2025-10-29@16:49:11 GMT
إجمالي نتائج البحث: 6
«الس ردی»:
لكـلّ سرديّـةٍ زمـنٌ تُـعْـرَف بـه ويتـحدَّد سياقُـها بـه، وقـد يُـعْـرَف هـو بها في جانـبٍ منه محدود. يصْـدُق ذلك حتّى على السّرديّـات غير التّـاريخيّـة، أي التي لا تروي تاريخاً ومـجالاً وقـائعـيّاً مباشراً مثـل السّرديّـات الدّيـنيّـة والفـكريّة. الزّمن، بهـذا المعنى، ملازِم لفعـل السّرد وللبناء السّرديّ لا يبارحه؛ وهـو - لذلك السّبب - قـابلٌ للإدراك المباشر، إنْ كان السّرد يُـفـصح عنه ولا يُضْمِره، أو هـو قابـلٌ للتبيُّـن بالتّحليل إنْ كان السّرد يُـبطِنه ويحْجُـبُه عن المعرفة المباشرة. التّلازمُ بينهـما مردودٌ إلى أنّ فِعْـل القول - الذي يأخذ شكل سرد - يقـع في زمنٍ بعينه ويَحمل بالتّالي، سمات ذلك الزّمن بَـلْ تَـنْحَـدُّ معطياتُ ذلك القول بالمتاحات الماديّـة واللاّماديّـة في ذلك الزّمن. إنّـه (الزّمن) شرطٌ موضوعيّ لفعل السّرد يمتـنع غـيابُه (وإنْ كان يمكن تغـيـيـبُه في السّرد)...
السّـرديّـات على أنواع عـدّة تختـلف باخـتلاف المجالات التي تـنـتـمي إليها والمـوضوعـات التي تـدور عليها. قـد يكـون البُـعـد الحكـائـيّ فـيها واحـدًا وجامعًا؛ وقـد تـشترك أنـواعُها في تـقـنيات السّرد التي تبدو عابـرةً لها جمـيعها، لكنّ ذلك لا يخفي مساحة الاختلاف بين هاتـيك الأنواع: إنْ في الموادّ التي تَـتألّـف منها تلك السّرديّـات، أو في الأغـراض المرتجاة من كـلّ نوعٍ منها، أو في قـدرة التّـأثـير التي يحتازها هـذا النّـوع السّرديّ وذاك على مـتـلقّـيـه.ولـعـلّـه يـكون مـن الغـنـيّ عـن البيـان التّـنبيـه إلى أنّ الجـهـد المبـذول في تـقـميش مـوادّ كـلّ سـرديّـة وصوْغِـها يـخـتـلف مـن نـوع إلى نـوع باختـلاف المـوارد التي يـتـيحُـها المجـال الذي يـنـتـمي إليـه كـلٌّ منـها، وبتـفاوت مساحـةِ الحـريّـة التي تـفـتحـها تلك المـوارد أو تُـغـلـقـها أمـام عـمليّـة بـنـاء السّرد؛ كما أنّ من نـوافـل القـول إنّ مستويات...
لـعلّ واحـدا من أكـثـر الأسباب أثـرا في تداوليّـة أيّ سرديّـة أو في شيوعـها في المجتمع والثّـقـافة، أو في حقـبة زمـنـيّـة مّـا، مقـدرة صانعها على إحسـان صنـعـتها وخـلْع أردية الجاذبيّـة عليها. معنى هـذا، ابتـداء، أنّ السّـبـب الأساس في ذلك الشّـيوع لا يـردّ إلى وفـرة الإقـبال عليها من الجمهـور المتـلـقّي، فحسب وكما يـشيع الاعـتـقـاد عند الأكـثـر، بـل يـردّ إلى نـوعيّـة تكويـنـها كسرديّـة وإلى مـن يـقـوم بفـعـل التّـكويـن ذاك. نعم، ما مـن شـكّ في أنّ لشـدّة الإقـبال عليها أثـرا في فـشـوّها؛ وما من شـكّ في أنّ لتـداوليّـتـها - في هـذه الحـال - عـلاقـة بقـوّة التّـأثـير والجاذبيّـة فيها، وبـقـدرتها الإقـناعيّـة وبـديـع حبكتها التي تصنـع لها في النّـاس تلك الهالة التي لها فيهم. مع ذلك، أليس هذا بشيء لا يمكنه أن يستـقـلّ بـذاته عن فعـل...
