حينما عدت للوطن، وتأملت الفارق بين توقعاتي وواقع مناسك العمرة- راجع المقال السابق- أدركت تأثير السينما في المشاهد وخاصة ما يراه في الصغر ويظل مترسخا في عقله ووجدانه، وبالرغم من أهمية السينما بوصفها إحدى أدوات القوى الناعمة المؤثرة التي ينبغي توظيفها للتعبير عن هويتنا العربية والإسلامية وما تتضمنه من عقيدة وثقافة وتراث، إلا أن رحلة الحج بما تمثله من أهمية دينية لدى كل مسلم لم تحظ باهتمام حقيقي من صناع الأفلام باستثناء الأفلام الوثائقية التسجيلية التي اهتمت بتقديم شعائر الحج، ومن الأمور المثيرة للدهشة أن معظم تلك الأفلام التي تناولت رحلة الحج كانت صناعة أجنبية وليست عربية!!
يعتبر الفيلم الهولندي الصامت عيد مكة الكبير The Great Mecca Feast، أول فيلم عن مكة يشاهده الجمهور عام 1928، وذلك حسبما جاء في تقرير منشور لقناة الجزيرة.
وفي عام 1970 أنتجت الإذاعة السويسرية فيلم رحلة الحج إلى مكة The Pilgrimage to Mecca وهو واحد من أهم الأفلام الوثائقية التي قدمت عن الحج وتضمن مواد أرشيفية نادرة.
في عام 2001 قدم المخرج أوفيديو سالازار فيلما وثائقيا بعنوان الحج رحلة العمر Hajj، The Journey of a Lifetime وتتبع خلاله رحلة 20 ألف شخص بريطاني لأداء مناسك الحج.
عام 2003عرض فيلم داخل مكة Inside Mecca، وفي عام 2004 فاز الفيلم الدرامي الرحلة العظيمة The Great Journey الذي أخرجه اسماعيل فروخي وهو فرنسي من أصول مغربية بجائزة أفضل فيلم في مهرجان البندقية السينمائي.
في عام 2006 تناول الفيلم الوثائقي الطريق إلى مكة A Road to Mecca للمخرج النمساوي جورج ميش رحلة رجل نمساوي يهودي اسمه ليوبولد فايس من فيينا إلى الشرق الأوسط في أوائل العشرينيات من القرن العشرين، واعتناقه الإسلام عام 1927 وتغيير اسمه إلى محمد أسد، ورحلته إلى الحج، وأفكاره ورغبته في خلق جسر ثقافي بين الشرق والغرب من خلال عمله مستشارا في الديوان الملكي السعودي، ثم قيامه بترجمة القرآن الكريم إلى الإنجليزية، ومشاركته في تأسيس دولة باكستان.
والمزيد في المقال القادم..
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
عرض 3 أفلام سعودية في مهرجان “شورت شورتس”
البلاد ــ جدة
كشف مهرجان أفلام السعودية عن تعاون سينمائي يجمعه مع مهرجان “شورت شورتس” السينمائي الآسيوي في طوكيو، في خطوة تسعى إلى دعم مخرجات المهرجان، وتمكينها من الوصول إلى منصات دولية، وتعزيز فرص التبادل الثقافي والسينمائي مع تجارب عالمية. ويشمل التعاون برنامجًا متبادلًا لعرض الأفلام بين المهرجانين. كما يشارك مهرجان أفلام السعودية في دورة مهرجان “شورت شورتس” السينمائي الآسيوي، الذي يستمر حتى 30 يونيو المقبل، بينما تقام عروضه الحضورية في طوكيو خلال الفترة من 28 مايو إلى 11 يونيو 2025. تأتي المشاركة السعودية في النسخة الإلكترونية من المهرجان، عبر برنامج خاص بعنوان “الأفلام السعودية”، يشمل ثلاثة أفلام قصيرة حازت على جوائز خلال الدورة العاشرة، وهي:” أنا وعيدروس” للمخرجة سارة بالغنيم، “بين البينين” للمخرجة إيثار سمير باعامر، و”قصة صالح” للمخرج زكي فؤاد آل عبد الله. وقد جاءت هذه الأفلام الثلاثة بتوقيع مخرجين سعوديين من خلفيات فنية وأكاديمية متنوعة؛ فالمخرجة سارة بالغنيم تحمل شهادة الماجستير في الفنون، بينما أنجزت المخرجة إيثار سمير باعامر دراستها العليا في الرسوم المتحركة بمعهد برات في نيويورك. أما المخرج زكي فؤاد آل عبد الله، فهو إلى جانب عمله كمصور سينمائي، يحمل درجتي ماجستير في علم النفس.