بوابة الوفد:
2025-05-10@00:57:22 GMT

استقالة رئيس وزراء

تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT

«استقالة رئيس وزراء أيرلندا».. كان مجرد عنوان لخبر عادى تناقلته الصحف.. وكان من الممكن أن يمر كغيره.. لكنى بعقلية مواطن من العالم الثالث «الترسو».. بكل انتماءاته الأفريقية والعربية والمصرية.. تساءلت ما الذى يدفع مثل هذا الرجل للتنازل طواعية عن أعلى درجات السلم الوظيفي.. تاركا خلفه راتبا ضخما وامتيازات لا تعد ولا تحصى «ماظهر منها وما بطن».

.  شهرة ومكانة و»هيلمان» و»يغمة» لا أول لها ولا آخر.. هل أجبره أحد.. كلا وحاشا.. هل ارتكب جرائم فى حق شعبه.. أو عجز عن إدارة اقتصاد وطنه وألقى بالملايين تحت خط الفقر، وبات إصلاح ما أفسده ذلك الفاشل يحتاج لعشرات السنين.. لا.. وقبل الاسترسال فى هذا النوع من الأسئلة.. جاءت الإجابة  الصادمة فى متن الخبر.. فالسيد ليو فارادكار قال «عندما توليت المنصب كنت أدرك أن جزءا من القيادة هو إدراك متى يحين الوقت للرحيل»..! 

وبينما كنت ألعن هذا «الجحود» قائلا.. بهذه البساطة قرر فارادكار رفس النعمة.. وترك السلطة فجأة.. ليصبح مواطنا عاديا فى قاع السلم لا يأبه له!.. تداعت إلى ذهنى عشرات الأخبار المماثلة.. استقالة وزير الدفاع البريطانى بن والاس.. استقالة وزير النقل فى سنغافورة إس إيسواران، بعد أن وُجهت له تهم فساد.. استقالة وزير الصحة الفرنسى أوريليان روسو.. استقالة وزير الهجرة البريطانى روبرت جينريك.. وامتدت التداعى إلى الرئيس الفيتنامى فو فان ثونغ واستقالته بعد ثبوت انتهاكه لأنظمة الدولة تاركا منصبه طواعية.. ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن التى تقرر الاستقالة بحجة أنها لم تعد تمتلك الطاقة لتولى المسؤولية أربع سنوات أخرى.

ومن الاستقالة إلى الإقالة.. فالرئيسة البرازيلية ديلما روسيف قبلت بالعزل بعد ثبوت تلاعبها بالحسابات العامة.. والرئيس الفنزويلى كارلوس اندرس بيريز بتهم الإثراء غير المشروع.. والاكوادورى عبد الله بوكرم بتهمة الاختلاس.. وإقالة الرئيس لوسيو غوتيريز لتعيينه اقرباء له فى المحكمة العليا.. وفى ليتوانيا أقيل الرئيس رولانداس باكساس لمنحة الجنسية لرجل أعمال أجنبى فى شبهة محاباة.

أما فى كوكب اليابان.. فللمسئولية والمناصب الرسمية مفهوم أكبر منه فى غيرها من الدول.. فالمسئول فى اليابان يعتبر نفسه «مسئولا بالفعل».. والأغرب أنه يعتبر أن عليه عمل يجب القيام به بنجاح!.. وأن وجوده لابد أن ينعكس إيجابيا على المنصب.. وبالتالى فكرامته كإنسان تأبى عليه الفشل.. وشعوره بالمسئولية يأبى عليه البقاء فى مكتبه بعد أى إخفاق.. فتأتى الأخبار من اليابان على شاكلة.. انتحار وزير الزراعة توشيكاتسو ماتسوكا.. انتحار مسئول كبير فى اللجنة الأوليمبية.. أما ماكوتو يامادا وهو مدير لأحد الفنادق فى محافظة فوكوكا.. فقرر معاقبة نفسه لعدم حفاظه على البيئة وصحة رواد فندقه.. وارتفاع نسبة بكتيريا الليجيونيلا  فى مياه الينابيع الساخنة.. تاركا خلفه رسالة يوضح فيها أن انتحاره أقل اعتذار عن ذلك الفشل والتقصير.

والواقع أن مفهوم هؤلاء للمسئولية.. يعود إلى ميثاق المجتمعات البشرية من قبل التاريخ.. والقاضى بتفويض بعض الأفراد للقيام بمهام محددة لخدمة المجتمع والرقى به.. فوجود فرد ما فى موقع ما يتعلق مباشرة بنجاحه فى المهمة المكلف بها وليس شخصه أو «جمال عيونه».. وبالتالى فعليه الرحيل فورا بعد إنجاز المهمة، أو عند ظهور بوادر للفشل.. وعلى العكس، فى المجتمعات المؤمنة بطبيعتها.. لا يرحل المسئولون مهما فشلوا وأفسدوا.. فهم مصطفون وليسوا مسئولون..  ولأنهم مؤمنون بطبعهم لا يكفرون بنعمة العز والجاه.. أو يخلعوا قميصا ألبسهم الله إياه.. «فالكفر والإيمان لايجتمعان».. وعندهم الموقع للشخص وليس المهمة.. لذاعلى الجميع أن يسلم بالقدر.. ويدفع الثمن راضيا بقضاء الله «ولا حول ولا قوة إلا بالله».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: استقالة رئيس وزراء لوجه الله استقالة وزیر

