الحرب النفسية وسائلها وأساليبها الملتوية
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن الحرب النفسية وسائلها وأساليبها الملتوية، وأهداف الحرب النفسية كتالياهداف قصيرة المدى.اهداف بعيدة المدى.فالأهداف قصيرة المدى هي الاهداف ال مباشر ة التي تعالج .،بحسب ما نشر صحيفة 26 سبتمبر، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات الحرب النفسية وسائلها وأساليبها الملتوية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
وأهداف الحرب النفسية كتالي
اهداف قصيرة المدى. اهداف بعيدة المدى.فالأهداف قصيرة المدى: هي الاهداف المباشرة التي تعالج وضعاً قائماً فتتخذ من الاساليب والوسائل ما يساعد على إضعاف معنوية الجنود او يخلق البلبلة بين افراد الشعب عن طريق الاشاعات التي تعتمد في غالبيتها على شيء من الواقع مثل القيام بأعمال سيئة باسم العدو.
اما الاهداف بعيدة المدى: فهي اهداف مرتبطة بالمسألة العقائدية حيث يركز على جانب مهم هو فكر المجتمع والتأثير فيه لتقبل خطوة معادية تعتمد على عنصر الدعاية في حالة ما اذا كانت الحروب الهجومية غير عادلة مثال على ذلك: ادعى اليهود بأحقيتهم في الارض الفلسطينية وما حولها والتي سموها (بارض الميعاد) مما جعلهم يقومون بالاعتداءات المتكررة والاستيطان المستمر وبذلك تقوم اسرائيل بغرس شعور ان الاعتداءات الاسرائيلية انما هي من اجل استعادة حق منهوب وهكذا يكون الهدف بعيد المدى معتمد على الجانب التاريخي والفكري.
فاذا كان مستخدم القوقعة التاريخية صاحب حق تكون الحرب عادلة واذا كان العكس مجرد ادعاء كاذب كما يفعل ذلك الاسرائيليون كانت الحرب عدوانيه.
ان المتعمق في دراسة الهدف الاجمالي للحرب النفسية يجد ان هذه الحرب المساعدة جزء من الحرب الشاملة.. تساعد في نجاح اغلب العمليات العسكرية سواء بانتزاعه النصر في اللحظة الحرجة او باتخاذ اسلوب من الاساليب التي قد تؤدي الى استسلام العدو كما تساعد في تخفيف اعباء تكاليف المعارك العسكرية.
صور واشكال الحرب النفسية في الاسلام
زخرت معارك الاسلام في عصر النبوة بعدة صور واشكال للحرب النفسية نذكر فيما يلي بعض الامثلة منها:
الشعارات والهتافات صيحات القتال:اتخذ المسلمون الشعارات والهتافات لتحقيق عدة اهداف كالتعارف فيما بينهم اثناء الالتحام بالأعداء او في الظلام واثارة ا انفعالات الشجاعة والحماسة في نفوسهم مع ترويع العدو وبث الرهبة والخوف في قلبه ومن أمثلة صيحات القتال التي استخدمها المسلمون في عصر النبوة (احد احد) في غزوة بدر و (امت امت) في غزوة احد ومنها ايضاً (يا خيل الله اركبي) في غزوة ذي قرد هذا الى جانب التكبير الذي كان شعار كل مسلم (الله اكبر).
التفريق بين العدو وحلفائه:في غزوة الخندق تجمع قوة قريش والقبائل الاخرى واليهود للقضاء على المسلمين وحدث ان جاء نعيم بن مسعود الغطفاني وكانت غطفان من القبائل التي انضمت الى قريش في التجمع المذكور الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبره انه اسلم ولا يعلم قومه وطلب منه ان يأمره بما شاء.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (انما انت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت فان الحرب خدعه).
فقام نعيم بهذه المهمة بأسلوب بارع حاذق بحيث حققت مهمته هدفها في الوقيعة بين المتحالفين وفي ازالة الثقة فيما بينهم فقد ذهب نعيم الى يهود بني قريظة وكان لهم نديماً في الجاهلية فقال لهم (قد عرفتم ودي اياكم وقد ظاهرتم قريضاً وغطفان على حرب محمد وليسوا كأنتم البلد بلدكم به اموالكم وابناؤكم ونساؤكم لا تقدرون ان تتحولوا منه وان قريش وغطفان ان رادوا نهزة (فرصة وغنيمة اصابوها وان كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين محمد ولا طاقة لكم به فلا تقاتلوا حتى تأخذوا منهم رهناً (رهائن) من اشرافهم حتى تناجزوا محمد.
قال بنو قريظة اشرت بالنصح ولست عندنا بمتهم ثم خرج نعيم الى قريش فقال لهم بلغني ان قريظة (1) وقد ارسلوا الى محمد هل يرضيك عنا ان نأخذ من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيك اياهم فتضرب اعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم فأجابهم ان نعم فان طلبت قريظة منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا لهم رجلاً واحداً. وجاء نعيم غطفان فقال لهم «انتم اهلي وعشيرتي».
وقال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم مما حذرهم. ارسل ابو سفيان وسادة غطفان الى قريظة عكرمة بن ابي جهل في نفر من قريش وغطفان في ليلة سبت وطلبوا منهم الاستعداد للهجوم نهار السبت ولكن قريظة اعتذروا بانهم لا يقاتلون يوم السبت ثم طلبت رهائن من قريش وغطفان قبل ان تشرع بالهجوم قالت قريش وغطفان لقد صدق نعيم ولما رفض طلب قريظة بإعطائهم رهائن من قريش وغطفان قالت لقد صدق نعيم وهكذا كانت التمثيلية البارعة سبباً في تفريق الاعداء.
تحييد القوى الاخرى وحرمان العدو من محالفتها:اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة سياسة تقوم على عقد الاتفاقيات والمعاهدات مع مختلف القبائل لكفالة حرية الدعوة وحسن الجوار والمعاملة وكانت النتيجة المباشرة لتلك المعاهدات حرمان قريش من قوى كان يمكنها ان تتحالف معها وتشد ازرها في صراعها مع المسلمين.
زعزعة ثقة العدو في احراز النصر:تعتبر غزوة الفتح مثلاً فذاً في هذا المجال فلقد ادى التخطيط العبقري الذي وضعه الرسول القائد صلى
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: مباشر موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
عامان على الحرب: صورٌ تحكي مأساة الإعلام السوداني وصمت استوديوهاته
الخرطوم في 9 مايو 2025- (راديو دبنقا) - البعد عامين من لهيب الحرب الذي اكتوى به السودان، تتجلى فصول كارثة إنسانية متفاقمة، لا تقتصر فصولها المؤلمة على قصص الضحايا والنازحين الذين عصفت بهم رياح الصراع. ففي العاصمة القومية الخرطوم، يبرز وجه آخر للمأساة، يتمثل في الدمار الشامل الذي لحق بجميع المؤسسات الإعلامية والصحف السودانية التي كانت يوماً نبضاً للحقيقة ومنبراً للمعرفة، مُسهمةً في ترسيخ قيم التعايش المشترك والديمقراطية. باستثناء مبنى الإذاعة والتلفزيون القوميين الذي سقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع لرمزيته السيادية، تحولت هذه الصروح الإعلامية إلى مجرد أطلال صامتة، شاهدة على حجم الخراب الذي طال حتى صوت الكلمة.
يتضح من خلال هذا المشهد المأساوي، كيف لم يسلم من نيران الحرب حتى حراس الحقيقة وناقلوها، ليضاف فصل جديد ومؤلم إلى سجل الخسائر الفادحة التي تكبدها السودان وشعبه. نحاول في هذا التقرير استعراض نماذج للدمار الذي تعرضت له هذه المؤسسات، بعد ان اصبح الوصول لدور ومقار هذه المؤسسات ممكنا عقب اعادة الجيش السيطرة على الخرطوم.
إذاعة "هلا"... صمتٌ يلف الأثير
ياسر أبوشمالة، مدير إذاعة "هلا" التي كانت نبض الشباب السوداني وأحد أكثر المنابر الإذاعية شعبية، حبس أنفاسه وهو يشاهد للمرة الأولى صوراً ومقاطع فيديو لمبنى الإذاعة العريق في قلب العاصمة الخرطوم. "الخسارة فادحة ومؤلمة"، قالها بصوت يخنقه الأسى.
