احتفاءات مستحقة بعمدة نيويورك
تاريخ النشر: 9th, November 2025 GMT
فوز زهران ممداني، السياسي الأمريكي الديمقراطي الشاب من أصول أوغندية هندية ومسلمة، بمنصب عمدة مدينة نيويورك في انتخابات نوفمبر 2025 حدث سياسي غير مسبوق في التاريخ السياسي الأمريكي كله، ليس نيويورك فحسب، بالنظر إلى أصوله من جهة، وحداثة جنسيته الأمريكية من جهة أخرى؛ حيث لم يحصل على الجنسية الأمريكية إلا في سنة 2018م.
زهران الأمريكي الهندي المتزوج من عربية سورية عاش انصهار وتمازج الاختلاف وتقبل الآخر، وفق رؤية يسارية ما بعد كولونيالية؛ فوالده محمود ممداني أستاذ للدراسات الأنثروبولوجية والأفريقية بجامعة كولومبيا، وأمه ميرا نيرة مخرجة أفلام وحائزة جوائز دولية. شاب نشأ فكريًا على كتب ومحاضرات إدوارد سعيد، وزوجته مريم سعيد والمفكر الفلسطيني والمؤرخ رشيد الخالدي الذي شغل منصبًا في كرسي إدوارد سعيد للدراسات العربية في جامعة كولومبيا.
لم يكن فوزه صدفة، خاصة في مدينة نيويورك، حيث يسكن أكثر من مليونَي يهودي من أصل تسعة ملايين أمريكي، وحيث أكبر تجمع للوبي الصهيوني؛ إذ كشفت مجلة «فوربس» أن 26 مليارديرًا أمريكيًا توحدوا تحت شعار «أي شخص إلا ممداني»، وأنفقوا أكثر من 22 مليون دولار في أسبوع واحد؛ لمنعه من الفوز في حملة انتخابية مضادة لم تعرفها نيويورك من قبل، إضافة إلى تصريحات ترامب الرامية لتأليب الرأي العام الأمريكي عليه مثل «هو شيوعي واشتراكي أيضا»، وأنه «سوف يسحب جنسيته ويطرده من البلاد»، «وإذا فاز الشيوعي ممداني في نيويورك، فسأخنق الولاية ماليًا وأمنيًا، والمفاتيح بيدي»؛ لكن نبرة ترامب تغيرت بمجرد فوزه، إذ قال: «إن على عمدة مدينة نيويورك المنتخب زهران ممداني أن يسعى إلى إقامة علاقة جديدة مع واشنطن، ويبدي اللطف بدلا من تبني خطاب غاضب تجاهي، ورغم خلافي السياسي مع ممداني، أود رؤية عمدة نيويورك الجديد يحقق نتائج جيدة لأنني أحب المدينة».
حصل عمدة نيويورك على 40% من أصوات يهود نيويورك مما يشير إلى تحول جذري في الخطاب السياسي الأمريكي، وفي بنية السرديات المرتبطة بقضية إسرائيل اعتمد فيها ممداني على الفصل بين الصهيونية وبين اليهودية واستطاع رغم صغر سنه إقناع مجاميع اليهود بإنسانية قضية فلسطين واعتداء إسرائيل على حق الشعب الفلسطيني في الحياة.
ولأن نيويورك ليست مجرد مدينة أمريكية عادية، بل هي مدينة ذات علاقة مباشرة بواشنطن مركز القرار السياسي، ولا يمكن تجاهل ما قد يصدر عن المدينة أو عمدتها أو أهلها، فإن فوز ممداني هو انتصار للإنسانية وما بعد الكولنيالية على العنصرية والإبادة العرقية والتهجير باسم النفوذ، هو انتصار للعدالة الاجتماعية على الأيديولوجيات الاستعمارية التصنيفية، لدرجة أن بعضهم اعتبره زلزالًا سياسيًا، وآخر وجد به انقلابًا ناعمًا على آلة النفوذ الأمريكي وتكريس التقليدية البالية.
لن يكون العمدة الشاب متقبلًا من قبل إسرائيل بالتأكيد؛ وهو ما عبر عنه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عقب فوز ممداني «إنها لحظة انتصرت فيها معاداة السامية على الحس السليم، إنه عدو لإسرائيل ومعادٍ لليهود ومؤيد لحماس»؛ مع ذلك، سيبقى الرهان على قدرة ممداني المستقبلية على استقطاب يهود نيويورك، وتجسير العلاقة بينهم وبين الإنسانية المتمثلة في عدالة قضية فلسطين، خاصة أن بين مناصريه يهودًا من طبقات إعلامية وثقافية وفكرية متحققة.
