سواليف:
2025-05-11@10:03:32 GMT

من الجزائر لأيرلندا …! 

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

من #الجزائر لأيرلندا …! 

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

كنا قد سردنا قبل عدة أشهر في إحدى مقالاتنا كيف عمل #الاستعمار_الفرنسي في الجزائر على مدار أكثر من 100 عام على إلغاء هوية #الشعب_الجزائري واستمات في شطب وجوده بكل أنواع الجرائم التي لا تمت للإنسانية بصلة، سعياً منه لترسيخ حقيقة كذبه بأن الجزائر ليس أكثر من مقاطعة فرنسية جنوبية وأنه لا وجود لشعب اسمه شعب جزائري، واليوم نتنقل بين صفحات التاريخ من قصة معاناة الجزائر بشعبها العربي المسلم قبل أن ينال استقلاله ويتخلص من #إجرام مستعمر يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان اليوم مع أمثاله من الدول الكبرى في العالم، والتي دائماً ما تدعي سعيها للأفضل للإنسان والإنسانية لنرى ماذا تقول صفحات التاريخ في أمثال هؤلاء، ولننتقل معاً في هذه السطور إلى جمهورية أيرلندا، تلك الدولة الواقعة في قارة أوروبا وشعبها الأوروبي المسيحي الديانة وتجربته مع إحدى تلك الدول الكبرى، فنحن هنا لن نتحدث لا عن دولة عربية ولا حتى مسلمة الديانة، فقد كانت أيرلندا مستعمرة بريطانية منذ القرن الثاني عشر عندما قام الملك هنري الثاني بغزوها، ليستمر الحكم البريطاني لها 800 عام حتى استقلالها في العام 1921، وقد عمل البريطانيون خلال هذه السنوات على قمع الثقافة الأيرلندية وشطبها بكافة أشكالها، بما في ذلك اللغة والموسيقى والفنون، بل وحتى العمل على التمييز الديني بين الأيرلنديين الكاثوليك والبريطانيين البروتستانت، وقد بلغت ذروة الاضطهاد في مجاعة البطاطس الأيرلندية أو المجاعة الكبرى التي ضربت أيرلندا في القرن التاسع عشر بين 1845-1852، عندما أتلفت آفة زراعية محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا وتضررت منها الأراضي الأيرلندية بشكل كبير جداً ما أدى إلى تدمير محصول البطاطس بالكامل، وهي التي كانت تمثل المحصول المهم للمزارعين والفقراء، بل وتشكل ما يقارب نصف نظامهم الغذائي، وقد تسببت هذه المجاعة بموت ما يقارب مليون إنسان وهجرة مليون آخر إلى خارج أيرلندا، ولكن هذه النتيجة كانت لأسباب أخرى فاقمت آثار المجاعة على شعب أيرلندا.

 

تلك الأسباب التي كان تقودها القوة التي كانت تحكم الشعب الأيرلندي آنذاك، والتي لم تفعل شيئاً لهم لتجاوز محنة المجاعة، بل على العكس رفضت بريطانيا المساعدات التي قدمتها لهم بعض الدول، بل وقامت بإلغاء بعض القوانين الجمركية ما تسبب في رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية مثل الذرة والخبر، كما استمرت في اجبار التجار على تصدير الحبوب من أيرلندا إلى بريطانيا حتى عندما كان الشعب الأيرلندي يموت من جوعه! 

مقالات ذات صلة شريك في حرب الإبادة … حكمه بأثر رجعي . 2023/12/16

وقد عاش ملايين الأيرلنديين نتيجة ذلك في ظروف بائسة جعلت العداء يتنامى تجاه الاستعمار البريطاني، وجعل الشعور بالقومية الوطنية يزداد مع العمل على تحرير البلاد من الغطرسة والظلم البريطاني، تماماً كما يعمل كل استعمار أعمى بطبعه على ترسيخ هذه المفاهيم والقيم لدى الشعوب المقهورة حتى يجعلها تقتلعه من بين ظهرانيها، وهو ما فعله الشعب الأيرلندي عندما ثار مرات عديدة ضد ظلم الاحتلال ودفع الكثير من أرواح شعبه حتى تحققت له حريته ونجح في انتزاعها بإعلان استقلاله في النهاية، ومن هنا نرى كيف كانت إحدى الدول الكبرى مدعية الحرية وحقوق الإنسان تعمل كل جهدها لإلغاء وجود شعب أيرلندا كشعب مستقل له الحق في العيش بحرية وكرامة برغم أنه يدين بذات الديانة التي يدين بها المستعمر، لكن سوء حظه أنه ينتمي لطائفة مختلفة في الديانة ذاتها وهي الطائفة المسيحية الكاثوليكية المختلفة عن عقيدة بريطانيا المسيحية ذات الأغلبية البروتستانتية، حتى أن هذا جعل بريطانيا تفصل شمال أيرلندا لتأسيس أيرلندا الشمالية فيها بحجة تطابق عقيدتها الدينية مع بريطانيا وتضمها إلى بريطانيا لفصلها عن أيرلندا ذات الأغلبية الكاثوليكية، وهو كما هو متوقع دائماً ما أدى لحروب أهلية ونزاعات مستمرة إلى يومنا هذا بين جمهورية أيرلندا والجزء الشمالي منها أو أيرلندا الشمالية.  

