البرنامج الشتوي.. إثراء معارف الطلبة في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
يعد البرنامج الشتوي لرعاية الموهوبين التي تنفذه وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر بدائرة التشخيص ورعاية الموهوبين ممثلة بقسم رعاية الموهوبين من البرامج التي تحظى باهتمام كبير من الطلبة كونهم شريحة مهمة في المجتمع وثروة وطنية، وعامل من عوامل النهضة في جميع المجالات، وتسعى دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين ممثلة بقسم رعاية الموهوبين على تحقيق أهداف متنوعة من خلال تنفيذ عدة برامج من ضمنها تقديم رعاية متتابعة ومتخصصة للطلبة الموهوبين في المجالات العلمية من خلال خبراء متمكنين ومتميزين في المجالات العلمية المتنوعة، وإثراء معرفة الطلبة وخبراتهم في مجالات العلوم الأكثر مناسبة لقدراتهم وميولهم واهتماماتهم، وتنمية مهارات الطلبة في مجالات البحث العلمي، والتعلم الذاتي وتعزيز قدراتهم الشخصية، بالإضافة إلى تطوير مهارات الطلبة العقلية لاستخدام استراتيجيات التفكير العلمي في حل المشكلات بطرق إبداعية وإكسابهم اتجاهات إيجابية وتطويرها نحو البحث العلمي في مجالات العلوم ذات العلاقة باهتماماتهم وقدراتهم.
كما تحرص دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين على إتاحة الفرصة للموهوب للمنافسة وتبادل الخبرات مع طلبة آخرين من ذوي الاهتمامات والقدرات المشابهة في المعارض والمسابقات المحلية والدولية، وتوعية المجتمع المحلي بدور المؤسسات التربوية في احتضان الطلبة الموهوبين وتفعيل المشاركة المجتمعية في رعايتهم ومساعدتهم في اختيار المهن المناسبة لهم حسب احتياجات المجتمع.
أشارت دائرة التشخيص ورعاية الموهوبين إلى أن البرنامج يستهدف الطلبة الذين تم الكشف عنهم خلال برنامج "ثروة 1" والبالغ عددهم (394 طالب وطالبة)، و"ثروة 2 " والبالغ عددهم (252 طالب وطالبة)، بحيث تقوم المحافظات التعليمية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والخاص في تنفيذ برامج تلبي احتياجات وميول الطلبة وذلك كل حسب موهبته، وتكون مدة التنفيذ ما بين منتصف يناير ولغاية منتصف فبراير من كل عام دراسي، وتقوم المحافظات التعليمية بتنفيذ البرامج وفق الإمكانات المتاحة لديهم وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المتوفر لديها برامج داعمة لميول واهتمامات الطلبة الموهوبين.
كشفت الدائرة عن أهم الموضوعات التي تضمنها البرنامج الشتوي لهذا العام والتي تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والربورت ووالاردينو و برامج مونتاج أفلام وصور وطباعة ثلاثية الأبعاد وإنترنت الأشياء وتوليد الصور بالذكاء الاصطناعي‘ وبرمجيات فعالية نظارات الواقع الافتراضي في التعليم. وأيضا موضوعات فنية تتعلق بالرسم وأساسيات التصوير الفوتوغرافي - حوار مع الخشب إعادة تدوير الخامات- ورسم تعابير، بالإضافة إلى موضوعات تتعلق بألعاب تنمية التفكير كلعبة الشطرنج وأساسياتها ومكعبات روبيك وفوائد اللعبة وخوارزميات توحيد الألوان في المكعب، أما الموضوعات الأدبية فتتعلق بفن كتابة القصة القصيرة والفن المسرحي- التقنيات الأساسية للإلقاء ومعركة الأفكار (فن المناظرات) والكتابة بخط الرقعة وفن الخطابة وفن كتابة المقال والشعر، وفيما يتعلق بالابتكار فتتضمن أساسيات الابتكار ومنهجية الابتكار، وموضوعات تتعلق بعالم الفضاء والمستقبل ومحاضرات في تنمية الذات.
