ليكسبريس: نتنياهو يقود المنطقة إلى الهاوية
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أكد تقرير نشرته صحيفة ليكسبريس الفرنسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن خلال رفضه السلام وتركيزه فقط على مستقبله السياسي يقود المنطقة والشرق الأوسط برمته إلى حافة الهاوية، وهذا يوضح المأزق الذي تعيشه إسرائيل.
وأضاف الكاتب كورنتان بينارغيه أن نتنياهو ظهر كنجم صاعد لليمين الإسرائيلي بمناهضته التامة لاتفاق أوسلو ولإقامة دولة فلسطينية، وقد استفاد من تأييد الكثيرين لأطروحاته وفاز لاحقا بالانتخابات بعد مقتل إسحاق رابين، وأصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل، وشكّل البلاد حسب عقيدته وشخصيته.
ونقلت ليكسبريس عن عالم السياسة ليران هارسجور -من جامعة حيفا- قوله إن العديد من الإسرائيليين يرون نتنياهو بمثابة قطة ذات 9 أرواح، حيث تبدو مسيرته السياسية دائما على وشك الانهيار، ولكن في كل مرة يجد مخرجا.
وأضاف هارسجور بأن نتنياهو سياسي "قادر على التلاعب بالرأي العام بطريقة لا مثيل لها، لكنه لم يواجه مثل هذا الوضع الكارثي من قبل، مع شعبية سيئة للغاية".
حافة الهاوية
وتابعت ليكسبريس بأن الشرق الأوسط على حافة الهاوية، حيث يرفض نتنياهو أي فكرة لوقف الحرب أو التفاوض مع القادة الفلسطينيين.
ونقلت المجلة عن ميراف زونسزين، المتخصصة في الشؤون الإسرائيلية الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية، قولها إن "هذا المأزق هو نتيجة 20 عاما من الانجراف من جانب اليمين الإسرائيلي وقتل عملية السلام. كما أنه نتيجة لقناعة رجل واحد بأن العمل العسكري وحده هو الذي يمكن أن يحقق النتائج".
وقالت المجلة إن نتنياهو لم يخف يوما محاربته لقيام دولة فلسطينية، كما سبق وأكد أن تقسيم الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية "جزء أساسي من إستراتيجيتنا".
وبحسب ليكسبريس، فإن نتنياهو يؤمن بأن القوة هي كل شيء بأي ثمن، وقد قاد حملته الانتخابية في يوليو/تموز 2019 على أساس ذلك. ونشر حزب الليكود ملصقات عملاقة تظهر نتنياهو وهو يصافح دونالد ترامب وناريندرا مودي وفلاديمير بوتين، "حيث اقترب الزعيم الإسرائيلي من كل القادة غير الليبراليين الذين يحتقرون الديمقراطيات الغربية".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، وبعد رفض نتنياهو من قبل جميع الأحزاب الأخرى، ومحاكمته في 3 قضايا فساد، قرر التحالف مع أقصى اليمين المتطرف لتشكيل الحكومة.
وتابعت المجلة أن نتنياهو حرص دائما على تقديم نفسه بكونه "حامي إسرائيل"، لكن ما وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول جعل كل شيء ينهار، بحسب زونسزين، وهو يشن حربا تبدو مشروعة لأنصاره.
وزادت المجلة الفرنسية بأن استطلاعا للرأي أجراه "مركز الحوار"، أوضح أن 9 من كل 10 إسرائيليين يعزون المسؤولية عن أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى أخطاء حكومة نتنياهو، فيما رأى 4% فقط أنه الرجل المناسب لقيادة البلاد.
لعبة خطيرة
وبحسب ليكسبريس، فإن نتنياهو يلعب لعبة خطيرة مع الأميركيين في عهد صديقه القديم الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي لخص في 2014 علاقتهما بقوله خلال اجتماع الاتحاد اليهودي لأميركا الشمالية: "لقد كان صديقا لأكثر من 30 عاما".
وتضيف بأن الرئيس الأميركي انتقد "الإجراءات الأكثر تطرفا لهذه الحكومة، مثل إصلاح النظام القضائي أو دعم المستوطنين في الضفة الغربية"، لكن من دون مهاجمة نتنياهو على الإطلاق.
لكن الحرب على غزة -تتابع ليكسبريس- تستنفد صبر بايدن، حيث كلفه دعمه للهجوم الإسرائيلي عدة نقاط في استطلاعات الرأي، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية.
