4 نقاطٍ مهمة تكشف أداء حزب الله في الجنوب.. هل تفوّق على إسرائيل ميدانياً؟
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
وسط الأحداث القائمة في جنوب لبنان، يُمكن القول إنَّ ميدان المواجهة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ يعدّ أكبر ساحة إختبارٍ لكل طرف على مستوياتٍ أربعة: الأول وهو عسكريّ بطبيعة الحال، فيما الثاني نفسيّ، أما الثالث فهو بشريّ، في حين أنّ الرابع إعلاميّ.
على الصعيد الأول، يتبيّن أنّ الحزب بات يُدير معركة تحت سقف الحرب، ولهذا الأمر حيثياته الخاصة.
في ما خصّ جبهة إسرائيل، فإنّ المحاذير التي تردعها من التمادي على الجبهة كثيرة، والسبب هو أن هناك خيطاً رفيعاً بين الوضع الحالي والحرب التي تخشى تل أبيب الإنزلاق إليها رغم التهديد بها. لهذا السبب، يتبين من الأداء الإسرائيلي أن هناك مخاوف من أن تتطور أي ضربةٍ ضد لبنان لتُصبح معركة مفتوحة، وقد تكون "الشطحات" التي يمارسها جيش العدو دليلاً على تخبّط نابعٍ من أمرين: الأول وهو محاولة إسرائيل إيهام جبهتها الداخلية أنها تتمكن من تحقيق بعض الأهداف العسكرية داخل لبنان، فيما الأمر الثاني يرتبطُ بمحاولة تل أبيب إستدراج الحزب إلى مرحلة جديدة من الردود العسكرية من أجل الوصول إلى لحظةٍ حاسمة تتمكن فيها من إرهاق قدرته العسكريّة عبر مواجهة أكبر من القائمة الآن، وهو الأمر الذي ينتبه الحزب إليه بشدة.
على الصعيد الثاني، يُمارس الحزب حرباً نفسية كبيرة ضد إسرائيل، بدءاً من يوم إنخراطه بمعركة "طوفان الأقصى" في الثامن من تشرين الأول الماضي. منذ ذلك الحين، يلعبُ الحزب على وتر العمليّات العسكريّة نفسياً وميدانياً، ومن خلال ذلك يستطيع أن يُؤثر على الإسرائيليين من خلال زيادة التكهنات حيال ما قد يجري من دون أي يقدم أي معلومة تفيدهم أو تجعلم يكشفون ما يدور في ذهن الحزب.
المُفارقة هنا هي أنَّ الأخير ولخدمة حربه النفسية، بات يزيد تباعاً من الفيديوهات التي توثق العمليات التي يقومُ بها، والهدف من ذلك هو إبراز أنّه بكامل قوته ولديه معدات عسكرية وتحركات حُرة ضمن أرض الجنوب. كلّ ذلك يعني تماماً أن الحزب يريد إيصال رسالة نفسية إلى العدو مفادها: "نحنُ هنا والكلمة الفصل للميدان الذي نُمسك بزمام مبادرته".
النقطة الأكثر تأثيراً هنا ترتبطُ بما فعله الحزب يوم أمس حينما تمكّن من إسقاط طائرة إستطلاع إسرائيلية من طراز "هيرمز 450". صحيحٌ أن المسألة هنا عسكرية، لكنها نفسية أيضاً، فالإسرائيليون باتوا الآن قلقين من تدهور القدرات الجوية لديهم ضد حزب الله في لبنان. ففي حال تمكّن الأخير من إسقاط الطائرات، عندها ستُصبح إسرائيل غير قادرة على شنّ عدوانٍ وفق قواعدها السابقة، فالتهديدات ستلاحق سلاح الجو الخاص بها، في حين أن قدراتها الميدانية في حرب البر ستكون عرضة لإنتكاسة كبرى مثلما حصل عام 2006.
وبشأن الصعيد الثالث المُرتبط بالعنصر البشري، أصبح الحزبُ مُصمماً بشكلٍ أكبر على منع إسرائيل من إيقاع شهداء في صفوفه، والدليل على ذلك يتبين من خلال تراجع عددهم خلال الآونة الأخيرة. كذلك، يسعى الحزب ومن خلال تصعيد عملياته إلى إيقاع أكبر عدد من الجرحى والضحايا في صفوفهم كي يُبلغهم بأمر واحد وهو أن الوضع القائم حالياً والمحكوم بالمعيار الحساسة، يُعتبر خطراً عليهم.. فكيف إذا اندلعت حرب ستسقط فيها كل الإعتبارات؟ حكماً ستشهد أعداد الضحايا إرتفاعاً كبيراً، وهذا الأمر تسعى الجبهة الإسرائيلية لإخفائه قدر الإمكان في كل الأحوال، سواء في مواجهة محدودة أو مفتوحة.
على الصعيد الإعلامي، فإنَّ حزب الله بات يهتمّ كثيراً به. منذ إنخراطه بالمعركة، لم يكن الحزب مُمسكاً بشدة بهذا الجانب كونه كان يسعى لتحضير الأرضية العسكرية قبل أي شيء، وبعد إكتمال العناصر الميدانية وفهم طبيعة المواجهة بشكلٍ سريع، تم الإنطلاق نحو حرب إعلامية أساسية للتأثير على الجانب الإسرائيلي. فمن الخرائط التي ينشرها الحزب للعمليات مروراً بالبيانات المتتالية وصولاً إلى الفيديوهات المختلفة، يسعى الحزب لإدارة اللعبة الإعلامية بشدّة ضد الإسرائيليين. أما الأمر الأكثر تأثيراً فيرتبط برصد الحزب ما يدور في الداخل الإسرائيلي من تقارير عن الإصابات والأرقام المرتبطة بخسائر الجبهة الإسرائيلية مع لبنان بشرياً وإقتصادياً. كل ذلك يُعد أساسياً في صلب الحرب، وبالتالي يمكن القول إن المعركة تمتد إلى أكثر من جانب أساسيّ.
