هل سيجد لبنان من يقف إلى جانبه إذا قرّرت إسرائيل غزوه؟
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
لنفترض أن إسرائيل، وفي غفلة من الزمن، قرّرت أن تغزو لبنان كما تغزو غزة، فهل سيجد اللبنانيون من سيقف إلى جانبهم ويحميهم من نار جهنم، التي ستُفتح أبوابها على مصراعيها، وهل سيجدون من يدافع عنهم في المحافل الدولية. ولكي لا يُقال أن الاستسلام للأقدار هو نوع من أنواع الروح الانهزامية، التي يرفضها "حزب الله"، وهو الذي يهدّد بأنهم سيجدون في لبنان إذا ما قرروا غزوه مقابرهم، فإن ما يجعل أي مغامرة قد يقدم عليها الاسرائيليون أمرًا غير سهل.
فإذا قرّرت إسرائيل، وهي التي تملك قرار الحرب وحدها، أن تجرّ لبنان إلى حرب "لن يخرج منها مخبّر"، فما عساه يقول البطريرك الراعي عندها، وما هي الرسائل التي ستصل إلى بكركي هذه المرّة من كل المناطق اللبنانية، وليس من الجنوب وحده؟
فأمام هذا الخطر المحدق بلبنان، وأمام هذه المخاوف المتزايدة والمتصاعدة منذ اليوم الأول، الذي قرّر فيه "حزب الله" مساندة أهالي غزة والتخفيف عنهم، يُحكى أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيعود إلى المنطقة في محاولة أميركية جديدة لإقناع من يجب إقناعهم بأن ما سينتج عن توسعة الحرب من ويلات سيكون كارثيًا على الجميع، وسيهدّد الاستقرار العام في المنطقة والعالم، بحيث لا يعود يُسمع صوت غير صوت المدافع، التي ستنشر الرعب والموت والدمار.
فما اقترحه هوكشتاين في آخر زيارة له لبيروت رفضه "حزب الله"، شكلًا ومضمونًا، وقد أبلغ الذين فاتحوه بموضوع سحب عناصره من مواقعهم المتقدمة على طول الخطّ الأزرق الحدودي إلى عمق الأراضي اللبنانية، إلى مسافة تقدّر بسبعة كيلومترات، "أن خيّطوا بغير هذه المسّلة"، وأن وضع الجبهة الجنوبية سيبقى على حاله ما دامت إسرائيل تستبيح كل شيء في غزة.
ويُضاف إلى هواجس اللبنانيين ومخاوفهم عامل جديد، وهو أن التطورات الإقليمية المتلاحقة في المنطقة تشكل عاملًا جديدًا من عوامل ازدياد هذا القلق اللبناني، ولا سيما في ظل التداعيات المتوقعة للهجوم الذي استهدف قاعدة أميركية في شمال شرق الأردن، وما يمكن ان يستتبعه ويستدرجه من تداعيات خطيرة في المنطقة من شأنها ان تنعكس على الجبهة الجنوبية بالتحديد، مع خشية من أن تتفلت الأمور، بحيث لا تعود المعالجات بالمسكّنات تجدي نفعًا.
ويبقى الرهان على مدى قدرة "حزب الله" على ضبط النفس وعدم إعطاء إسرائيل أي ذريعة لتنفيذ ما تُخطّط له للبنان والمنطقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
برّاك: إسرائيل لن تحقق أهدافها عبر محاولة سحق حزب الله عسكريا
قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك، اليوم الجمعة، إن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها عبر محاولة سحق حزب الله عسكريا.
وأضاف برّاك في تصريحات، لوكالة بلومبيرغ، أن قتل ما وصفه بإرهابي واحد سيُنتج عشرة آخرين، ولذلك لا يمكن أن يكون هذا هو الحل، بحسب تعبيره، مشيرا إلى أنه آن الأوان لإجراء حوار بين لبنان وإسرائيل لإنهاء الوضع المتأزم.
من جهته قال قائد القيادة الوسطى الأميركية براد كوبر إن من مصلحة الولايات المتحدة مع شركائها الإقليميين نزع سلاح حزب الله وحفظ السلام في المنطقة.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون اعتبر، الخميس، أن جلسة المحادثات الأولى برئاسة مدنيين بين بلاده وإسرائيل كانت "إيجابية" ويجب البناء عليها "لإبعاد شبح حرب ثانية" بعد التي وقعت العام الماضي.
وأتى موقف الرئيس اللبناني في يوم شنّت فيه إسرائيل غارات على بلدات في جنوب لبنان بعد إنذارات لسكان بالإخلاء، مشيرة الى أنها استهدفت منشآت للحزب، مع مواصلتها ضرباتها رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ عام.
وعلى وقع مخاوف من تصعيد إسرائيلي كبير، شارك مندوبان مدنيان لبناني وإسرائيلي، الأربعاء، في اجتماع اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار في مقر قوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في جنوب لبنان، في أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ عقود.
وارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إلى جانب دمار مادي.
وكان يُفترص أن ينهي الاتفاق عدوانا شنته إسرائيل على لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد على 17 ألف جريح.
وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
إعلان