الخليج الجديد:
2025-05-10@00:33:00 GMT

مصر بين الريادة والوساطة

تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT

مصر بين الريادة والوساطة

مصر بين الريادة والوساطة

كيف أصبح موقف الدولة المصرية فى تناقض مع شخصية مصر وتكوينها الطبيعي بهويتها العربية ومكانتها التاريخية وموقعها الجيوسياسي المركزى؟

فى حرب الابادة على غزة تجلى الاكتفاء بالوساطة فى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى والتفاوض اليومى مع (اسرائيل) للحصول على موافقتها على ادخال المساعدات وفتح المعبر.

الدولة المصرية ارتضت بالدور الذى يفضله لها الامريكان والاسرائيليون ومجتمعهم الدولي وهو الوساطة بين (اسرائيل) والفلسطينيين بدلا من دور التصدى والريادة والمواجهة.

* * *

أخشى أن تكون الدولة المصرية قد ارتضت الاكتفاء بالدور الذى يفضله لها الامريكان والاسرائيليون ومجتمعهم الدولي وهو ان تقوم بدور الوساطة بين (اسرائيل) والفلسطينيين بدلا من دور التصدى والريادة والمواجهة.

فهو دورها الأبرز منذ سنوات طويلة، وهو الدور الأكثر تقديرا وشكرا على الدوام فى تصريحات الرؤساء والمسئولين الأمريكيين.

وهو ما ظهر بجلاء فى حرب الابادة الحالية على غزة، من الاكتفاء بالوساطة فى صفقة الهدنة وتبادل الأسرى والتفاوض اليومى مع (اسرائيل) للحصول على موافقتها على ادخال المساعدات وفتح المعبر، فى وقت تحتاج فيه غزة من مصر وكل العرب الى ما هو أكثر من ذلك بكثير.

ولا يغير من طبيعة هذا الدور ما يصدر بين الحين والآخر من تصريحات رسمية مصرية عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، ولا حتى ما خرج أخيرا من انتقادات عالية النبرة قليلا لما تقوم به (اسرائيل) فى غزة من قتل وتدمير وتهجير.

فرغم أى تصريحات، فان الدور الرسمى المصرى قد تم تقليصه واختصاره منذ اتفاقيات كامب ديفيد وعلى الأخص فى السنوات القليلة الماضية الى دور الوسيط الذى يتم استدعائه مع كل عدوان اسرائيلى جديد وكلما كانت هناك رغبات امريكية او اسرائيلية فى الضغط على حركات المقاومة.

وهى بطبيعة الحال وساطة غير متوازنة، فإذا كان فى مقدور مصر الضغط على الفلسطينيين المحاصرين والمحتلين، فان العكس هو الصحيح فيما يتعلق بإسرائيل، حيث تكون مصر هى الطرف الأضعف الذى يتعرض للضغوط طول الوقت سواء من الأمريكان أو من (اسرائيل)، بسبب طبيعة علاقات التبعية المتغلغلة منذ السبعينات، وبسبب أهم وأخطر، هو الاختلال الهائل فى موازين القوى فى سيناء وعلى جانبي الحدود الدولية الذى تم فرضه علينا منذ 1979 في اتفاقيات كامب ديفيد.

* * *

فى عام 1978 كتب توفيق الحكيم مقالا بجريدة الأهرام يطالب فيه بوقوف مصر على الحياد بين العرب وبين (إسرائيل) مثلما وقفت سويسرا والنمسا على الحياد فى الحرب العالمية الثانية.

فانفجرت فى وجهه موجات من الردود والمقالات من كبار المفكرين والكتاب عليهم رحمة الله جميعا، من امثال رجاء النقاش واحمد بهاء الدين ووحيد رأفت وبنت الشاطئ وآخرين، كتابات تدافع عن عروبة مصر وتؤكدها وتقدم عشرات الأدلة والشواهد والبراهين عليها، وتفكك دعوة الحكيم المريبة وتشكك فى توقيتها ودوافعها وتستعرض مخاطرها وتبين تهافتها واستحالتها، لتنتهى هذه المناظرة التاريخية بتوجيه ضربة قاضية لفكرة حياد مصر العربية فى معارك صراع الأمة العربية ضد الكيان الصهيونى ومشروعه.

