كتب المطران كيرلس بسترس في "النهار": أمنيّاتنا لهذه السنة الجديدة تتمحور حول مصير لبنان. فلبنان اليوم سيادتُه مسلوبة وأموالُه منهوبة. فباستعادة سيادته تُستعاد أموالُه. ولكن فكيف يستعيد سيادتَه إنْ كان بعض الأحزاب فيه يرتبطون بدولٍ غريبةٍ يؤمّنون مصالحَها على حساب مصلحة الوطن؟ لبنان اليوم في حالة حربٍ ويتوق إلى السلام.
ولكن كيف يمكنه الحصول على السلام إنْ كان المسؤولون فيه قد تخلّوا علَنًا لغيرهم عن قرار السلم والحرب المنوطِ بهم بحسب الدستور؟ لا يمكن للبنان أن يتقوقعَ على نفسه، بل يجب عليه أن ينفتحَ على جميع الدول، ولا سيّما على
الدول العربيّة. ولكنّه يجب أوّلاً أن يكونَ مع نفسه، كما ينبغي أن تعملَ جميع الطوائف والأحزاب فيه على تأمين مصلحته الوطنيّة قبل النظر إلى مصالح سائر الدول. وهو بحاجة إلى مساعدة المجتمع الدوليّ، ولن يتمَّ له ذلك إلاّ من خلال تطبيق القرارات الدوليّة ابتداءً من القرار 1701. لذلك نتمنّى لهذا العام الجديد تعزيزَ الوحدة الوطنية. وهذه الوحدة الوطنيّة تقتضي أن تتخلّى كلَّ القوى العاملة فيه من طوائف وأحزاب عن ارتباطاتها بالدول الغريبة التي تسعى كلٌّ منها إلى مصلحتها الخاصّة غير مهتمّةٍ بمصلحة لبنان. كما نتمنّى لهذا العام الجديد ملءَ الفراغ الرئاسيّ. فالجميع يُقرّون بأهميّة دور رئيس الجمهوريّة في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ الشرق الأوسط. فهو وحده يستطيع توحيدَ الطوائف والأحزاب حول مصلحة لبنان، وبوجوده فقط يتاح للبنان أن يستعيدَ حضورَه العربيّ والدوليّ على مختلف المستويات. فمن يعرقل هذا الانتخاب سوى أصحاب المنافع الشخصيّة الذين يريدون أن يسيطروا على الوطن؟ ليعلمْ هؤلاء أنّ لبنان لا يمكن أن يحكمَه فريقٌ واحد. فقد بُني على مشاركة 18 طائفة قرّروا أن يعيشوا معًا في سلامٍ ووئام في الديمُقراطيّة والحرّيّة والمساواة في ما بينهم في الحقوق والواجبات. ثمّ إنّ انتخابَ رئيسٍ للجمهوريّة هو المهمّةُ الأولى للمجلس النيابيّ. فكيف يستطيع النوّاب المؤتَمَنون على الدستور اللبنانيّ أن يهنأَ لهم بالٌ في فراغٍ رئاسيٍّ دام أكثر من سنة؟ ألا يشعرون بتوبيخ الضمير من إهمالهم القيامَ بمسؤوليّتهم الأولى؟ أمّا القول بضرورة اتّفاق كلّ الأحزاب على رئيسٍ للجمهوريّة قبل الذهاب إلى الانتخاب، فهو بدعةٌ تناقض أبسطَ قواعد الديمُقراطيّة. ففي كلّ الدول هناك فريقٌ يحكم وفريقٌ يعارض. والمعارضة ضروريّة في كلّ البلدان الديمُقراطيّة، إذ يقوم دورها على انتقاد الفريق الحاكم وتنبيهه على أخطائه.. إنّ أمنيّاتنا لهذا العام الجديد بسلامٍ دائمٍ يؤمِّن ازدهارَ لبنان لن تتحقّقَ إلاّ بتحقيق شروط السلام الثلاثة: أولاً لا
سلام من دون محبة، ثانيًا لا سلام من دون مصالحة، ثالثًا لا سلام من دون عدالة...
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة اللبنانية: الجيش يواصل القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة
التقى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ونائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عقب الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة.

البرلمان العربي: التجديد للأونروا رسالة دعم واضحة لملايين اللاجئين الفلسطينيين

وزير الخارجية: عنف المستوطنين يزيد من خطورة الأوضاع في الضفةجهود
الاستقرار في لبنان
خلال اللقاء، أفاد سلام بتقديره للدعم المتواصل الذي تقدّمه قطر للبنان، ولا سيّما في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية. وأشاد بالدورالذي تؤديه الدوحة في مساندة جهود الاستقرار في لبنان وتعزيز قدرات مؤسساته الشرعية، كما أكد حرصة على صون أفضل العلاقات بين البلدين.
كما أكد على التزام حكومته بالمضيّ قدمًا في تنفيذ الإصلاحات وتعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها، معربًا عن تطلّعه إلى توسيع مجالات التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة.
وأشار الى ان الجيش اللبناني يواصل القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، بدءًا من جنوب الليطاني حيث شارفت المرحلة الأولى على الاكتمال. كما شدّد على ضرورة تكثيف الحشد الدبلوماسي للضغط على إسرائيل من أجل وقف اعتداءاتها والانسحاب من المناطق التي ما زالت تحتلّها، داعيًا دولة قطر إلى مواصلة دورها الحيوي في دعم هذا المسعى وتعزيز الجهود الدولية الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في الجنوب.
التقى نواف سلام الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش اجتماعات منتدى الدوحة حيث ركز البحث خلال اللقاء على تعزيز سبل التعاون وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

طباعة شارك رئيس الحكومة اللبنانية أمير دولة قطر منتدى الدوحة الدوحة الاستقرار لبنان سيادة الدولة الجيش اللبناني