في خلاصة القول، يمكن الوصول إلى استنتاجٍ مفادهُ إن المعركة القائمة في الجنوب تُؤسس لمفاهيم جديدة من المواجهة سواء بالنسبة لـ"حزب الله" أو حتى للجيش الإسرائيلي. وبكل بساطة، فإن أنماط القتال مختلفة حالياً، وبالتالي هذا الأمر سيُعزز من خبرة الحزب في إدارة المعارك المشابهة خلال المرحلة المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله من خلال
إقرأ أيضاً:
بعد حصول مصر على المقاتلة الصينية j-10c.. «سمير فرج» يكشف سبب قلق إسرائيل
علق اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، على عرض التلفزيون الصيني لاستعراض المقاتلة الصينية j-10c، وتركيزه على لقطات تحليق طيار مصري بالمقاتلة.
لماذا مصر أكثر دولة تجري تدريبات مشتركة حاليا؟وقال «سمير فرج» خلال مداخلة عبر تقنية «سكايب»، على قناة «المشهد» إن مصر هي أكثر دولة حاليا في العالم تجري تدريبات مشتركة، لافتا إلى أن الجميع يتسابق لإجراء تدريبات مشتركة معها.
وأوضح أن الجيش المصري يمتلك خبرة قتالية في حرب أكتوبر 1973، ويمتلك أحدث الأسلحة والمعدات الغربية والشرقية ولذلك الكل يطلب إجراء تدريبات مشتركة.
ونوه أن مصر الأسطول البحري المصري أجرى تدريبا مشتركا مع الأسطول الروسي في البحر الأسود قبل قيام الحرب الروسية الأوكرانية، متابعا: «بعد كده بدأت الصين تدخل في تدريب مشترك مع القوات الجوية المصرية «نسور الحضارة 2025» والتي استمرت 18 يوما».
لماذا كشفت الصين عن أحدث أسلحتها في التدريب المشترك مع مصر؟
وأشار إلى أن الجديد في هذا الأمر أن الصين جاءت لأول مرة بأحدث طيارات لها، سواء المقاتلة متعددة المهام، أو الاستطلاع اللاسلكي أو الطيارة المتطورة التي تقابل الاف 35 الأمريكية.
وأوضح أن ما أثار الناس هي وجود الطيار المصري على المقعد الخلفي للطيارة، لافتا إلى أن هذا الأمر لا يحدث في أي تدريب مشترك بين دولتين، وهذا يعني أن الصين كانت تقدم لمصر طائرتها الجديدة».
وأضاف أن مميزات هذا الأمر، أولا أنها كانت فرصة للطيارين المصريين يتعاملوا مع شكل جديد من أنواع الطائرات، ويتم وضعهم تحت نوع جديد من أنواع الضغط.
وأكد أن الصين سلطت الكاميرا على الطيار المصري، لأنها تسوّق لطائراتها، ولكن هذه المرة على شكل جديد.
وأوضح أن المقاتلة j-10c، من مميزاتها أن سعرها 30 مليون دولار وفي نفس الوقت تقابل في الجودة الطائرة F-16، وبالتالي بثمن طائرة واحدة F-16، يمكن شراء 3 طائرات منها.
لماذا تقلق إسرائيل من السلاح الجوي المصري؟وأشار إلى أن إسرائيل تقلق، بسبب أن هذه الطائرة يبلغ مدى صاروخها 300 كيلو متر، أي أن الطائرة لو طايرة في القاهرة تقدر تصيب الهدف في إسرائيل، متابعا: «ولكنه من الطبيعي أن تنوّع مصر مصادر أسلحتها وتأتي بأسلحة مطابقة لاحتياجاتها الخاصة، خصوصا بعد رفض أمريكا إعطاء مصر F-35».
وأكد اللواء سمير فرج، أن مصر ليست في صف أحد، وأن علاقتها قائمة على المصالح الوطنية، سواء في حماية الأمن القومي عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا.
سمير فرج: قرار الرئيس السيسي بتنويع السلاح سيخلده التاريخوشدد على أن هذا الأمر أيضا يقلق الولايات المتحدة، ولكن لا يمكن أن ننكر أن حرص الرئيس السيسي على تنويع مصادر السلاح طوال الـ 10 سنوات الماضية سيكون هو القرار التاريخي الذي حافظ على أمن واستقرار الوطن.
واستكمل: «نحن نرى أمريكا اليوم تعطي أوامر، وتهدد بأنها لو لم تنفذ ستقطع عنك السلاح، وقطع الغيار والصيانة، وبالتالي كان هذا هو الدافع الحقيقة لتنويع سلاحنا».
«اللواء سمير فرج» يكشف سيناريوهات غزة: حماس خارج الإدارة.. وترامب يسعى لنوبل
«اللواء سمير فرج»: غزة ستشهد مجاعة لم تحدث في التاريخ.. ومصر تضغط لإدخال المساعدات
لماذا تحتفظ مصر بالقوة العسكرية؟.. سمير فرج يحذر من سيناريو اليابان: اللى متغطي بأى دولة تانية عريان (فيديو)