ختامًا: نحتفي جميعا بفوز ممداني هذا العام ليس لانتمائه العرقي والديني وحسب، بل هو احتفاء بقدرة الشباب على تغيير الواقع؛ حيث تحول الدعم الرقمي الصاخب المشتت إلى عمل تنظيمي واقعي بعد تعزيز الإيمان بطاقة الشباب الواعد من «جيل زد»، وقدرتهم لا على استقطاب أقرانهم وحسب، بل على إقناع الأجيال جميعها بضرورة الاتحاد والتكامل وصولًا لصياغة سياسات جديدة تتسم بالعدالة الاجتماعية، وتقليص الهوة بين الطبقات المجتمعية، واحترام المختلف، وتقدير المخلص من أصحاب الكفاءات، أيا كانت عرقياتهم وأديانهم وألوانهم، كما تتسم بمناهضة التضخم الضريبي والتسلط والاحتكار الاقتصادي.
استطاع زهران ممداني النجاح في بعث طاقات الناخبين في تشكيل أكبر حملة انتخابية أغلب مجنديها من الشباب الراغب في المشاركة، والمتحمس للتغيير بعد التهميش والإقصاء، وتحويل العداءات المصنوعة إلى صداقة وشراكات دائمة، وهو ما استحق عليه الفوز والاحتفاء حتى قبل أي رهان قادم على تجاوزه تحديات المرحلة ومكائد المنافسين.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عمدة نیویورک
إقرأ أيضاً:
ممداني يقود نيويورك الجديدة.. 6 أعمدة يقوم عليها اقتصاد أغنى مدينة
في تحولٍ تاريخي في المشهد السياسي والاقتصادي لمدينة نيويورك الأميركية، جاء فوز زهران ممداني بمنصب العمدة ليشكل بداية حقبة جديدة من القيادة التي تريد المزج بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والابتكار المستدام.
ويأتي هذا الفوز في لحظة مفصلية، إذ تستعد المدينة لتعزيز موقعها عاصمة الاقتصاد العالمي في القرن الـ21 بفضل قوتها المالية والتكنولوجية المتجددة.
وتُعد مدينة نيويورك أغنى مدينة في الولايات المتحدة من حيث الناتج المحلي الإجمالي بواقع 1.8 تريليون دولار عام 2024، كما بلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد في المدينة 92.3 ألف دولار بذات العام وفقا لمنصة "يو إس إيه فاكتس" (usafacts.org).
وهي كذلك أغنى مدينة أميركية من حيث قيمة "الثروة الخاصة" (Private Wealth) التي بلغت 4 تريليونات دولار وفقا لمنصة "جورغان جوش" (Jagran Josh).
وصنفتها مجلة "كوندي ناست ترافيلر" (Condé Nast Traveler) كأغنى مدينة في العالم بوجود ما لا يقل عن 300 ألف و84500 مليونير يعيشون فيها.
ويعيش في المدينة:
نحو 34 ألف أسرة يتجاوز دخلها مليون دولار سنويا. ألفا أسرة بدخل يتخطى 10 ملايين دولار إلى جانب 152 مليارديرا يتخذون المدينة مقرا رئيسيا لأعمالهموهو ما يعكس حجم الثقل المالي الذي تحتضنه المدينة ودورها المحوري في إدارة الثروات العالمية وفقا لتقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" نشرته الجزيرة نت.
وفي عام 2024 كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (المُعدل حسب التضخم) في نيويورك هو الأول من بين جميع الولايات الـ50.
وبحسب الموقع الرسمي لولاية نيويورك، ارتفعت وظائف القطاع الخاص في مدينة نيويورك بمقدار 82 ألفا و300 وظيفة على مدار العام لتصل إلى 4 ملايين و240 ألفا و800 وظيفة في أغسطس/آب 2025.
تُعد صناعة الخدمات المالية الركيزة الأهم في اقتصاد مدينة نيويورك والمساهم الأكبر في ناتجها المحلي الإجمالي، إذ تمثل العصب المحرك لاقتصاد المدينة ومصدرا رئيسيا لفرص العمل والاستثمار والإيرادات الضريبية.
إعلانويكفي أن نعلم أن واحدا من كل خمسة دولارات تُكتسب في المدينة مصدره قطاع الأوراق المالية وحده، ما يجعل التمويل حجر الزاوية في ازدهار نيويورك ومكانتها كمركز مالي عالمي وفقا لبيانات "مؤسسة التنمية الاقتصادية لمدينة نيويورك".
وساهم قطاع التمويل والتأمين بأكبر قدر في الناتج المحلي الإجمالي لنيويورك في عام 2024، بقيمة 326.4 مليار دولار وفقا لمنصة "يو إس إيه فاكتس" (usafacts.org).
