دعد سلمان خالد **
لنعلم أن جابر القلوب غير كاسرها، ومن يكن وجوده سبباً للشعور بالراحة غير ذلك الذي يعكس وجوده كل ألوان القلق.
واليد التي اعتادت على انتشال الغير من متاهات الغرق، غير تلك التي اعتادت لدفعهم كي يغرقوا، واللسان الذي لا يصدر منه سوى الخير غير ذلك الذي لا يعرف إلا ما لا خير فيه، والقلب الذي امتلأ رحمة مهما كانت قسوة الحياة غير ذلك الذي تصبح ذئباً ضارياً لأن الحياة كانت قاسية عليه؛ فبدل أن يقوم بتطويع هذه الحياة استطاعت الحياة أن تجعله عبداً لها في نشر القسوة!!
والإرواح الصادقة التي لا تعرف سوى أن تكون أمينة حتى مع خصومها غير تلك الأرواح التي لا ترى في الصدق إلا سذاجة.
فيا أيها الإنسان أنت بين هذا وذاك، وبين مدٍ وجزر، كلنا سنصل لذات الشاطئ، ولكن بألوان مختلفة؛ فبعضنا سيكون ذلك الذي ينتظر أن يفخر بذاته، وبعضنا ذلك الذي يخشى أن يرى أحداً ما هو عليه من الهوان.
فتخير أيهما يليق بك أن تكون.
** كاتبة سورية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات
عندما اندلعت الحرب صباح السبت، الخامس عشر من أبريل 2023، كنتُ أقيم على بُعد 1500 متر فقط من بيت الضيافة والقيادة العامة، حيث دارت أعنف المعارك، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، الثقيلة منها والخفيفة.
كان منزلنا في قلب الحصار الذي فرضته مليشيا الجنجويد، المدججة بالأسلحة والمركبات القتالية التي ملأت الأفق. اقتحموا منزلنا، واضطررنا إلى الخروج بما نرتديه من ثياب وما ننتعله من أحذية فقط.
ومنذ تلك اللحظة، و ما بعدها ونحن نمر بأكثر من خمسين ارتكازًا للجنجويد، وحتى اليوم، بعد أحداث بورتسودان، لم يخالجني أدنى شك في أن النصر آتٍ، ثقةً بالله وبقواتنا المسلحة.
عمر عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب