10500 جنيه.. تعيد سمع «أنور»
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
الطفل أنور صابر رشدى يبلغ من العمر 15 عاماً، يدرس بالصف الثانى الإعدادى، منذ ولادته اكتشف الاطباء إصابته بضعف سمع عصبى حسى شديد الأذنين، ويحتاج إلى جراحة لزرع قوقعة بالأذن، وأجريت له جراحة زرع قوقعة بالأذن اليمنى.
واستمر الطفل فى عمل جلسات تخاطب بشكل يومى، وبحمد الله تعالى تحصنت الحالة، إلا أن السمع مهدد بالفقدان، جهاز السمع «القوقعة» يحتاج كل فترة إلى صيانة وقطع غيار مثل ميكروفون أو بطاريات أو أسلاك أو مغناطيس، وهذه الأشياء المطلوبة الآن تتكلف عشر آلاف وخمسمائة جنيه، هذه المبالغ كبيرة تفوق المقدرة المالية للأسرة، والأم مطلقة ولديها طفلة أخرى بالتعليم الإعدادى، ولا تملك من حطام الدنيا شيئًا تساعد به فى إنقاذ سمع صغيرها المهدد بالصمم، ولا تستطيع تلبية المتطلبات الضرورية لهم، والطفل مهدد بفقدان السمع والتعثر فى الحياة، لتوقف «القوقعة» عن العمل بسبب الحاجة لقطع غيار وصيانة، ويحتاج الطفل جلسات تخاطب يوميًا تتكلف ألف وخمسمائة جنيه شهريًا.
جاءت أم الطفل إلى عيادة الوفد تبحث عن الأمل فى إنقاذ فلذة كبدها، وتناشد أهل الخير من أصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها العاجلة، ولا يوجد للأسرة أى مصدر مالى يساهم فى نفقات الحياة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنور
إقرأ أيضاً:
هل يمكن للخوارزميات إنقاذ البيئة؟
في عالم يزداد سخونة يومًا بعد يوم، وتتصاعد فيه المخاوف من التغير المناخي واستنزاف الموارد الطبيعية، تبرز الخوارزميات - تلك العقول الرقمية الخفية – بوصفها لاعبًا جديدًا في معركة إنقاذ كوكبنا. فهل يمكن حقًا أن تصبح الأرقام والأكواد شريكًا في حماية البيئة؟ أم أنها وسيلة خفية لاهدار موارد الكوكب خاصة المائية؟
الحقيقة أن الإجابة ليست خيالية كما قد تبدو. فاليوم، تُستخدم الخوارزميات في تحليل البيانات المناخية والتنبؤ بالكوارث الطبيعية قبل وقوعها، ما يمنح الحكومات وقتًا للاستعداد وتقليل الخسائر، كما يمكن توظيفها في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة داخل المدن الذكية، عبر ضبط الإضاءة والتدفئة والنقل بناءً على احتياجات السكان لحظة بلحظة.
فبينما يروّج العالم للذكاء الاصطناعي بوصفه الثورة التقنية الأوسع في تاريخ البشرية، يطل الوجه الآخر للتكنولوجيا بملامحه المقلقة. فكل عملية بحث، وكل صورة يولدها الذكاء الاصطناعي، تستهلك طاقة تعادل تشغيل مصباح لعدة ساعات، وكل مركز بيانات ضخم يقف خلف هذه المعجزات الرقمية، وهو ما يترك أثرًا كربونيًا يزداد عامًا بعد عام، مما يجعلها في بعض الأحيان جزءًا من المشكلة لا الحل.. فهل يمكن لمن يصنع المشكلة أن يكون جزءًا من الحل؟
وفقًا للتقارير الحديثة ينتج عن عملية تدريب نموذج واحد من نماذج الذكاء الاصطناعي انبعاثات كربونية تفوق ما تنتجه خمس سيارات خلال عمرها الكامل. هذا يعني أن "الخوارزميات الذكية" التي نظنها غير مادية في الحقيقة تُغذي الاحتباس الحراري بصمت. كل رسالة نصية تعتمد على شبكة ضخمة من الخوادم، وكل طلب عبر المساعدات الذكية يعني مزيدًا ومزيدًا من الانبعاثات.
ورغم سعي بعض الشركات الكبرى نحو تلطيف الصورة بتبني مراكز بيانات تعمل بالطاقة المتجددة، فإن الواقع يشير إلى سباق غير متوازن. فالتوسع في الذكاء الاصطناعي يفوق قدرة العالم على التحول نحو الطاقة النظيفة. إننا نُدخل التقنية في كل زاوية من حياتنا، دون أن نحسب بدقة التكلفة البيئية لذلك.
ومن ثم فإن الذكاء الاصطناعي لا يملك وعيًا بيئيًا، ولا يدرك أن حساباته المعقدة قد تحرق غابات أو ترفع درجات حرارة المحيطات. نحن وحدنا من نملك هذا الوعي، ومع ذلك نترك الخوارزميات تتوسع بلا قيود. وبالتالي إذا كنا نريد مستقبلًا رقميًا أخضر، فعلينا إعادة التفكير في علاقة التكنولوجيا بالكوكب. فالذكاء الحقيقي ليس في إنتاج خوارزميات أسرع، بل في جعلها أكثر وعيًا بالطبيعة وأقل ضررًا بالبيئة. وربما آن الأوان لأن نضع "بصمتنا الأخلاقية" قبل أن نغرق في "بصمتنا الكربونية".
وبالتالي يمكن القول بأنه يمكن للخوارزميات أن تُسهم في إنقاذ البيئة، لكن بشرط أن نبرمجها بقيمنا قبل معادلاتنا، وأن نمنحها هدفًا إنسانيًا قبل أن نغرقها في بيانات بلا روح. فالتحدي البيئي في النهاية ليس معركة ضد الطبيعة، بل اختبار لقدرتنا على جعل التكنولوجيا حليفًا لها لا عدوًا.