واشنطن تتراجع عن طلب تعديلات على مهام اليونيفل
تاريخ النشر: 23rd, August 2024 GMT
أكّدت مصادر رسمية أن الولايات المتحدة تراجعت عن طلبها إدخال تعديلات على مشروع القرار الخاص بالتمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل). وأضافت ل" الاخبار"أن الاتصالات مع الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين وفرنسا باعتبارها «صاحبة القلم»، أي الطرف الذي يعدّ صياغة مسوّدة القرار، أدّت إلى التوجه نحو إقرار التمديد وفق الصياغة نفسها التي اعتُمدت العام الماضي، من دون أي تعديل في مهام القوة وطبيعة عملها وآلية التنسيق بينها وبين الجيش اللبناني.
وأبدى مصدر دبلوماسي لبناني سابق ومتابع للتطورات لـ «اللواء» قلقه على الوضع اللبناني خلال الاشهر المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية وتسلم الادارة الجديدة مهامها في مطلع العام المقبل، نتيجة حالة التوتر القائمة في المنطقة وعدم قدرة الادارة الاميركية الحالية على لجم اندفاعة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وشركاؤه المتطرفين في الحكومة نحو التصعيد مع لبنان وربما الذهاب نحو حرب لو محدودة، لا سيما مع تعذر التوصل حتى الان الى اتفاق حول الوضع في غزة.
وقال المصدر: ان المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة لا احد يعلم مداها وكم ستطول، خاصة ان نتنياهو لا شيء لديه ليخسره فحين تنتهي الحرب سينتهي سياسياً ما لم يذهب للسجن. ولا يعلم احد متى يحصل رد ايران وحزب الله على اغتيال الشهيدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، وكيف سيكون وكم سيستمر وما سيتلوه، لكن التقديرات والمنطق يقول ان اسرائيل يفترض ان تستوعب الرد ولا تذهب لرد اقوى، لأنها تدرك كما كل العالم ان ما قامت به لا يمكن ان يمر مرور الكرام.
وكتبت" الديار": وصفت اوساط مقربة من حزب الله الطروحات الحالية بانها وقاحة منقطعة النظير. فما تريده واشنطن عمليا تاجيل الحل الى ما بعد الانتخابات، دون وقف التطهير العرقي بحق الفلسطينيين، ثم تعود الادارة الجديدة لفرض وقائع على الارض، باعتماد «العصا» دون «الجزرة» هذه المرة، خصوصا اذا ما عاد دونالد ترامب الى البيت الابيض. وانطلاقا من هذه المعطيات، لن تحصل واشنطن على اي وعد لا تلميحا ولا مباشرة بخصوص «اليوم التالي» لفشل عملية التفاوض، فاما تنجح الان في فرض وقف النار على نتانياهو، او ستتحمل نتائج التداعيات غير المنضبطة والتي لا يمكن التكهن بعواقبها خصوصا ان الميدان سيكون الحاكم في تحديد المسارات، وليس اي شيء آخر، وعندما تغيب الديبلوماسية، واصوات «العقل»، تصبح الامور مفتوحة على كافة احتمالات الحسابات الخاطئة، او الاحداث المتدحرجة، وعندئذ لا ضمانة بحدود التصعيد حتى لو كانت كل الاطراف لا تريد الحرب الشاملة. وقد وصف مسؤول سياسي رفيع الموقف بالقول» ان المنطقة اليوم تشبه سفينة دون ربان، عالقة في عاصفة، وتتلاطمها الامواج، ولا احد يعرف مدى قدرتها على مقاومة الرياح العاتية، ولا احد يدرك ايضا اذا ما كانت ستتمكن من تجاوز الارتطام الكبير والغرق»
وكان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال اتصال هاتفي تلقاه من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا التحذير من أنه في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة". وأعاد التشديد على "عدم رغبة لبنان بالتصعيد وإندلاع حرب، وعلى الحاجة إلى وقف اطلاق النار في غزة لإرساء التهدئة في جنوب لبنان والمنطقة". كما أعرب عن تقديره لدعم اليابان للبنان في الأمم المتحدة، بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، مشيداً بالتعاون القائم بين بعثتي البلدين في نيويورك.
من جهتها، أكدت الوزيرة كاميكاوا "أن اليابان تراقب بقلق بالغ الوضع في الشرق الأوسط وتدعو الأطراف كافة إلى الامتناع عن التصعيد وإلى تجنّيب المنطقة حرب شاملة"، متمنية على الحكومة اللبنانية "الطلب من "حزب الله" عدم التصعيد". وأعربت عن "دعم اليابان للجهد الثلاثي الذي تقوده الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة، كما أشارت إلى أن اليابان تنسق في مجلس الأمن مع فرنسا بصفتها "حامل القلم" بمسألة التمديد لـ"اليونيفل" إدراكاً منها لأهمية هذا التمديد".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جرائم الحرب تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على عملائها الإسرائيليين التوقيع على تعهد بعدم التورط في جرائم حرب قبل السماح لهم بالإقامة، في خطوة غير مسبوقة تعكس احتجاجا مدنيا على جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.