مركز مالي عالمي فريد
تقع في قلب المدينة منطقة وول ستريت (Wall Street)، الرمز الأشهر في العالم للمال والاستثمار، حيث تتموضع "بورصة نيويورك" (NYSE) أكبر بورصة في العالم من حيث القيمة السوقية للشركات المدرجة.
وإلى جانبها يعمل آلاف المحللين والمستثمرين ومديري الصناديق والبنوك الاستثمارية العالمية، مما يجعل مدينة نيويورك العاصمة المالية الأولى في العالم بلا منازع.
كما تحتضن المدينة المقرات الرئيسية لأكبر المصارف وشركات التأمين وإدارة الأصول وصناديق التحوط ورأس المال الاستثماري، الأمر الذي عزز مكانتها كمحور لاتخاذ القرارات الاقتصادية الكبرى على مستوى العالم.
عاصمة التكنولوجيا المالية: التحول الرقمي يقود المستقبل
يشهد قطاع التكنولوجيا المالية (Fintech) في نيويورك طفرة غير مسبوقة، إذ تضم المدينة أكثر من 600 شركة فينتك -وهو العدد الأكبر في الولايات المتحدة- بمعدل نمو يفوق ضعف نمو وادي السيليكون خلال السنوات الخمس الأخيرة وفقا لبيانات "مؤسسة التنمية الاقتصادية لمدينة نيويورك".
وفينتك بمعنى شركة تستخدم التكنولوجيا لتحسين أو أتمتة الخدمات المالية للمستهلكين أو الشركات.
ويأتي هذا الازدهار نتيجة مباشرة لتكامل القطاع المالي التقليدي مع التكنولوجيا الحديثة، وسعي المؤسسات المصرفية والاستثمارية نحو التحول الرقمي وتبني الحلول الذكية في مجالات مثل:
المدفوعات الرقمية والعملات المشفرة القروض الإلكترونية وإدارة الثروات بالذكاء الاصطناعي الحوسبة السحابية والأمن السيبراني المالي.ومن أبرز عوامل قوة القطاع المالي في نيويورك
بنية مالية متكاملة تضم مؤسسات عالمية ضخمة تمتد عبر المصارف، والتأمين، وإدارة الثروات، وأسواق الأوراق المالية. موقع جغرافي وإستراتيجي يجعلها بوابة رئيسية للتجارة العالمية والتدفقات الرأسمالية. تركيز عالٍ للموارد البشرية الماهرة وخبرات عريقة في التمويل والقانون والتكنولوجيا. نظام بيئي داعم للابتكار من خلال احتضان مئات الشركات الناشئة في الفينتك وتكنولوجيا السوق المالية. ثقة عالمية واستقرار تشريعي جعل من المدينة مرجعا دوليا في المعايير المالية والتنظيمية. 2) القطاع العقارييُعد القطاع العقاري وقطاع التأجير والاستئجار أحد الأعمدة الاقتصادية الكبرى في نيويورك، إذ يحتل موقعا محوريا في هيكل الاقتصاد المحلي ويعكس ديناميكية السوق المالية والعمرانية للمدينة.
يعد من أكبر القطاعات المساهمة في اقتصاد المدينة.
ويُظهر مكانة هذا القطاع الدور الحيوي الذي يلعبه النشاط العقاري في دعم النمو الاقتصادي، سواء بتطوير المساكن والبنى التحتية أم بتأجير المساحات التجارية والمكتبية التي تشكل شريان الأعمال في المدينة.
إعلانوتستفيد المدينة من مكانتها كواحدة من أكثر الأسواق العقارية حيوية في العالم، حيث تجتذب الاستثمارات المحلية والدولية بفضل مركزها المالي العالمي وبنيتها التحتية المتقدمة. ويُعتبر هذا القطاع محركا رئيسيا لفرص العمل والإيرادات الضريبية، كما يشكل مقياسا مباشرا لمستوى الثقة الاقتصادية في المدينة والولاية على حد سواء.
3) قطاع التكنولوجيايشهد قطاع التكنولوجيا في مدينة نيويورك ازدهارا استثنائيا جعله أحد أسرع القطاعات نموا في الولايات المتحدة. وحسب تقرير نشرته "نيويورك بيزنس جورنال" (New York Business Journal) في يوليو/تموز 2025، أصبحت المدينة موطنا لأكثر من 600 ألف موظف في مجالات التكنولوجيا، ما يجعلها صاحبة أكبر قوة عاملة تقنية في البلاد.
ويشير تقرير آخر نشرته منصة "نيويورك فيوتشر" (nycfuture.org) في مايو/أيار 2025 إلى أن قطاع التكنولوجيا أصبح المحرك الأسرع نموا في اقتصاد نيويورك، إذ ارتفع عدد وظائفه بنسبة 64% خلال العقد الأخير، أي أربعة أضعاف معدل نمو التوظيف في بقية القطاعات.
