وكالات أممية تدعو لمواجهة الأزمة في السودان
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
دعا مسؤولون في وكالات وهئيات أممية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمواجهة الأزمة المتفاقمة في السودان، محذرين من المعاناة المتزايدة والمخاطر التي تهدد حياة الملايين من السكان.
وأكد 4 مسؤولين يمثلون المنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية شؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الغذاء العالمي في بيان مشترك، التزامهم بمواصلة تقديم المساعدات المنقذة للحياة، وتوفير الحماية للأطفال والعائلات في مختلف أنحاء السودان.
وشدد المسؤولون على أن المجتمع الإنساني مستعد للاستجابة، لكنه لا يستطيع العمل بمفرده، مطالبين بدعم دولي فوري لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
وجاءت هذه الدعوة في ختام زيارة ميدانية أجراها المسؤولون إلى السودان، اطلعوا خلالها على حجم الدمار الذي خلفه الصراع في مناطق عدة، من بينها دارفور والخرطوم ومناطق أخرى متأثرة بالنزاع.
ويواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، بينهم أكثر من 9.6 ملايين نازح داخلي، ونحو 15 مليون طفل.
لم تنته الأزمة في السودان، لكن الاهتمام العالمي بها يتلاشى.
في كل دقيقة، تُجبر العائلات على الفرار من منازلها، لتواجه معاناة يصعب وصفها.
لا يمكننا السماح بأن تصبح السودان أزمة منسية. يجب الاهتمام بها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة شعب السودان.https://t.co/Es2xuZ1UoY pic.twitter.com/1YayHHJGgm
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) October 22, 2025
ومنذ بداية عام 2025، عاد أكثر من مليون شخص إلى العاصمة الخرطوم وحدها، من بين نحو 2.6 مليون شخص عادوا إلى ديارهم بعد تراجع حدة القتال في بعض المناطق.
وفي هذا السياق، قالت أوغوتشي دانييلز، نائبة المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة، عقب زيارتها للسودان، إن حجم العودة إلى الخرطوم يعكس صمود السكان، لكنه في الوقت ذاته يمثل مؤشرا مقلقا.
إعلانوأشارت دانييلز إلى أن البلاد تشهد انتشارا لأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، مما يجعل الاستثمار في المياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية أمرا ملحّا لتمكين السكان من بدء حياة جديدة.
عوائق المساعداتوإلى جانب ذلك لا تزال القيود المشددة تعيق وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر تضررا، في ظل استمرار انعدام الأمن، والعوائق والتحديات التي تعرقل إيصال المساعدات الإنسانية.
من جانبها، وصفت كيلي كليمنتس، نائبة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، الأزمة السودانية بأنها "واحدة من أسوأ أزمات الحماية التي شهدناها منذ عقود"، وذلك عقب زيارتها لمواقع النزوح في بورتسودان ومحيط الخرطوم.
وأشارت إلى أن ملايين الأشخاص نزحوا داخل البلاد وخارجها، بينما تعاني العائلات العائدة من نقص حاد في الدعم وسط غياب البدائل.
وأضافت "تحدثت مع عائلات فرت مؤخرا من الفاشر، روت قصصا مروعة عن اضطرارها لترك كل شيء خلفها، وسلوك طرق محفوفة بالمخاطر"، مؤكدة أن "الدعم مطلوب في كل مكان".
ويفاقم نقص التمويل من حدة الأزمة، إذ لم يُجمَع سوى 25% من إجمالي التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025، والبالغ 4.2 مليارات دولار، مما يهدد استمرارية العمليات الإنسانية.
ورغم التحديات، فقد وصلت الاستجابة الإنسانية هذا العام إلى أكثر من 13.5 مليون شخص، بما في ذلك أهل المناطق الأكثر تضررا مثل دارفور وكردفان والخرطوم، لكن من دون موارد إضافية، قد تضطر الوكالات الإنسانية إلى تقليص تدخلاتها، مما يعرّض حياة الملايين للخطر.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الصراع نحو 20 ألف شخص وشُرّد أكثر من 15 مليونا بين نازح ولاجئ وفقا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حريات ملیون شخص أکثر من
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية تحذر من تدهورٍ إنساني خطير في مدينة الفاشر السودانية
حذّرت منظمات أممية من تدهورٍ إنساني خطير في مدينة الفاشر غربي السودان، داعيةً إلى وقفٍ فوريٍ للأعمال العدائية وحماية المدنيين، خصوصًا الأطفال الذين يواجهون أوضاعًا كارثية.
وأوضحت المنظمات في بيان مشترك، اليوم الخميس، أن المرافق الصحية في المدينة انهارت بالكامل، فيما يواجه آلاف الأطفال المصابين بسوء التغذية خطر الموت في ظل نقص الإمدادات الطبية والغذائية.
اقرأ أيضًا.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأشارت إلى أن أكثر من 260 ألف مدني، بينهم 130 ألف طفل، يعيشون تحت الحصار منذ أكثر من 16 شهرًا، مؤكدة أن استمرار العنف يفاقم الأزمة ويهدد حياة مئات الآلاف ما لم يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن.
وقال تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، إنه يدعو إلى حماية المرافق الصحية في الفاشر وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف: "الهجمات على مستشفى في مدينة الفاشر أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 12 آخرين".
وأكمل: "مدينة الفاشر بالسودان تحت الحصار منذ أوائل مايو 2024".
وفي وقتٍ سابق، حمّلت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع المسئولية المباشرة عن الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، نتيجة استمرار حصارها المفروض على المدينة.
وأوضحت الشبكة أن ما يجري في الفاشر لم يعد مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو "جريمة ممنهجة" تمارس بحق السكان المدنيين، في ظل انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية.
وأشارت إلى أن حصيلة الوفيات بين الأطفال والنساء بسبب سوء التغذية ارتفعت إلى 23 حالة، وسط تحذيرات من تدهور أكبر إذا استمر الحصار المفروض على المدينة.
وقال كامل إدريس، رئيس وزراء السودان، إنه يدعو إلى "التفاف شعبي" لفك الحصار عن الفاشر.
وأضاف: "فك الحصار عن الفاشر سيكون قضيتنا الرئيسية بالأمم المتحدة".
وناشد رئيس الوزراء السوداني المجتمع الدولي دعم مبادرة فك الحصار عن الفاشر.
وأشارت مصادر محلية سودانية إلى أن مُسيرة تابعة للدعم السريع استهدفت مسجداً بحي الدرجة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان أمس الجمعة.
وذكرت المصادر أن العملية أسفرت عن مقتل 70 مدنيًا.
وقالت الأمم المتحدة إن قوات الدعم السريع شنت عمليات قتل بحق المدنيين في الفاشر.
وأضافت: "الأزمة الإنسانية في السودان باتت منسية، وذلك بعد نفذت قوات الدعم السريع عمليات إعدام ميداني في 13 منظقة بالسودان".