الأسبوع:
2025-10-13@01:30:45 GMT

هل كانت خداعًا.. ؟

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

هل كانت خداعًا.. ؟

من جديد توجَّه «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل الخميس الماضي لبحث تمديد الهدنة الإنسانية مع حماس، والتي وقع الاتفاق عليها بين الطرفين قبل نهاية الشهر الماضي، وكانت تشكل نقطةً مفصليةً في الحرب الدائرة في غزة بين «حركة حماس» وإسرائيل. بيد أن الآراء تباينت حول مردودها، فقد رأى البعض أنها جاءت لصالح حماس، حيث إن إسرائيل قبلت بشروط الحركة بعد أن كانت تصر على رفض الهدنة على مدى أسابيع.

وهناك مَن رأى بأن كلًّا من إسرائيل وحماس قد استفاد منها. وفي الوقت نفسه هناك مَن رأى أنها تُعتبر هدية لحركة حماس وليس للشعب الفلسطيني، حيث إنها تأتي كاستراحة للحركة من وعثاء حربها مع الكيان الصهيوني.

من جانب آخر فإن الهدنة لم تناقش رجوعَ النازحين وأوضاع الناس، ولم تناقشِ الكارثة التي نجمت عن الحرب في الأوساط المدنية، وبالتالي فإن دخول الهدنة أو نهايتها أو عدم إبرامها أصلًا لم يكن ليغير شيئًا من الحقيقة الماثلة أمام الجميع ألا وهي أن قطاع غزة قد أُحرق وبات به مليون نازح بمدارس «الأونروا» غالبيتهم بلا مأوى. كما أن إسرائيل لديها اليوم أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني، ولهذا فإن الإفراج عن مائة وخمسين أسيرًا لن يشكل فارقًا كبيرًا بالنسبة للفلسطينيين. وهناك مَن يرى أن أي وقف للعدوان على الشعب الفلسطيني هو في مصلحة الجميع، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني تعرَّض ومازال يتعرض حتى اللحظة لعدوان بربري همجي غير مسبوق في تاريخ العالم الحديث، ولا سيما وأن حجم الدمار الذي خلَّفه العدوان لا يستوعبه عقل.

هناك مَن ينعي ما يسمى بالهدنة، وها هو أحد الفلسطينيين يقول: (لم نحرز شيئًا من ورائها. طالبتنا إسرائيل بإخلاء منازلنا في الشمال، وتوجهنا إلى الجنوب، وبعد عشرة أيام قامت إسرائيل بقصفه ومات أكثر من ثلاثين فردًا من العائلة). وبالتالي لم تكنِ الهدنة إلا خداعًا للشعب الفلسطيني ليظل المطروح هو أن لا أمان لإسرائيل ووعودها. ولهذا شعر الفلسطينيون بأن القصف الإسرائيلي يزداد ضراوةً بعد هذه الهدنات الصورية. لقد ظهرتِ الهدنة وكأنها مجرد وقت مستقطع فقط من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين حتى إذا تم ذلك تعود الحرب من جديد بكل صخبها بل وأعنف مما كانت عليه.

لقد أثبتتِ الوقائع أن الهدنة هي خدعة كبرى تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ففي 27 ديسمبر 2008 شنَّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة أطلقت عليها اسم «عملية الرصاص المصبوب» وردَّت عليها حماس بعملية اسمها «حرب الفرقان»، وأسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 1430 فلسطينيًّا، ومقتل 13 إسرائيليًّا. وفي عام 2012 شنَّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة أسمتها «عامود السحاب»، وردَّت عليها حماس بمعركة أسمتها «حجارة السجيل» استمرت ثمانية أيام استُشهد فيها نحو 180 فلسطينيًّا، في حين قُتل عشرون إسرائيليًّا. وفي 2014 أطلقت إسرائيل عملية عسكرية وهي «الجرف الصامد» وردَّت عليها حماس بمعركة «العصف المأكول» استمرت51 يومًا وأسفرت عن استشهاد 2322 فلسطينيًّا، ومقتل 74 إسرائيليًّا.

لقد ثارتِ الشكوك حول الهدنة لا سيما وأن إسرائيل لم ولن تتخلى عن عدوانها الآثم وأفعالها الدنيئة. ولهذا فالحديث عن هدنة يظل خدعة، والفلسطينيون ليسوا في حاجة إليها لكونها صورية ومنزوعة الدسم. إن ما يريده الفلسطينيون ويتطلعون إليه هو وقف كامل لإطلاق النار وليس مجرد التلويح بالهدنة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ت إسرائیل ت علیها

إقرأ أيضاً:

مركز: حكومة نتنياهو تعاملت مع اتفاق غزة كخيار اضطراري فرض عليها

غزة - صفا

قال المركز الفلسطيني للدراسات السياسية إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعاملت مع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة باعتباره خيارًا اضطراريًا فُرض عليها تحت ضغط المقاومة وصمودها، إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة والانتقادات الحقوقية المتصاعدة.