ومن هنا نرى لا نستغرب عندما نعرف مثل هذه الحقائق التاريخية عن ذات الدولة الكبرى التي قامت باستغلال هيمنتها العسكرية وقوتها الاستعمارية في إنتزاع أرض ليست لها وسرقتها من شعبها الأصلي في وعد بما لا تملكه لمن لا يستحقه، لإقامة دولة احتلال مزعومة فوق تراب أرض فلسطين، ثم دعم هذه الاحتلال بكافة الطرق ليبقى مندوباً لها وللدول الكبرى مثيلاتها في السياسات والأساليب الملتوية لتنفيذ مؤامرتهم على المنطقة وشعوبها، وهو ما يتكشف في فلسطين منذ سنوات طويلة عياناً بياناً وينفضح بشكل أكبر مع كل جريمة يرتكبها هذا الاحتلال المستمر في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، وممارساته المستمرة لمحو أي أثر أو قومية له، وإسكات أي أصوات تنادي بحريته وكرامته واستقلاله، تماماً كما فعل من قام على تأسيس هذا الاحتلال مع كل الشعوب التي استعمرها واحتل أراضيها من قبله، ولذلك لا نستغرب ممارسات هذا الاحتلال المجرم مهما بلغت من الخسة والدناءة والفظاعة فهو لم يتعلم إلا من أمثاله من المستعمرين، وقصصهم تؤكد ذلك من الجزائر لأيرلندا وصولاً إلى كل بقعة عانت من احتلالهم وجرائمهم في هذا العالم، وآخرها أرض فلسطين، أرض البطولة والصمود والإباء، ولكننا لن نستغرب أيضاً نتيجة ذلك والتي كانت متشابهة على الدوام، فمهما نجح الاحتلال في إسكات صوت الحق والحرية ولو لسنوات طويلة، سيخرج له ولو من بين الركام من سيقلب الأرض فوق رأسه يوماً، ليحرر الأرض ويطرد المحتل ويدحره منها مهزوماً مخذولاً بإذن الله، سلاماً لكم يا أهل فلسطين، وسلاماً لجميل صبركم وصمودكم، يا من تعلمون العالم معنى الصبر والصمود والتحدي والكرامة والإباء.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجزائر الاستعمار الفرنسي الشعب الجزائري إجرام

إقرأ أيضاً:

تايمز: بريطانيا ترسل فخاخا إلى أوكرانيا لإرباك القوات الروسية

قالت صحيفة تايمز البريطانية إن وزارة الدفاع البريطانية، في إطار جهودها لدعم أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية، أطلقت مبادرة جديدة تعتمد على إرسال معدات عسكرية وهمية ومضللة "مفككة ومعبأة على طريقة متاجر إيكيا".

وأوضحت الصحيفة أن هذه المعدات يمكن تجميعها بسرعة على الجبهة. وتهدف هذه الوسيلة إلى خداع القوات الروسية ودفعها لاستخدام ذخيرتها ضد أهداف مزيفة بدلا من استهداف معدات حقيقية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نائب بالكنيست يكشف عن خطة وُضعت عام 2017 للاستيلاء على غزةlist 2 of 2إيكونوميست: هذه المواجهة الهندية الباكستانية مختلفة بشكل خطيرend of list

وأضافت أنه يمكن تجميع الدبابات وأنظمة الدفاع الجوي على خط المواجهة في غضون ساعات واستخدامها في محاولة لخداع روسيا لإهدار القوة النارية.