وتقول ليكسبريس إن نتنياهو يواجه كذلك ثقلا دوليا كبيرا في لاهاي، أمام محكمة العدل الدولية، حيث تجد الدولة المولودة من المحرقة نفسها متهمة بجرائم إبادة جماعية. وإلى جانب مقتل أكثر من 24 ألف فلسطيني، فإن الاتهام يستند إلى تصريحات القادة السياسيين الإسرائيليين، الذين يدعون إلى ارتكاب جرائم حرب في غزة كل يوم.
وفي ظل إصرار نتنياهو على استمرار الحرب، نقلت المجلة الفرنسية عن زونسزين قولها إن الحرب الحالية على غزة "هي حرب بلا نهاية، فلا أحد يعرف كيف سيبدو النصر، ولا أحد يعرف كيف ستبدو نهاية الحرب، خاصة أن نتنياهو لديه كل المصلحة في استمرار ذلك".
وبحسب زونسزين فمن الواضح أن المجتمع الإسرائيلي قد أصيب بصدمة بحلول السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولكن هذه الحرب تخلق أجيالا من الصدمة بين الفلسطينيين، وأضافت "إننا لا نشهد القضاء على حماس، بل نشهد ولادة ما هو أسوأ بكثير"، على حد تعبيرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أن نتنیاهو إن نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
اشتباكات رفح بين المقاومة والجيش الإسرائيلي تثير التساؤلات
أثار إعلان الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، وقوع اشتباكات وتبادل إطلاق نار كثيف بين قوات الاحتلال ومسلحين في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أربعة جنود من لواء غولاني بجروح متفاوتة الخطورة خلال الاشتباكات، مضيفا أن الإصابات في لواء غولاني وفرقة غزة وقعت أثناء مواجهات مع مسلحين خرجوا من نفق في شرق رفح.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"مصير محتوم للعملاء".. مغردون يعلقون على مقتل ياسر أبو شبابlist 2 of 2اتهامات إثيوبية لمصر تثير جدلا واسعا على المنصاتend of listمن جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر، إن جنود الاحتلال قتلوا مسلحَين اثنين، في حين ثبّت الثالث عبوة على مدرعة ثم عاد إلى النفق، موضحة أن خلية من 3 مسلحين خرجت من نفق في رفح وأطلقت صاروخا مضادا للدروع نحو جيش الاحتلال.
تشكيك في الرواية الإسرائيليةشكك نشطاء فلسطينيون في دقة الرواية الإسرائيلية بالكامل، مشيرين إلى احتمال أن ما وقع كان انفجارا لعبوة مزروعة وليس اشتباكا كما زعمت إسرائيل.
الأول: أن الحدث ربما وقع بين مجموعة المقاومين الموجودين في أنفاق رفح وفي المنطقة الواقعة داخل الخط الأصفر التي ما زالت تسيطر عليها قوات الاحتلال وهذه المجموعة التي كان يجري التفاوض لإخراجهم إلى الجانب الغربي من القطاع الذي يخضع للمقاومة.
والثاني: أن تكون الرواية الاسرائيلية…
— Fayed Abushammalah. فايد أبو شمالة (@fayedfa) December 3, 2025
وأشار نشطاء آخرون إلى أن الحادثة ربما وقعت بين مجموعة المقاومين الموجودين في أنفاق رفح، وفي المنطقة الواقعة داخل الخط الأصفر التي لا تزال تسيطر عليها قوات الاحتلال، وهي المجموعة التي كان يجري التفاوض لإخراجها إلى الجانب الغربي من القطاع الذي يخضع لسيطرة المقاومة.
وأوضحوا أن ما حدث يعكس تعنت الاحتلال ورفضه حل مشكلة المقاومين داخل رفح، مشيرين إلى أن تصوير إسرائيل للأحداث على أنها قضت على المقاومين وحاصرتهم بإحكام، كان في كثير من الأحيان حربا دعائية أكثر منها واقعة ميدانية حقيقية.
إعلان تقييم الأحداث والازدواجيةأوضح نشطاء أن الهجوم الإسرائيلي المستمر على المقاومين في رفح منذ أسبوعين، داخل الأنفاق وخارجها، وقتل العشرات منهم، لا يُعتبر اختراقا، بينما رأوا أن دفاع المقاومين عن أنفسهم وشنهم هجمات على القوات الإسرائيلية يعد اختراقاً ويُرد عليه بقصف شامل للقطاع.
