لجريدة عمان:
2025-05-12@16:18:05 GMT

وادي خيوت.. طبيعة خلابة تبهر السياح والهواة

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

وادي خيوت.. طبيعة خلابة تبهر السياح والهواة

كانت الساعة الثالثة مساء، عندما ترجلنا عن مركبتنا في المنطقة المطلة على وادي خيوت من الجهة الغربية، وشرعنا في المشي على الأقدام مستخدمين العصي للاتكاء عليها من الانزلاقات الطينية.

وقد رافق جريدة (عمان) سعيد بن أحمد بله تبوك ومسعود بن أحمد سقلات تبوك، وقد استغرقت الرحلة 4 ساعات مشيا على الأقدام، وتعمدنا المرور على جميع أرجاء وادي خيوت لالتقاط صور حية تعكس جمال الوادي وشلالاته الساحرة والمتدفقة بغزارة، ولإظهار الأماكن السياحية البكر في محافظة ظفار.

تقع عين خيوت في منطقة قيرون حيرتي بولاية صلالة بمحافظة ظفار وتبعد عن مركز الولاية بحوالي 20 كم باتجاه الشمال والوصول إليها عبر الطريق الرئيسي عقبة (حمرير). وأثناء نزولنا إلى الوادي برفقة الدليل والمعرف مسعود سقلات تبوك لكي يشرح لنا أهمية الوادي ومكوناته الطبيعية والتي يتميز بها عن غيره من الأودية، وبصحبة الشاب مسعود الذي استغل حبه في ممارسة الرياضة لاستكشاف المناطق السياحية ليكتسب المعرفة من حيث الثقافة الجغرافية ومعرفة المناطق السياحية والاستفادة من خلال احتكاكه بالزائرين وبحكم موقع منزلهم الذي يطل على وادي خيوت من الجهة الغربية، ليجمع بهذا بين الرياضة والمعرفة وتقديم المساعدة والعون للزوار والسياح.

فلما طلبنا منه النزول معنا لم يتردد، فقد أكد لنا انه معتاد على نزول الوادي بشكلٍ شبه يومي وخصوصا منذ دخول فصل الخريف، فالطريق شاق نوعا ما ويزداد صعوبة ومشقة في الخريف بسبب تبلل الطين وتفتت التربة وصعوبة المشي عليه، حيث الانزلاقات مؤكدة وقد تؤدي إلى إصابات ليست بالهينة، وكذلك يغشى الأرض الضباب وأحيانا لا تكاد ترى موضع رجلك من كثرة الضباب وشدة الظلام الذي يصاحبه، من هنا يبرز دور وأهمية وجود الدليل، حيث يقوم بقيادة الرواد إلى بر الأمان لخبرته في تفرعات الطرق ويحفظهم من التيه لعدم وضوح الرؤية.

وأثناء نزولنا للوادي - ورغم خبرتنا والحذر الذي استحوذ على أفكارنا - لم نسلم من الانزلاقات بسبب هطول الأمطار المستمرة طوال اليوم، ولله الحمد لم تنجم عنها أي إصابات قوية، فقط مجرد كدمات خفيفة، ولكن بالفعل الرحلة كانت جميلة وممتعة على ما فيها من تحد وإصرار.

وعلمنا أن الوادي يتميز بالعديد من الأماكن السياحية التي ما زالت بكرا، نظرا لعدم وصول المركبات إليها مما يساهم بكل تأكيد في المحافظة على طبيعته الخلابة. فلما وصلنا بطن الوادي استقبلتنا ما يشبه السواقي، إلا أنها عبارة عن ترع طبيعية متدفقة من عين خيوت وهي شبيهة بقنوات المياه الجارية، إلا أنها كثيرةُ العدد ومسطحة لا يظهر فيها أي قعر أو حوافٍ جانبية لتجميعها، وهو منظر يدهش الناظرين ويأخذ الألباب، وهذه الترع إن جاز تسميتها بذلك تمتد على طول الوادي إلى أن تصل قمة الشلال فتزداد تجمعا وكثافة وجمالية وكأنها تعزف أعذب الألحان بأصوات جمعت الكثير وغلب عليها خرير الماء الممزوج بنقيق الضفادع.

ومما لفت انتباهنا في هذه الطلعة القصيرة والمعبرة عن العديد من اللوحات الجمالية والتي يصعب رسمها أو التعبير عنها بحق، هو دخولنا لأحد الكهوف الملاصق لمنبع العين لكي نأخذ قسطا من الراحة وليقننا من المطر. وبمجرد دخولنا وقعت أنظارنا على صندوق موجود على أحد رفوف الكهف وبعد فتحه وجدنا فيه بعض المستلزمات التي يحتاجها المار من أكياس للشاي وسكر وتمر وإبريق وأكواب للشرب فقمنا بإحضار الماء وإشعال النار، فاحتسينا من الشاي ما يكفينا، وهذه من العادات التي تنتشر في معظم كهوف المحافظة والأماكن المنقطعة والتي يرتادها الهواة والسياح وذلك كرما للزوار وعونا لهم في التقليل من حمل الزاد.