الجدير بالذكر بأن بعض المديريات التعليمية بالمحافظات قامت بتنفيذ البرنامج كمحافظة الظاهرة التي نفذته بتاريخ 14يناير حتى 17من الشهر ذاته، كما نفذته محافظة شمال الباطنة ما بين 14 إلى 18 يناير 2024، وجنوب الباطنة ما بين 21 إلى 25 يناير، وجنوب الشرقية التي نفذته ما بين 14 إلى 17 يناير 2024، كما ستنفذ في الأسبوع المقبل في محافظة الداخلية خلال الفترة من 28 إلى 31يناير 2024 ومحافظة مسقط ما بين 28 إلى 1فبراير 2024م، فيما تخطط بقية المحافظات التعليمية للتنفيذ مع بداية الفصل الدراسي الثاني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ما بین
إقرأ أيضاً:
هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
كينيث روجوف / ترجمة - فاخرة الراشدية -
لا يوجد شك بأن الذكاء الاصطناعي يُغير الاقتصاد العالمي اليوم بوتيرة متسارعة، لكن هل للحد الذي يُنقذ الدول الغنية من ضغوط الديون المتزايدة؟ لا سيما مع تفاقم العبء على برامج الرعاية نتيجة شيخوخة السكان، وإن يكن كذلك، فهل يمكن لهذه الدول أن تدير عجزًا ماليًا أكبر، وكأنها تحمّل الأجيال القادمة عبء الديون الحالية؟
بالتأكيد أن التقييم المتفائل للتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي قد رفع أسواق الأصول خلال السنوات الماضية، ويتجلى ذلك بشكل لافت في أسواق الأسهم التي تواصل صعودها، رغم الشلل السياسي في فرنسا، وإغلاق الحكومة والتدخلات في استقلالية البنك المركزي في الولايات المتحدة، فضلًا عن هجرة الكفاءات عالية المهارة من المملكة المتحدة. مع أنني لطالما جادلت بأن الذكاء الاصطناعي سيحل في نهاية المطاف مشكلة ضعف النمو في الاقتصادات المتقدمة، إلا أنني حذرت أيضًا من أن العديد من العقبات المحتملة قد تبطئ وتيرة هذا التحول. ومن العوامل المادية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية العديدة التي يجب أخذها في الاعتبار، إمدادات الكهرباء، وحقوق الملكية الفكرية، ونقص الكفاءات الماهرة في مجال الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى إنشاء نظام شامل يحكم كيفية تواصل روبوتات الدردشة وتبادل المعلومات، بما في ذلك آلية التسعير. وقد استثمرت شركات الذكاء الاصطناعي مبالغ طائلة للهيمنة على السوق (إذا سمحت الحكومات بذلك)، واستعدادها لاستنزاف الأموال مقابل المستخدمين والمعلومات، وربما في المستقبل غير البعيد، ستحتاج هذه الشركات إلى إنشاء مصادر دخل وعلى الأغلب سيكون ذلك عبر الإعلانات، تمامًا كما فعلت شركات التواصل الاجتماعي من قبل.