وقال مدير الشركة، كيشي إيس -لوكالة الأناضول- إن القرار جاء في سياق رد فعل شخصي وإنساني على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشيرا إلى أن صور الأطفال تحت الأنقاض دفعته للتفكير في وسيلة احتجاج قانونية داخل اليابان، حيث يُمنع التمييز ورفض العملاء.
ووصف كيشي -الذي يعمل في إدارة الفنادق منذ نحو 10 سنوات- المجازر الإسرائيلية في غزة بأنها غير مقبولة على الإطلاق، وتتعارض مع القانون الدولي.
وأوضح أنه عمل مدرسا لسنوات عديدة، مضيفا "عندما شاهدت صور الأطفال في غزة، أدركت أنني لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي من دون أن أفعل شيئا".
وأردف كيشي: "كنت أتساءل ماذا يمكنني فعله، ففي اليابان لا يُسمح بالتمييز ورفض العملاء، لذا قمنا باستحداث إجراء خاص بتوقيع هذا التعهد، وهذا أقصى ما يمكننا فعله في إطار القانون".
وأشار إلى أن إدارة الفندق فرضت على زبائنها الأجانب تقديم تعهد بعدم التورط بارتكاب جرائم حرب، لأن القانون يحظر رفض العملاء.
وحول تفاصيل عملية الحجز المعتادة، أوضح كيشي أنه في المرحلة الأولى يأتي العملاء إلى الفندق بحجز مسبق، وخلال التسجيل وجها لوجه، يتحققون من جنسيتهم ومعلومات جواز سفرهم.
إعلانوأضاف "بعد ذلك نتحقق إذا ما كانت الدولة، التي صدر منها جواز السفر، قد ارتكبت جرائم حرب مسجلة لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أم لا".
وتابع "ثم نبرز وثيقة تعهد للزبون تفيد بأنه لم يكن في القوات العسكرية أو الوحدات شبه العسكرية في ذلك البلد خلال الـ10 سنوات الماضية، ولم يرتكب جرائم حرب، ونطلب منه التوقيع عليها".
وتتضمن الوثيقة التعهد التالي "لم أرتكب أي جرائم حرب تنتهك القانون الدولي والإنساني، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الهجمات على المدنيين (الأطفال والنساء، إلخ)، أو قتل أو إساءة معاملة أولئك الذين يستسلمون أو يؤخذون أسرى حرب، أو التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، أو العنف الجنسي، أو النزوح القسري أو النهب، أو أي أعمال أخرى تندرج ضمن نطاق المادة رقم 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
وأوضح كيشي أن إدارة الفندق تطبق هذا الإجراء منذ 6 أشهر، مشيرا إلى أن جميع النزلاء وقعوا على وثيقة التعهد.
ولفت إلى أنهم يستقبلون عملاء من عديد من بلدان العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا وكوريا الجنوبية.
وأضاف أنه لا ينبغي التغاضي عن تجاهل بعض الدول للقانون الدولي وانتهاكه، بالطبع، هذه الجرائم لا تُرتكب في اليابان، وليست مرتبطة مباشرة بحياتنا أو مشاكلنا، مع ذلك، يُلزمنا القانون الدولي، جميعنا بالامتثال له.
وأردف أنه ليس من العدل أن نستمر في اليابان بخدمة الإسرائيليين بابتسامة بعد كل ما فعلوه، لذا نفرض على السياح القادمين من دول ارتكبت جرائم حرب على توقيع وثيقة بأنهم غير متورطين في جرائم حرب.
وأكد كيشي أنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء ما تشهده غزة، مشيرا إلى أهمية عدم المساواة في معاملة من يلتزمون بالقانون الدولي ومن ينتهكونه.
استياء إسرائيليوأفاد كيشي بأنهم تلقوا رسالة من السفارة الإسرائيلية في طوكيو وصفت موقف الفندق بأنه "تمييز".
إعلانوأضاف "نشرنا نص الرسالة على شبكات التواصل الاجتماعي، وحاولنا الرد على الانتقادات"، مضيفا أن هذا الإجراء لا يُخالف أيا من القوانين، وليس تمييزا، فالتمييز يتعلق بأمور لا يُمكننا تغييرها، كالجنسية أو العرق أو الجنس، لكن هذا الإجراء هو رد على أفعال إسرائيل.
ووصف كيشي الهجمات الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية، معربا عن استيائه من موقف الحكومة اليابانية لعدم انتقادها إسرائيل بشكل كاف بعد أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال إن حكومة بلاده تبعث رسائل سلام إقليمية بدلا من تحميل الاحتلال المسؤولية المباشرة، لافتا إلى أن السياسة الخارجية اليابانية تُدار بطريقة تركز على الولايات المتحدة.
وأشار كيشي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُعتقل خلال زيارته إلى المجر مطلع أبريل/نيسان الماضي، رغم أنها دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه.
وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.