وفي أسفل الوادي التقينا بشباب من منطقة قيرون حيريتي وهم ضمن فريق تطوعي يعمل تحت مظلة جمعية صون الطبيعة في ظفار وهي جمعية أهلية تطوعية قيد التأسيس ومن أهدافها إنجاح موسم الخريف وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، فيقومون بتوجيه وتوعوية السياح وإرشادهم وتقديم كل أنواع المساعدات المجانية لهم كالمنشورات التي تحمل أنواعا من إرشادات الأمن والسلامة وغيرها من التوجيهات العملية، خدمة للبيئة والبلد والإنسان كائنا من كان طلبا للأجر والثواب وحفاظا على صحة وأرواح الزوار.

ورغم المشقة وصعوبة وطول الطريق، إلا أنها تجربة ثرية تنتاب الزائر إليها الكثير من المشاعر التي تربطه بمحيطه وتدفع من طموحه للمزيد من الاستكشاف، وترفع من منسوب تقديره ومحبته للبيئة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المنفي يؤكد الالتزام بأحكام “العليا” ويُذكّر البرلمان بـ”طبيعة المرحلة الانتقالية”


أكد رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، التزامه الكامل بدعم وتنفيذ أحكام الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا.

وشدد المنفي، في تغريدة بحسابه اليوم في منصة إكس، على احترام مبدأ الشرعية الدستورية، وسمو اختصاص المحكمة في الرقابة على دستورية القوانين، والمراسيم، والقرارات الرئاسية.

وقال المنفي إنه يتابع “باهتمام بالغ ما صدر عن القضاء الدستوري من أحكام تُكرّس مبدأ الشرعية الدستورية، القائمة على احترام الأطر التكاملية بالتشريع، وطبيعة المرحلة الانتقالية”.

وأكد أن البرلمان الحالي يمثّل “سلطة تشريعية مؤقتة لمرحلة انتقالية وهو توصيف جوهري عبّرت عنه المحكمة العليا في حكمها القاضي بعدم دستورية القانون رقم (13) لسنة 2023، المتعلق بالقاعدة الدستورية للانتخابات”.

وقبل نحو أسبوع، قضت المحكمة العليا بعدم دستورية القانون رقم 13 لسنة 2023 بشأن الجرائم الاقتصادية، لعدم اختصاص مجلس النواب بإصدار تشريعات دائمة في المرحلة الانتقالية.

وفي 9 مايو 2023، أصدر مجلس النواب الليبي القانون رقم (13) لسنة 2023 -محل الجدل- القاضي بإضافة مادة جديدة إلى القانون رقم (2) لسنة 1979 بشأن الجرائم الاقتصادية.

ونصت المادة المضافة على معاقبة أي موظف عام يرفض تنفيذ قرار نقله أو إقالته أو إنهاء ندبه، أو يمتنع عن تسليم العهدة المقررة عليه، بالسجن.

وأكد القانون أن العقوبة تتضاعف لتصل إلى السجن لمدة لا تقل عن 10 سنوات، إذا كان الموظف المخالف يشغل منصبًا قياديًا أو يعمل في إحدى الوزارات، أو في الهيئات والمؤسسات والشركات العامة التي تسهم فيها الدولة، أو في الأجهزة الأمنية أو النظامية.

كما نص القانون على أنه لا يُعتد بأي حصانة يتمتع بها الموظف عند التحقيق في هذه الجريمة.

المصدر: حساب محمد المنفي + أحكام + قوانين

البرلمانالمنفيرئيسي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • الكيكة الذهبية بنكهة البرتقال.. وصفة تبهر ضيوفك من أول لقمة
  • كوهين: نجري مباحثات مع دولة إسلامية لتهجير سكان غزة إليها
  • المنفي يؤكد الالتزام بأحكام “العليا” ويُذكّر البرلمان بـ”طبيعة المرحلة الانتقالية”
  • هنا الزاهد تبهر متابعيها بإطلالة بسيطة وعفوية في أحدث ظهور
  • ‏مصادر يمنية: الحوثيون يعملون على إعادة تأهيل الأنفاق العسكرية للقوة الصاروخية وسلاح الجو والتي تعرضت للقصف الأمريكي في صنعاء وصعدة
  • الخريف استعرض فرص الاستثمار للشركات.. تطوير التعاون الصناعي والتعديني مع الدنمارك
  • جرائم الحرب تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • يسرا اللوزي: طبيعة أعمالى مؤخرا تعكس نضج حياتى
  • “الشوك الإيطالي” نبتة من البحر المتوسط تتأقلم مع طبيعة منطقة الحدود الشمالية