على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشارت إلى تبني مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن المسائل الشائكة المتعلقة بكيفية ترميز الأحكام الأخلاقية في هذه النماذج، والتي تقع حاليًا ضمن اختصاص مجموعة صغيرة من المطورين، ستُعالج في نهاية المطاف من قِبل الكونجرس الأمريكي والمحاكم، وكذلك من قِبل السلطات في دول أخرى. ومع ذلك، فإن أكبر موجة اعتراض ستصدر على الأرجح من مئات الملايين من العاملين في الوظائف المكتبية الذين ستطيح بهم هذه التكنولوجيا، ليصبحوا القضية السياسية الجديدة، تمامًا كما كان عمّال المصانع في العقود الماضية، وعمّال الزراعة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
أي شخص يعمل على الحاسوب معرضٌ للأتمتة، والاعتقاد بأن عددًا قليلًا من الشركات يمكنه استبدال جزء كبير من القوى العاملة دون أي اضطرابات سياسية ليس سوى ضربًا من الخيال. فباستثناء حدوث تحوّل سلطوي جذري، سيكون الاضطراب الاجتماعي أمرًا لابد منه، وهو ما سيمنح مادة سياسية قوية لشخصيات مثل زهران ممداني السياسي الاشتراكي وعمدة نيويورك البالغ من العمر 33 عامًا، خاصة في ظل تأثير الذكاء الاصطناعي على تقليص فرص العمل أمام الأجيال الشابة. إلى جانب ذلك، هناك حقيقة مقلقة تتمثل في تركيز العديد من التطبيقات الأكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، ما قد يشعل سباق تسلح واسع النطاق، وربما يؤدي إلى انتشار حروب تُدار بأنظمة قتالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تشمل جيوشًا من الطائرات المسيّرة. كما أن الانقسامات والصراعات الجيوسياسية تضر بالنمو الاقتصادي على المدى الطويل، ومن المحتمل أن تُضعف الإيرادات الضريبية بقدر ما قد تعززها. ومن جهة أخرى، قد يمنح الذكاء الاصطناعي دولًا صغيرة وجماعات إرهابية القدرة على الوصول إلى أبرز العلماء في مجالي الفيزياء والبيولوجيا بضغطة زر واحدة. وأخيرًا، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، رغم إنكاره المستمر لتغير المناخ، لا تعني أن التهديدات التي يشكلها الاحتباس الحراري العالمي قد زالت، حيث من المتوقع أن تتصاعد تكاليف تغير المناخ غير المنضبط بشكل حاد خلال العقود القادمة، ما لم يتمكن أسياد الذكاء الاصطناعي من حل المشكلة، رغم توصلهم إلى أن الحل يكمن في تقليل عدد السكان بشكل كبير.
ومن المغالطة أن فكرة ظهور الذكاء الاصطناعي العام، بعد فترة انتقالية طويلة وسيئة، سيحل جميع مشاكل العالم الغني. فحتى لو عزز الذكاء الاصطناعي العام النمو الاقتصادي، فمن شبه المؤكد أنه سيؤدي إلى زيادة كبيرة في حصة رأس المال في الناتج، وانخفاض مماثل في حصة العمالة. في الواقع، يشهد سوق الأسهم ازدهارًا لأن الشركات تتوقع انخفاض تكاليف العمالة. وبناءً على ذلك، لا يمكن ترجمة توقعات الأرباح المرتفعة المنعكسة عن ارتفاع أسعار الأسهم على أنها نمو اقتصادي شامل.
ويعيدنا هذا إلى مسألة الدين الحكومي، حيث لا يوجد ما يدعو إلى افتراض أن النمو الناتج عن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة مُماثلة في عائدات الضرائب الحكومية، مع أن هذا الافتراض يُعد مُنطقيًا في الماضي. فحصّة رأس المال باتت أكثر تركّزًا في أيدي فئة محدودة تمتلك نفوذًا سياسيًا واسعًا، كما أن رأس المال نفسه قادر على الانتقال بسهولة عبر الحدود بحثًا عن بيئات ضريبية أقل تكلفة، ما يجعل فرض الضرائب عليه أصعب بكثير مقارنة بضرائب العمالة.
وبالرغم من أن رفع الحواجز الجمركية قد يحدّ نظريًا من هذا الهروب الرأسمالي، فإن مثل هذه السياسات ستنعكس سلبًا على اقتصادات الدول نفسها في نهاية المطاف. صحيح أن الذكاء الاصطناعي يقود تحولًا واسعًا، وأصبح بالفعل عاملًا محوريًا في تسريع سباق تسلّح جديد بين الولايات المتحدة والصين مع اعتماده المتزايد في الأنظمة العسكرية المتقدمة، إلا أنه سيكون من المغامرة أن تفترض الاقتصادات المتقدمة أن هذه التقنية قادرة وحدها على معالجة مشكلات الميزانيات العامة التي عجز السياسيون عن حلّها.
كينيث روجوف، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، وأستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في جامعة هارفارد