ومنذ جائحة كورونا، زادت الوظائف التقنية بنحو 26% مقابل 2.7% فقط في باقي القطاعات الخاصة، في وقت تتطلب نحو 47.5% من إعلانات الوظائف في المدينة مهارات تكنولوجية.
كما تضم مدينة نيويورك أكثر من 8700 شركة ناشئة ممولة، منها 1046 شركة ناشئة ممولة رائدة على مستوى البلاد في مجال الصحة الرقمية، بالإضافة إلى 870 شركة في مجال الذكاء الاصطناعي، و644 شركة في مجال التكنولوجيا المالية، و310 شركات في مجال العقارات، و308 شركات في مجال العافية، على سبيل المثال لا الحصر، مما يعكس تحولها إلى أحد أهم المراكز التكنولوجية في العالم وفقا للمصدر السابق.
4) قطاع الرعاية الصحية
وفقا لمنصة "إمباير سنتر" (EmpireCenter) استنادا لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي بلغ إجمالي القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية في نيويورك 1.4 مليون عامل في عام 2024، وهو ما يمثل زيادة سنوية قدرها 97 ألف وظيفة، أي نحو ثلاثة أضعاف متوسط معدل الوظائف في جميع أنحاء الولاية.
وحققت مستشفيات نيويورك وحدها 201 مليار دولار من النشاط الاقتصادي في عام 2022 أي نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي للولاية.
وأظهر تحليل أجرته جمعية الرعاية الصحية في ولاية نيويورك (HANYS) في ديسمبر/كانون أول 2023 أن المستشفيات والأنظمة الصحية كان لها آثار كبيرة على اقتصاداتها المحلية، حيث ولدت ما يُقدر بـ 859 ألف وظيفة، و56.4 مليار دولار من الرواتب والمزايا، و30.6 مليار دولار من عائدات الضرائب، وما لا يقل عن 16.1 مليار دولار من الاستثمارات المجتمعية وفقا لمنصة "هيلث كير برو" (healthcare-brew).
5) الاقتصاد الإبداعيمدينة نيويورك هي مركز الفن والإبداع في البلاد، بل وقد تكون الأولى على مستوى العالم. إنها المكان الذي يلتقي فيه الفن العالمي في المتاحف الكبرى بشركات الإعلانات في شارع ماديسون، حيث تتباهى الأزياء الراقية بين استوديوهات أستوريا وأضواء برودواي الساطعة، وحيث تُنتج الأخبار والثقافة والكتب والموسيقى للعالم.
"الاقتصاد الإبداعي" ليس مجرد تجمع للأنشطة الثقافية، بل هو قطاع اقتصادي محوري في مدينة نيويورك، على قدم المساواة مع القطاعات الأخرى.
ويشمل هذا القطاع صناعات مثل النشر، والبثّ، والبثّ الرقمي، والإعلانات، والأزياء، والهندسة المعمارية، والفنون، والمتاحف، والموسيقى والفنون والتمثيل، وغيرها.
في عام 2022، وهو أحدث عام تتوافر عنه بيانات كاملة، وظف قطاع الصناعات الإبداعية في مدينة نيويورك ما يقدر بنحو 274 ألف شخص، وهو ما يمثل نحو 6% من إجمالي فرص العمل في المدينة. وبلغ متوسط الأجر السنوي للعاملين في هذا القطاع نحو 146 ألف دولار، وهو أعلى بكثير من المتوسط العام على مستوى المدينة البالغ 114 ألف دولار وفقا لمكتب المراقب المالي لولاية نيويورك.
6) قطاع السياحةيشير تقرير مكتب المراقب المالي لمدينة نيويورك (مارس/آذار 2025) إلى أن السياحة تُعد إحدى أهم ركائز اقتصاد المدينة وأكثرها تأثيرا على سوق العمل والإيرادات العامة، إذ استقبلت نيويورك خلال عام 2024 نحو 64 مليون زائر.
إعلانوارتفع عدد الغرف الفندقية إلى أكثر من 135 ألف غرفة بمعدل إشغال بلغ نحو 85%، وهو الأعلى بين المدن الأميركية، في حين حققت ضريبة إشغال الفنادق عائدات تُقدر بـ757 مليون دولار.
ويؤكد التقرير أن نيويورك تحتفظ بمكانتها كأكثر المدن الأميركية جذبا للسياح الدوليين بفضل تنوعها الثقافي، ومؤسساتها الفنية، وبنيتها التحتية المتطورة.
ويوضح التقرير أن عوامل الجذب التي تستقطب الزوار هي نفسها التي تجعل المدينة وجهة مفضلة للعيش والعمل، مما يجعل السياحة محركا متكاملا للنمو الاقتصادي والحضري في نيويورك.