قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي إن الرصيف البحري العائم الذي أعلنت الولايات المتحدة بدء بنائه في قطاع غزة له أهداف أخرى غير إدخال المساعدات الإنسانية، مضيفا أنه من المبكر ربطه بمحور نتساريم الذي تتمركز فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق الجمعة، رست سفينة عسكرية أميركية قبالة ساحل قطاع غزة يتوقع أن تشارك في أعمال إنشاء رصيف بحري عائم، أعلنت واشنطن عن خطة لبنائه، بداعي تقديم مساعدات إنسانية.

وأوضح الفلاحي في تحليل عسكري لقناة الجزيرة أنه في ظل توفر الإمكانية لإدخال المساعدات الإنسانية عبر المعابر المختلفة دون الحاجة لهذا الرصيف، وترحيب الاحتلال بإقامته، فإنه من المتوقع أن يكون لواشنطن أهداف أخرى منه لا تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.

وأضاف أن ما يؤكد ذلك التنسيق الكامل بين الجانب الأميركي والاحتلال في مراحل بنائه حيث سيقوم الاحتلال بتأمين تلك العملية، مرجحا أن تكون إقامة الرصيف لأغراض عسكرية، إضافة إلى توفير منفذ لتهجير من يريد الخروج من القطاع تجاه قبرص.

كما لفت الخبير العسكري إلى أن ما هو معلوم من وجود حقول للغاز في تلك المنطقة، يدفع إلى ربط إقامة الرصيف بذلك، مما يثير تساؤلات كثيرة حول الأغراض الحقيقية للولايات المتحدة من وراء إنشاء هذا الرصيف.

ومنذ إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن في السابع من مارس/آذار الماضي عزم بلاده إنشاء ميناء بحري مؤقت قبالة ساحل غزة، أثيرت العديد من التساؤلات حول المسار البحري للإغاثة سواء "الممر البحري" من قبرص إلى غزة أو الميناء الأميركي المؤقت.

وأثار الترحيب الإسرائيلي بإنشاء الميناء المؤقت وتفعيل الممر البحري، وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه صاحب فكرة الميناء، الشكوك والدوافع منهما في الوقت الذي تغلق فيه إسرائيل معابرها مع القطاع، وتعرقل دخول المساعدات عبر معبر رفح.

محور نتساريم والرصيف

ويرى الفلاحي أنه من المبكر ربط إنشاء الرصيف بمحور نتساريم وما يجري فيه، في ظل ما يشهده المحور من قصف مباشر ومكثف من قبل قوى المقاومة، حيث يحاول الاحتلال الفصل بين شمال القطاع ووسطه وجنوبه، وإنشاء تمركزات لإجبار المقاومة على الخروج من منطقة وادي غزة.

وشدد الخبير العسكري على أن بقاء قوات الاحتلال في محور نتساريم لن يكون سهلا وهو مرتبط باستهداف فصائل المقاومة له عبر عمليات قصف كثيف بالهاون وبالصواريخ، وهو ما يعني خضوع وُجود قوات الاحتلال فيه لعمل عسكري كبير، لذا لا يمكن في هذه المرحلة ربط الرصيف قيد الإنشاء بالمحور.

وبشأن ما نقلته واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين من أن الواقع على الأرض يقول إن هجوم الاحتلال على مدينة رفح جنوبي القطاع ليس وشيكا، قال الفلاح إن الهدوء دائما ما يسبق العاصفة، ومن ثم فإنه من الواجب أن تبنى الحسابات على أسوأ ما يمكن توقعه، وهو بدء عملية عسكرية في رفح خلال المرحلة المقبلة.

ولفت الخبير العسكري إلى وجود ضغوطات كبيرة دولية للحيلولة دون ذلك، لكن التحضيرات الجارية من قبل نتنياهو وحكومته تؤكد عزمهم على الذهاب لمدينة رفح، إن لم يكن اليوم فغدا.

وبشأن ما أعلنه جيش الاحتلال من إحصاءات لضحاياه منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد الفلاحي أنها أرقام غير حقيقية، لافتا إلى أن الجيش اعتاد عدم ذكر العدد الصحيح حتى لا تتأثر الروح المعنوية لقواته وكذلك لا يثار الرأي العام في الداخل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الخبیر العسکری

إقرأ أيضاً:

ما الرسائل العسكرية للقسام من إعلان مقتل 3 أسرى خلال عملية النصيرات؟

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مقتل 3 أسرى إسرائيليين خلال عملية مخيم النصيرات وسط القطاع يبعث بعديد من الرسائل العسكرية، أبرزها عدم إمكانية تحرير الأسرى إلا من خلال صفقة.