#سواليف احتفى مختبر السّرديّات الأردني بتجربة ” #جمال_القيسي ” الأدبية، بحضور حشد متميّز من #مثقفين و #أدباء وفنانين، مساء الخميس في القاعة الرئيسية بدائرة المكتبة الوطنية. حيث أدار حفل التكريم رئيس المختبر، الأديب “مفلح العدوان”، وشارك فيه الأستاذ الدكتور “سمير قطامي”، والأديبة “هيا صالح”، والروائي “جلال برجس”؛ إذْ أشاد جميعهم بنتاج “القيسي” الأدبي، وتميّزه الإبداعي طيلة مسيرته الأدبية. واستعرض العدوان، منجزات القيسي الأدبية منذ عشرين عامًا، منوهًا بما قدم من كتابات في القصة والرواية والمقالات المتنوعة والنصوص الأدبية. وأوضح العدوان “إن برنامج (سيرة سارد) يعاين تجربة كبار الأدباء الأردنيين، بمشاركة عدد من الكتّاب الذين لهم باع طويل ومتميز في الأدب والثقافة والشعر، والذي ينظمه المركز بشكل مستمر”. بدوره، بيّن الناقد القطامي، أن الكاتب القيسي أبدع في أسلوب كتابته...
بُـنِيَ الخطاب القومـيّ العربيّ - شـأن كـلِّ خطـابٍ قـوميّ - على فـكرة الوحـدة؛ وحـدة الأمّـة التي تعرّضت لعمليّـةٍ من التّجـزئـة الكـيانيّـة مـزّقـت أوصالَها البشريّـة والجغرافـيّـة وفرّخـت فيها كيانات قطـريّة صغيرة. لا مجال لأن يستـقيم أمـرُ هـذه السّـرديّـة القوميّـة إلاّ متى استقام أمـرُ فرضيّـتها المؤسِّسة (= التّجزئـة)، وقام من التّاريخ دليلٌ على وقـوع فِـعْل تلك التّجزئـة حـقًّا وشمولِـه البلادَ العربيّـةَ جميعَـها. أمّـا إِنْ تَـعَـذَّر الدّليلُ على ذلك فعلى فكـرة الوحـدة القوميّة أن تعيد تأسيس مشروعيَّـتها على مبدأ آخـر غير مبدأ إنهـاء حالة التّجـزئـة. يتـعلّق الأمـر، هنا، بسرديّـةٍ سياسيّـة جامعة لأطياف الحركة القوميّـة العربيّـة، ومستَمدَّة من إطـارٍ مرجعيّ هو الفكر القومـيّ العربيّ في صيغـته الكلاسيـكيّة السّائـدة منذ الحـرب العالميّـة الأولى. وليس غرضـنا، هنا، وضْـعَ هذا الخطاب موضعَ تحليـلٍ ومراجعة؛ فلقد فعلنا ذلك...
ربّما كانتِ السّرديّةُ الاشتراكيّة أكبر السّرديات المعاصرة تأثيرا ونفوذا ومزاحمةً للسّرديّة اللّيبراليّة، على امتداد فترةٍ طويلة فاصلة بين نهاية أربعينيّات القرن التّاسع عشر ونهاية ثمانينيّات القرن العشرين. الفكرتان معا تبادلتا السّلطةَ الإيديولوجيّة على معظم شعوب العالم، وتهيّأت لكلّ واحدةٍ منهما أسبابُ ذلك السّلطان المعنويّ في النّاس، وأوّلها المورِد الأساس الذي مَـتَحَتْ كلُّ منهما مشروعيّـتها منه. بَـنَتِ الفكرةُ اللّيبراليّة قوّتَها على مبدأ الحرّية، وكذلك بَـنَتِ الفكرةُ الاشتراكيّة جاذبيّتَها على فكرة العدالة الاجتماعيّة أو تكافـؤ الفرص والتّوزيع العادل للثّورة. وهما الفكرتان الأشدّ جاذبيّةً في منظومة الأفكار السّياسيّة الحديثة. بل لعلّ ممّا استقرّ عليه العُرْفُ في النّظر إلى معطيات العصر وتناقُضاتها القولُ إنّ العالم انقسم على الفكرتيْن معا، منذ مطلع القرن الماضي، إلى فُسطاطيْن: في كلّ فُسطاطٍ جمهورٌ مشايع مؤيّـد، أو حتّى متمتّع...
