أصدر دونالد تاسك، رئيس وزراء بولندا، تحذيرا صارخا لأوروبا، وحث الدول على الاستعداد لما أسماه حقبة "ما قبل الحرب". وتأتي تصريحات تاسك التحذيرية في أعقاب تصاعد التوترات في أعقاب الاختراق الأخير للمجال الجوي البولندي بصاروخ روسي متجه إلى أوكرانيا.

وفي مقابلة مع صحف أوروبية نقلته عنها الجارديان، أكد توسك على الحاجة الملحة للدول الأوروبية لتعزيز قدراتها الدفاعية.

وشدد على أن شبح الحرب لم يعد مفهوما بعيدا بل أصبح واقعا ملموسا، مشيرا إلى الصراعات المستمرة التي تكشفت خلال العامين الماضيين.

وتأتي دعوة الزعيم البولندي إلى التحرك في أعقاب سلسلة من التطورات المثيرة للقلق، بما في ذلك اختراق المجال الجوي البولندي بصاروخ روسي خلال هجوم على أوكرانيا. ودفع الحادث وارسو إلى رفع استعدادها العسكري، مما سلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن الأمن الإقليمي.

وكان تاسك صريحا في الدعوة إلى تقديم دعم أكبر لأوكرانيا، وحث على اتخاذ إجراءات سريعة لمعالجة الأزمة المتصاعدة. وفي معرض تأكيده على خطورة الوضع، دعا إلى تقديم مساعدة ملموسة بدلاً من مجرد الخطابة، مشدداً على الدور الحاسم الذي تلعبه المساعدات العسكرية في دعم الدفاع عن أوكرانيا.

وفي كلمته أمام الولايات المتحدة، أكد توسك على حاجة أوروبا إلى تعزيز اعتمادها على الذات في مجال الدفاع، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأمريكية المقبلة. وشدد على أهمية أن تضع أوروبا نفسها كشريك أكثر اكتفاءً ذاتيًا وموثوقًا لواشنطن.

ومعربا عن قلقه العميق بشأن الطبيعة غير المتوقعة للمشهد الجيوسياسي الحالي، حذر توسك من أن "أي سيناريو ممكن حرفيا". وحذر من أن أوروبا يجب أن تستعد ذهنيا لبداية حقبة جديدة تتسم بالتوترات المتزايدة والتهديد الوشيك بالصراع.

وانتقد تاسك أيضًا اتهامات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي لا أساس لها ضد أوكرانيا، مشيرًا إلى أنها تعمل على تبرير الأعمال العدوانية المتزايدة ضد أهداف مدنية. وباعتباره سياسياً محنكاً يتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الأوروبية، برز تاسك باعتباره صوتاً رائداً في الدعوة إلى الاستقرار والتضامن الإقليميين.

وفي جهوده الرامية إلى تعزيز العلاقات داخل الاتحاد الأوروبي والتحالف عبر الأطلسي، أكد تاسك على أهمية التعاون بين اللاعبين الرئيسيين، بما في ذلك بولندا وألمانيا وفرنسا. وعلى الرغم من التوترات العرضية، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا التجارية مع أوكرانيا، يظل تاسك ملتزما بتعزيز الوحدة والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

وبينما تتصارع أوروبا مع التوترات المتصاعدة واحتمالات الصراع، تخدم تحذيرات تاسك كتذكير واقعي بالحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لحماية الأمن والاستقرار الإقليميين.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

قوة الشخصية يلفت لها علاء مبارك بفيديو رئيس وزراء كندا أمام ترامب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—عقّب علاء، نجل الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك على مقطع فيديو للقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، ورد الأخير بصورة مباشرة على موضوع "بيع كندا" وطرد ترامب بضمها كالولاية رقم 51 لأمريكا.  

وأعاد علاء نشر مقطع فيديو من اللقاء وتصريح كارني، قائلا بتعليق: "قوة الشخصية؛ وجهاً لوجه رئيس وزراء كندا خلال زيارته للبيت الابيض وردا على كلام ترامب في رغبته بضم كندا لتصبح الولاية رقم 51: ’كندا ليست للبيع ولن تكون كذلك ابداً‘".

وقال كارني خلال زيارته البيت الأبيض، الأسبوع الماضي لترامب: "كما تعلمون من عالم العقارات، هناك أماكن لا تُباع أبدًا". وأضاف: "بعد لقائي بمالكي كندا خلال الحملة الانتخابية، خلال الأشهر القليلة الماضية - إنها ليست للبيع. ولن تُباع أبدًا".

وأكد كارني أن الفرصة في علاقة كندا بالولايات المتحدة تكمن في "الشراكة وما يمكننا بناؤه معًا، وقد فعلنا ذلك في الماضي". وقال كارني إنه يتفق مع ترامب فيما يتعلق بأمن كندا.

وأضاف: "حكومتي ملتزمة بتغيير جذري في استثمارنا في الأمن الكندي وشراكتنا"، لافتا إلى أن ترامب "أعاد إحياء" الأمن الدولي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن كندا ستضع "كامل ثقلها" في التحالف العسكري الدولي العابر للحدود.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: روسيا عازمة على البحث بجدية عن تحقيق تسوية طويلة الأمد في أوكرانيا
  • لوبان: سلوك ماكرون يشبه الاستعداد للحرب
  • رئيس وزراء كوسوفو: السعودية سندٌ تاريخي وداعم لاستقلالنا  
  • قوة الشخصية يلفت لها علاء مبارك بفيديو رئيس وزراء كندا أمام ترامب
  • نائب بوليفي: مفاوضات بوتين تُبعد واشنطن وأوروبا عن أزمة أوكرانيا
  • وسط تنديد روسي.. قادة أوروبا يؤيدون مقترح الهدنة في أوكرانيا
  • أوروبا تدعم هدنة لـ 30 يوماً في أوكرانيا
  • قادة وزعماء أوروبيون يزورون كييف إحياء لما يعرف في أوكرانيا بيوم أوروبا
  • نائبة رئيس وزراء كوسوفو: دور كبير للمملكة في السياسة الدولية
  • لماذا يترك البرهان منصب رئيس الوزراء في السودان شاغرا؟