يضيف أبوشمالة، واصفاً حجم الكارثة: "لم يكن الأمر مجرد تدمير لمبنى، بل هو تدمير ممنهج لاستوديوهات البث والإنتاج بالكامل. كانت هذه الاستوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات الرقمية: مازجات صوت متطورة، سيرفرات ضخمة، مكتبات صوتية لا تقدر بثمن، أرشيف برامجي يوثق لتاريخنا، ميكروفونات، كوابل، وحتى جهاز الإرسال الرئيسي الذي كان يحمل أصواتنا عبر الأثير إلى المحطات الأرضية لإعادة البث". يؤكد أبوشمالة أن كل تلك المعدات الثمينة "أتت عليها نيران الحرب ويد النهب، ولم تسلم الملحقات الأخرى، بما في ذلك أنظمة البودكاست الصوتية والمرئية المتطورة، شبكة الحواسيب، وأجهزة لا حصر لها". قُدّرت الخسائر المادية الأولية لإذاعة "هلا" بأكثر من 350 ألف دولار.
مركز "أرتكل"... حلمٌ تحوّل إلى أنقاض
مشهد الخراب لم يقتصر على "هلا"، بل امتد ليطال مركز "أرتكل" للإنتاج الإعلامي، الذي كان يُعد منارة إعلامية واعدة وصرحاً إنتاجياً ضخماً في السودان، مبنىً ومعنى. عثمان فضل الله، مدير المركز، عبّر عن صدمته بصوت كاد يغيب من فرط الألم: "ليتني لم أرَ تلك الصور القاسية... الدمار الذي لحق بالمركز جعلني أشعر وكأن خمسين عاماً من عمري قد سُحقت، وأن 25 عاماً من مسيرتي المهنية تحولت إلى مجرد ركام."
يتحدث عثمان عن "أرتكل" بحرقة، كأنه يتحدث عن كائن حي فُجع فيه: "المركز لم يكن مجرد مبانٍ ومعدات تُقدّر بمئات الآلاف من الدولارات، بل كان قصة حياة، مشروع حلم راودني طيلة مسيرتي المهنية، سكبت فيه عصارة فكري وجهدي، وكل ما أملك من خبرة وعلاقات وتفانٍ."
ويستطرد قائلاً: "كل قطعة أثاث، كل جهاز، كان يمثل لي جزءاً من كياني، ومساحة من ذاكرتي. كان طموحنا كبيراً، أردنا لـ"أرتكل" أن يكون نقطة ضوء حقيقية تشع في سماء الإعلام السوداني."
يكشف فضل الله أن المركز، الذي أُنشئ عام 2022 بُعيد ثورة ديسمبر المجيدة، حمل في طياته رؤية طموحة ليتجاوز كونه مجرد مركز إنتاج، ويصبح مدرسة للصحافة. "نظمنا العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في صحافة السلام، ومكافحة خطاب الكراهية، وتعزيز النسيج الاجتماعي. كان المركز منصة لتوثيق فعاليات الثورة وملتقى للحوارات البناءة بين الصحفيين والصحفيات."
من الناحية الفنية، كان "أرتكل" صرحاً متكاملاً لإنتاج البرامج التلفزيونية، يضم استوديوين من أفخم الاستوديوهات المتكاملة، وخمس وحدات صوت مجهزة بتقنيات متنوعة، وثماني وحدات إضاءة حديثة، وثماني كاميرات احترافية، من بينها ثلاث كاميرات من طراز Canon 5D. كما كان يحتوي على ثلاثة حواسيب "ماك" متقدمة بأنظمة مونتاج وأرشفة متكاملة، ووحدة طباعة حديثة، وقاعة مؤتمرات شهدت العديد من الفعاليات الهامة، بالإضافة إلى قاعتين تدريبيتين مجهزتين بأحدث الوسائل.
"كنا نطمح لتحويله إلى أكاديمية تخرّج أجيالاً من الإعلاميين القادرين على مواكبة التطورات المهنية باحترافية عالية"، يقول فضل الله بحسرة، ثم يتنهد بعمق: "لكن كل ذلك الطموح أمسى حطاماً."
الدمار الشامل... ورغم الجرح، يبقى وميض الأمل
لم يسلم شيء من آلة الدمار؛ فالأجهزة والمعدات والأثاث وشبكات البث، وحتى السيارة الخاصة بإدارة المركز، كلها إما سُرقت أو دُمّرت بالكامل. ورغم هول الفاجعة، يقول فضل الله بنبرة يمتزج فيها الأسى بالإصرار: "لا أريد أن أبدو محبطاً أو يائساً، فذلك ليس من شيمنا، ولكن إعادة بناء المركز بنفس المواصفات والمعايير تبدو مهمة بالغة الصعوبة في ظل الظروف الراهنة." ومع ذلك، يختتم حديثه بلمحة أمل: "سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الحياة إلى "أرتكل" قدر المستطاع... فالأمل، رغم كل شيء، ما زال يراودنا."