنظمة الرسمية تقمع المظاهرات، وتعتقل الداعمين لفلسطين، وتخشى من أي حراك شعبي يمكن أن يمتد ليطال شرعيتها. الشعوب ترى المقاومة شرفا، بينما ترى فيها الأنظمة خطرا وجوديا.
كيف يمكن تفسير هذا الانفصال الحاد بين موقف الشارع وموقف الأنظمة؟
الأنظمة العربية ترى نفسها مسؤولة فقط عن "أمن النظام" لا أمن الأمة. ولذلك فهي تخشى من أن تتحول المظاهرات الداعمة لغزة إلى مظاهرات تطالب بالحرية والتغيير، كما حدث في ثورات الربيع العربي. ولذلك تُغلق الفضاء العام وتحاصر أي فعل جماهيري مهما كان سلميا أو إنسانيا.
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه التيارات السياسية والمجتمع المدني في التأثير على القرار الرسمي؟
التيارات السياسية والمجتمع المدني تم تفريغهم بالكامل من قدرتهم على الفعل. القمع، والتشويه، والاعتقالات، وقوانين منع التظاهر، كل ذلك أدى إلى تراجع الحركة الوطنية إلى أدنى مستوياتها منذ عقود. ومع ذلك، ما زالت هناك طاقات كامنة في الشارع، يمكن تحفيزها إذا أُتيحت لها مساحة من الحرية.
هل تعتقد أن ضعف التضامن الشعبي في بعض الدول لعب دورا في ارتخاء الموقف الرسمي تجاه غزة؟
لا أوافق على أن هناك "ضعف تضامن شعبي"، بل هناك قمع منهجي لكل تعبير شعبي عن التضامن. الشعوب تريد أن تهتف، تتظاهر، تسيّر قوافل، لكن الأنظمة تمنعها.
حتى التبرعات الخيرية أصبحت تخضع للرقابة أو الحظر. إذا تُركت الشعوب تعبّر عن نفسها بحرية، لرأينا ملايين في الشوارع كما كان في 2009 و2014.
ما الذي يمكن أن تفعله الشعوب العربية القريبة من فلسطين لمساندة غزة في ظل هذا القمع الرسمي؟
للأسف، أغلقت الأنظمة كل الأبواب أمام الفعل الشعبي. لا مظاهرات، لا قوافل، لا إعلام حر، لا مساعدات تمر عبر المعابر. ومع ذلك، الشعوب ستجد طرقها يومًا ما.
والتجربة علمتنا أن الانفجار الشعبي قادم لا محالة حين تتجاوز الأنظمة حدود الصبر الوطني والإنساني. الفلسطينيون ليسوا وحدهم، وكل هذا القمع لن يمنع انفجار التضامن العربي الحقيقي.
ما هي الرسائل التي توجهونها للشعوب العربية، خاصة في مصر والدول المجاورة لفلسطين؟
رسالتي واضحة٬ لا تيأسوا، لا تصمتوا، لا تنسوا. ما يحدث في غزة ليس فقط جريمة، بل هو اختبار حقيقي لإنسانيتنا وهويتنا وأصالتنا. كل من يستطيع أن يفعل شيئًا بالكلمة، بالصوت، بالصورة، بالمقاطعة، بالتضامن فليفعل. لا شيء صغير أمام دماء الشهداء. وحين يسقط الخوف من القلوب، ستكون لنا الكلمة الأخيرة.
أخيرا، كيف تقيمون دور الإعلام العربي، وخاصة المصري، في تغطية العدوان على غزة؟
الإعلام العربي الرسمي يلعب دورا مزدوجا. فهو من جهة يغطي المجازر ويسلط الضوء على الكارثة، لكن في ذات الوقت يحجب الرواية الحقيقية عن الناس، ويتجاهل جوهر القضية٬ أن هذا الكيان الصهيوني هو كيان غير شرعي، وأن المقاومة حق مشروع. الإعلام الشعبي، خاصة عبر وسائل التواصل، هو الذي يقوم اليوم بـالدور الوطني والأخلاقي في فضح الاحتلال وفضح المتواطئين معه.