أن تهاجم إسرائيل المقاومين في رفح منذ أسبوعين، داخل الأنفاق وخارجها، وقتل العشرات منهم، فهذا لا يُعتبر اختراقًا.
ولكن إذا دافع المقاومون عن أنفسهم وهاجموا القوات الإسرائيلية في رفح، فهذا يُعتبر اختراقًا ويتم الرد عليه بقصف كامل قطاع غزة.
إسرائيل صنعت من تلك المنطقة ساحة قتال.…
— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 3, 2025
ونقل بعض النشطاء قول أحدهم: "مسموح للجيش الإسرائيلي قتل المقاومين في أنفاق رفح، لكن غير مسموح للمقاومين مواجهة ذلك وضرب القوات التي تلاحقهم".
مسموح للجيش الاسرائيلي قتل المقاومين في أنفاق رفح …. لكن غير مسموح للمقاومين مواجهة ذلك وضرب القوات التي تلاحقهم.
زمن العجائب والظلم
اللهم خذ بيدهم وأيدهم بجند من جنودك
— Mohammad Shoaib Al-Farra (@mohshoaibfarra) December 3, 2025
وأضاف آخر: "يحق للاحتلال ملاحقة شباب الأنفاق وقتلهم ومحاولة أسرهم وإذلالهم وتوثيق ذلك للعالم، بينما حرام على من تبقى منهم أن يدافع عن نفسه ويأبى الاستسلام".
المنطقة تتحول لساحة قتالوأشار مدونون إلى أن إسرائيل حولت المنطقة إلى ساحة قتال، حيث خروج ثلاثة مقاومين من نفق ومهاجمتهم قوة إسرائيلية أدى، وفق الرواية الإسرائيلية، إلى مقتل اثنين منهم، في حين تمكن الثالث من وضع عبوة متفجرة في القوة ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود بجراح حرجة.
وفقًا لمنصات المستوطنين أصيب اثنين من جنود الاحتلال في رفح باشتباك مع المقاومين الموجودين داخل رفح، لا توجد تأكيدات من مصادر المقاومة.
قد تكون مجرد كذبة للتبرير لهجوم همجي جديد خلال الساعات القادمة، وقد يكون حقيقيًا وسيستغل الاحتلال ذلك لتجديد العدوان.
في كل الأحوال ما حصل هو…
— yaseenizeddeen (@yaseenizeddeen) December 3, 2025
ورأى عدد من المدونين أن رفض إسرائيل حل أزمة عناصر رفح يعني استمرار القتال، مؤكدين أن كل مواجهة بين المقاومين والقوات الإسرائيلية تؤدي إلى تصعيد جديد ضد قطاع غزة.
طلبوا منهم حل أزمة عناصر رفح، رفضوا، وكان بقاؤهم يعني قتالهم، وكل مرة يجري قتالهم يصعّد الاحتلال ضدّ غزّة. كان يجب على هذه القضية أن تبقى مفتوحة، لتكون شمّاعة للتصعيد واستنفاد أي بنك أهداف جديد.
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) December 3, 2025
وأوضحوا أنه ليس منطقيا أن يقتل الاحتلال المقاومين داخل المنطقة الصفراء ويأسر بعضهم، ثم يتوقع استسلام البقية أو امتناعهم عن الرد، معتبرين أن استمرار الاحتلال في القتل والملاحقة يدفع نحو الاشتباك ويترك للمقاومين خيار الدفاع عن أنفسهم فقط.
ليس منطقيًا أبدًا أن يقتل الاحتلال المقاومين داخل المنطقة الصفراء ويأسر البعض، ثم يتوقع أن يستسلم من تبقى أو أن يمتنعوا عن مهاجمته.
من يرفض كل المقترحات لإنهاء القضية، ويواصل القتل والنسف والملاحقة… هو من يدفع نحو الاشتباك لا نحو الهدوء.
الاحتلال لا يترك خيارًا إلا المقاومة.… https://t.co/3GQrKTtdZZ
— د.إياد ابراهيم القرا (@iyad_alqarra) December 3, 2025
وفي الأسابيع القليلة الماضية كانت هناك أزمة بخصوص عدد من عناصر المقاومة المحاصرين في تلك المنطقة، وروّجت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن إسرائيل قتلت جميع المقاومين في المنطقة في العمليات العسكرية.
إعلان