وكانت القسام أعلنت، في وقت سابق، أن 3 من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة -أحدهم يحمل الجنسية الأميركية- قتلوا خلال عملية جيش الاحتلال التي نفذها في قلب مخيم النصيرات لاستعادة 4 أسرى إسرائيليين.

وقال الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- إن فيديو القسام يعطي جانبا آخر من مجريات العملية التي جرت أمس السبت، إذ كان من الضروري انتظار رواية المقاومة لمعرفة تداعيات العملية وآثارها على جانب الاحتلال، وهو ما ظهر خلال هذا الإعلان.

وأضاف أن الرواية الإسرائيلية لم تكن كاملة، بل تناولت كيفية إجراء العملية والاحتفاء بتحرير الأسرى مع الحديث عن خسائر محدودة تبين لاحقا مخالفتها للواقع، وهو ما تأكد اليوم عبر إعلان القسام مقتل أسرى أخرين.

ويرى الخبير العسكري أن الإعلان عن مقتل هؤلاء الأسرى يعني بشكل واضح أن الضغط العسكري الذي يتحدث عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، باعتباره السبيل لتخليص الأسرى، سيكون في الحقيقة سببا في مقتلهم، وأنه لا مناص من صفقة لتحريرهم.

وضمن الرسائل العسكرية التي أوصلها هذا الإعلان – حسب الفلاحي- التأكيد على شروط المقاومة لتحرير أسرى الاحتلال، إذ إنه بعد 246 يوما لا تزال فصائل المقاومة تحرص على حياة الأسرى لديها وتعمل على حمايتهم، في حين يخفق نتنياهو في ذلك.

وأشار كذلك إلى أن إحدى هذه الرسائل، وهي موجهة للمجتمع الداخلي وأهالي الأسرى، أن نتنياهو هو من يقتل أسراكم، وأن أي محاولة لتخليص الأسرى عبر عمليات عسكرية مشابهة ستكون فاتورتها باهظة وتؤدي حتما لمقتل أسرى آخرين.

ويرى الفلاحي أن المعركة القادمة هي معركة استخباراتية بامتياز بين الطرفين، لافتا إلى أن هذه العملية أعطت كثيرا من المؤشرات والمعطيات لفصائل المقاومة، وهو ما سيدفعها للتعامل بأسلوب آخر مع العمليات العسكرية القادمة.

وأمس السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استعادة 4 أسرى إسرائيليين من منطقتين منفردتين في قلب النصيرات وسط قطاع غزة، بالتزامن مع استشهاد 274 فلسطينيا بينهم 64 طفلا و57 امرأة وإصابة 698، في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وعقب ذلك، قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام إن الجيش الإسرائيلي تمكن من خلال ارتكاب مجازر مروعة من استعادة بعض أسراه، لكنه في الوقت نفسه قتل بعضهم في أثناء العملية، من دون ذكر عدد معين.

وحذر أبو عبيدة -في بيان له- من أن العملية ستشكل "خطرا كبيرا" على أسرى الاحتلال، وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • رصيف غزة يستأنف عملياته بعد توقف بسبب اضطراب البحر
  • خبير عسكري: قوات الاحتلال تعرضت لخدعة كبيرة خلال عملية الشابورة برفح
  • خبير عسكري: محاولات الاحتلال تحقيق نصر تكتيكي برفح تفشل أمام ضربات المقاومة
  • خبير عسكري .. ماقامت به المقاومة تحت الارض اعادة تقييم المفهوم الاستراتيجي للعمل العسكري فوق الارض
  • خبير عسكري: القسام أوقعت جيش الاحتلال في “مصيدة المغفلين”
  • خبير عسكري: القسام أوقعت جيش الاحتلال في مصيدة المغفلين
  • المكتب الإعلامي في غزة: الرصيف العائم كذبة أمريكية للتغطية على الشراكة في مجازر الاحتلال
  • خبير علاقات دولية يكشف لـ«الأسبوع» مدى تأثير مجزرة النصيرات على الهدنة.. وعلاقة الرصيف العائم بالعمليات العسكرية
  • خبير عسكري: استقالة غانتس وآيزنكوت ستكون لها تداعيات على حرب غزة
  • ما الرسائل العسكرية للقسام من إعلان مقتل 3 أسرى خلال عملية النصيرات؟