إقرأ أيضاً:

المراهنة على قوة أمريكا و”إسرائيل” خسارة.. والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر

الشيخ وضاح بن مسعود

لطالما راهن المرتزقة والعملاء في المنطقة على القوة الأمريكية، معتقدين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو “مخلصهم” الذي سيعيدهم إلى كراسي السلطة في اليمن، ويضمن لهم الهيمنة بقوة الدعم الأمريكي لكن اليوم، تُعلن أمريكا نفسها – عبر تصريحات ترامب – عن وقف عدوانها على اليمن، وهو ما يُعتبر اعترافًا ضمنيًا بالفشل أمام صمود الشعب اليمني وإرادته.

من يراهن على أمريكا و”إسرائيل” خاسر لا محالة.. التجربة اليمنية أثبتت مرة أخرى أن كل من يعتمد على القوى الخارجية، سواء كانت أمريكا أو “إسرائيل” أو دول تحالف العدوان السعودية والإمارات ومن معهم مصيره الخسران والخذلان. فالقوى الاستعمارية لا تعمل إلا لمصالحها، وهي مستعدة للتخلي عن حلفائها بمجرد أن تدرك أن المعركة غير مربحة.. اليوم، يتراجع ترامب عن عدوانه، ليس حبًا في السلام، بل لأن اليمن – بقوة إيمانه وتضحياته – جعل العدوان الأمريكي عبئًا لا طائل تحته أن إعادة السيطرة على السيادة اليمنية امر مستحيل وغير ممكن.

أمريكا تتراجع.. واليمن صامد .. أعلن ترامب مؤخرًا أن أمريكا ستوقف عدوانها على اليمن مقابل ايقاف اليمن استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، محاولاً إظهار الأمر كانتصار عسكري، لكن الحقيقة أن هذا التراجع هو اعتراف بالهزيمة فاليمن، رغم كل الحصار والغارات، لم يتراجع عن موقفه الثابت في دعم غزة ومواجهة العدوان الصهيوني تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – كانت واضحة وصريحة: “أوقفوا العدوان وارفعوا الحصار عن غزة، وسنوقف عملياتنا”. أمريكا أرادت أن تفرض شروطها، لكنها فوجئت بأن اليمن هو من يفرض شروطه.

لا عزاء للمرتزقة والخونة.. الذين راهنوا على الغارات الأمريكية لإنقاذهم من سخط الشعب، اليوم يجرون أذيال الخيبة. أمريكا لا تعمل إلا لمصالحها، وقد أدركت أن اليمن معركة خاسرة.. المرتزقة وأذيالهم في المنطقة تاهوا بين وعود أمريكا وانتصارات المقاومة، والنتيجة أنهم خسروا رهانهم، بينما انتصر اليمن بإرادته وإيمانه.

الانتصار بقوة الله.. لا بقوة ترامب .. الدرس الأكبر هنا أن النصر لا يأتي بقوة الطغيان، بل بقوة الإيمان والتوكل على الله القوي الجبار. اليمن، رغم كل التحديات، أثبت أن الأمة عندما تتوكل على الله وتتحد، فإن هزيمة المستكبرين حتمية أمريكا قد توقف عدوانها اليوم، لكنها ستخرج – كما خرجت من فيتنام وأفغانستان – تجر أذيال الهزيمة، بينما يبقى اليمن وأهله شامخين بإذن الله.

فلا تهنأ أمريكا بتراجعها المذل.. فاليمن باقٍ، والمقاومة مستمرة ولن نتراجع عن موقفنا الثابت مع غزة، والنصر بإذن الله قادم.

مقالات مشابهة

  • لماذا يترك البرهان منصب رئيس الوزراء في السودان شاغرا؟
  • المراهنة على قوة أمريكا و”إسرائيل” خسارة.. والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر
  • دعاء زيادة الرزق .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل
  • هل يجوز دخول الحمام بخاتم عليه آية قرآنية؟.. الإفتاء توضح
  • الرئيس السيسي يلتقي رئيس وزراء اليونان بـ أثينا لبحث التعاون الثنائي
  • رئيس وزراء فلسطين: قطاع غزة أصبح منطقة مجاعة
  • في ظل التصعيد.. رئيس وزراء قطر يجري اتصالين مع مسؤولين في الهند وباكستان
  • أبرز تصريحات الرئيس السيسي مع رئيس وزراء اليونان: حل الدولتين مفتاح السلام بالشرق الأوسط
  • عاجل| الرئيس السيسي يلتقي رئيس وزراء اليونان بأثينا
  • دعاء السيدة عائشة للرزق أوصاها النبي به .. احرص عليه في الثلث الأخير من الليل