جاء ذلك في ورقة تقدير موقف أصدرها الأحد بعنوان "القراءة الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة: سيناريوهات وتحديات"، تناولت فيها المواقف الإسرائيلية الرسمية والإعلامية والعسكرية من الاتفاق الذي دخل حيّز التنفيذ في أكتوبر 2025، والذي تُعدّ حركة حماس طرفًا أساسيًا فيه.

وتأتي هذه الورقة في سياق متابعة المركز المستمرة للتحولات الإسرائيلية منذ اندلاع حرب "طوفان الأقصى"، وتهدف إلى تفكيك الخطاب الإسرائيلي حيال الاتفاق الأخير، واستشراف مآلاته على الساحة الإسرائيلية الداخلية وعلى مستقبل العلاقة مع قطاع غزة.

وأشارت الورقة إلى أن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ترى في الاتفاق مرحلة مؤقتة لإعادة تنظيم صفوفها، بينما ينظر إليه المستوى السياسي، بقيادة بنيامين نتنياهو، كفرصة لتجنب الانهيار الداخلي وإعادة توجيه النقاش العام نحو ملفات تبقيه في السلطة.

وعرضت الورقة بالتفصيل الخلافات الإسرائيلية المتصاعدة بين المؤسستين السياسية والعسكرية، والانقسام الحاد داخل الائتلاف الحكومي حول مستقبل الحرب، ومصير ملف الأسرى والصفقة التي رافقت الاتفاق.

ورصدت اتجاهات الإعلام العبري في تبرير القبول بالاتفاق من خلال التركيز على "استعادة الردع" أو "إعادة الانتشار التكتيكي"، مقابل أصوات نقدية ترى في الاتفاق اعترافًا بفشل الأهداف المعلنة للحرب.

وتناولت الورقة أيضًا السيناريوهات المحتملة لمسار الميدان والعلاقات الإقليمية في ضوء الاتفاق، مع تحليل لمواقف واشنطن والقاهرة وتل أبيب من ترتيبات "اليوم التالي للحرب"، وما إذا كانت حكومة الاحتلال قادرة على فرض مقاربة جديدة في غزة تتجاوز واقع المقاومة أو تتعايش معه ضمن صيغة هدنة طويلة الأمد.

وخلصت الورقة إلى أن الكيان الإسرائيلي يواجه أزمة تصور استراتيجي عميقة بعد أكثر من عامين من الحرب، إذ يجد نفسها أمام معادلة معقدة بين الرغبة في استعادة الردع العسكري وبين الاعتراف الواقعي بقدرة المقاومة على فرض معادلات جديدة. ودعت الورقة في توصياتها إلى ضرورة استثمار حالة الارتباك الإسرائيلي سياسيًا وإعلاميًا، وتوحيد الموقف الفلسطيني في ضوء التحولات الجديدة التي أفرزها الاتفاق.

ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة من الدراسات التحليلية الدورية التي يُصدرها المركز الفلسطيني للدراسات السياسية لمتابعة المواقف الدولية والإقليمية والإسرائيلية من الحرب على غزة، وتوفير قراءات استراتيجية معمقة تدعم صُنّاع القرار والباحثين والإعلاميين الفلسطينيين في فهم التوجهات المستقبلية لما بعد الحرب.

مقالات مشابهة

  • مركز: حكومة نتنياهو تعاملت مع اتفاق غزة كخيار اضطراري فرض عليها
  • "تصريحات مقلقة" قبيل اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل وحماس؟
  • قيادي في حماس: الحركة لن تشارك في مراسم توقيع الاتفاق مع إسرائيل
  • أكثر من نصف مليون فلسطيني يعودون إلى مدينة غزة بعد سريان الهدنة
  • إسرائيل تبدأ في تحرير 100 أسير فلسطيني بالضفة الغربية
  • نحو ربع مليون فلسطيني عادوا إلى غزة مع استمرار وقف إطلاق النار
  • ترامب يختار القاهرة وجهة أولى لجولته في الشرق الأوسط عقب اتفاق الهدنة: دلالات سياسية هامة للزيارة
  • محلل فلسطيني: حرب إسرائيل على غزة هى رد على التهديد الديمغرافى (فيديو)
  • كيف ضمن ترامب لحماس منع إسرائيل من استئناف الحرب؟
  • تفاصيل مراحل انسحاب إسرائيل من غزة وفق خطوط خريطة ترامب الثلاثة.. تعرّف عليها