من جانبها، قالت قائدة سرب سلاح الجو الملكي البريطاني لوري سيمنر، التي كشف فريقها النقاب عن سرب من "نظام رافين"، وهو نظام دفاع جوي جديد أنشأته وزارة الدفاع: "لم نقدم قدرا كبيرا من هذه الأشياء، لذا فإن أي شيء يمكننا القيام به لجعل الكميات تبدو أكبر على خط المواجهة مفيد لنا".

أصبحوا قادرين على اكتشافها

وقالت سيمنر إن الخصوم المجهزين بصور الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار أصبحوا الآن أكثر قدرة على اكتشاف الفرق بين الدبابات القابلة للنفخ من النوع المستخدم في الحرب العالمية الثانية والدبابات الحقيقية.

وفي استجابة لذلك، بدأت فرقة العمل "كيندرد" -وهي تابعة لفريق بوزارة الدفاع مكلف بالاستجابة لطلبات أوكرانيا- العمل على مجموعة جديدة من الفخاخ مع المتخصصين في الصناعة، وذلك للتوصل إلى طرق جديدة للخداع.

إعلان

تتم عملية الخداع بالتقاط الخبراء صورا رقمية للمعدات التي ترسلها المملكة المتحدة إلى أوكرانيا ويطبعونها على مواد يتم شحنها بعد ذلك إلى كييف لتجمعها القوات الأوكرانية في غضون ساعات. ثم يتم نشر الفخاخ في خط المواجهة لإرباك أنظمة العدو.

وقال العقيد أولي تود، وهو من مشاة البحرية الملكية وهو القائد العسكري لمشتريات فرقة العمل كيندرد، إن الفريق المكون من 20 فردا عمل على فخاخ أخرى، ومن ذلك فخّان على شكل دبابة "تشالنجر 2" والمدفعية ذاتية الدفع المدرعة إس-90، وكلاهما قليل العدد للغاية.

سهولة الخداع

وأضاف تود بأن الفخاخ تشبه الشيء الحقيقي تماما، إذ إنه "من الممكن خداعك بسهولة تامة، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع قطعت شوطا طويلا في هذه الأعمال".

وقال إنه إذا وفرت بريطانيا 5 مركبات لأوكرانيا، فمن المحتمل أن ترسل وزارة الدفاع ما يصل إلى 30 فخا خداعيا معها، وستبدو حقيقية حتى من مسافة 25 مترا. وأضاف أن الشراك الخداعية "أساسية" في ساحة المعركة.

وكانت وزارة الدفاع قد أهدت في السابق مركبات ستورمر الأوكرانية المزودة بقاذفات صواريخ مضادة للطائرات. وقال تود إن مركبات ستورمر كانت مستهدفة من قبل روسيا، لأنها تعد "تهديدا كبيرا"، وإن طباعة الفخاخ وإرسالها في تطور متصاعد.

الروس أيضا

وقالت كاترينا تشيرنوهورنكو نائبة وزير الدفاع الأوكراني -على هامش مؤتمر الدفاع بلندن- إن الروس ينشرون أيضا "فخاخا" في ساحة المعركة.

وأشارت إلى أن الشراك الخداعية عنصر ضروري للغاية في الحرب اليوم، وإن روسيا ترسل مئات المسيرات لمهاجمة القوات الأوكرانية، لكن كثيرا منها "مزيف" بشكل أساسي، لأنها تحتوي على كميات ضئيلة من المتفجرات، "لكن الأوكرانيين يضيعون بعض قدراتهم في إطلاق النار عليها".

وقال تود إن روسيا ربما ادعت أنها دمرت بعض الأنظمة، بينما في الواقع دمرت فخاخا من دون أن تدرك ذلك.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السعودية و بريطانيا تبحثان العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية
  • الجزائري يستهلك حوالي 24 كلغ من السكر سنويًا.. وهذه الأمراض التي قد تهدده
  • أنغام تستعد لإحياء أولى حفلاتها في بريطانيا
  • لم تعد كما كانت
  • تايمز: بريطانيا ترسل فخاخا إلى أوكرانيا لإرباك القوات الروسية
  • ملك بريطانيا يهنئ البابا الجديد ليو الرابع عشر
  • حجم التجارة بين بريطانيا وأمريكا بعد إعلان ترامب عن الاتفاقية الجديدة
  • بريطانيا .. خفض معدل الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس
  • حماس: شعبنا لن يسمح للاحتلال بالتمادي والعربدة مهما كانت التضحيات
  • التربح زمن كورونا.. هذا ما كشفت عنه تقارير الفساد في بريطانيا