* * *

لا أظن انه كان من الممكن أن يخطر على بال غالبية الشعب المصري ونخبته الفكرية حينذاك، بأن دعوة توفيق الحكيم ستتحول فى يوم من الأيام لتكون هى الموقف الرسمي للدولة المصرية فى تحد وتناقض وصراع مستحيل مع شخصية مصر وتكوينها الطبيعي بهويتها العربية ومكانتها التاريخية وموقعها الجيوسياسي ودورها المركزى.

*محمد سيف الدولة باحث وناشط مصري في الشأن الصهيوني

المصدر | ذاكرة الأمة

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر الريادة الوساطة إسرائيل فلسطين غزة حرب الابادة

إقرأ أيضاً:

الريادة: مشاركة الرئيس السيسي باحتفالات عيد النصر في روسيا يعكس مكانة مصر الدولية

قال الدكتور سراج عليوة، أمين تنظيم حزب الريادة، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكرى الثمانين لعيد النصر بالعاصمة الروسية موسكو؛ تُعد دليلاً واضحًا على المكانة الدولية الرفيعة التي باتت تحتلها مصر في السنوات الأخيرة.

دور مصر الإقليمي والدولي المتنامي

أكد أن هذه المشاركة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت تتويجًا لدور مصر الإقليمي والدولي المتنامي، والعلاقات المتوازنة التي تنتهجها الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي مع مختلف القوى العالمية.

الرئيس السيسي يتبادل أحاديث ودية مع قادة الدول المشاركين باحتفالات عيد النصر بموسكوعلى هامش احتفالات يوم النصر.. الرئيس السيسي يدعم قرارات أبومازن ويطالب بوقف إطلاق النار بغزة

وأشار الدكتور سراج عليوة أن دعوة الرئيس السيسي للمشاركة في هذه الفعالية تؤكد دور مصر من ثقل سياسي واستراتيجي على الساحة الدولية، كما أن هناك تعاونا مشتركا بين البلدين في مشروعات كبرى، مثل مشروع محطة الضبعة النووية؛ يعكس مستوى متقدمًا من الشراكة الاستراتيجية.


رسائل سياسية قوية

أوضح أمين تنظيم حزب الريادة أن حضور الرئيس السيسي لهذا الحدث التاريخي؛ يحمل أيضًا رسائل سياسية قوية، أهمها التأكيد على احترام مصر لتاريخ الشعوب وتضحياتها، ووقوفها إلى جانب القيم الإنسانية في مواجهة العدوان والتطرف.

وأضاف أن مشاركة مصر في مثل هذه المناسبات العالمية الكبرى يعزز مكانتها الإيجابية أمام المجتمع الدولي، كما يؤكد أن القاهرة ليست مجرد دولة نامية تبحث عن الدعم؛ بل قوة إقليمية لها رأي وتأثير في قرارات مصيرية تخص الأمن والسلام الدوليين.

واختتم الدكتور سراج عليوة، حديثه، قائلًا: إن الشعب المصري يفخر بوجود رئيس يضع مصلحة البلاد في مقدمة أولوياته، ويسعى جاهدًا إلى النهوض بمكانة مصر على كل المستويات.

طباعة شارك السيسي الريادة حزب الريادة أمين تنظيم حزب الريادة موسكو

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب والرياضة ونائب محافظ الإسماعيلية يشهدان ختام القمة المصرية الأوروبية للقيادات الشبابية الإعلامية في نسختها الرابعة
  • وزير الشباب والرياضة ونائب محافظ الإسماعيلية يشهدان ختام القمة المصرية الأوروبية للقيادات الشبابية
  • الريادة: مشاركة الرئيس السيسي باحتفالات عيد النصر في روسيا يعكس مكانة مصر الدولية
  • غارات الجنوب.. يد اسرائيل عالية؟
  • الموالح المصرية تتصدر الأسواق العالمية.. متحدث الزراعة يوضح الأسباب
  • حزب الريادة يطلق مبادرة بنت مصر لدعم وتمكين المرأة ويكرم 50 سيدة من الرائدات
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • “قوات صنعاء” تأكيد بعمليتين أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل “اسرائيل”
  • السيسي يؤكد احترام الدولة المصرية للتعدد والتنوع في النسيج الإنساني ويشدد على حماية دير سانت كاترين
  • رئيس الوزراء يؤكد استمرار دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية