عين ليبيا:
2025-05-12@00:24:07 GMT

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد؟

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

قوم عاد هم قوم من العرب، سكنوا في منطقة الأحقاف في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة تقع بين عُمان واليمن.

كان قوم عاد أقوياء وأصحاب قوة بدنية وحضارة متطورة، وكانوا يبنون القصور والمصانع العظيمة، ويزرعون الأراضي، ويمتلكون الأنهار والينابيع.

لكنهم كانوا قومًا ظالمين وتجبروا وطغوا وكفروا بالله تعالى، وعبدوا الأصنام بدلًا منه.

أرسل الله تعالى إلى قوم عاد نبيًا منهم اسمه هود، لكي يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الأصنام.

لكن قوم عاد كذبوا هودًا، ورفضوا دعوته، وسخروا منه.

فغضب الله تعالى من قوم عاد، وعذبهم بعاصفة قوية شديدة البرودة، استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام، فأهلكتهم جميعًا، ولم ينج منهم أحد.

وردت قصة قوم عاد في القرآن الكريم في سورة الأحقاف، قال الله تعالى:

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنَّكُمْ إِنْ تَتَوَلَّوْا لَأَمَسَّكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
{قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
{قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

وفي سورة الفجر، قال الله تعالى:

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}

وفي سورة الحاقّة، قال الله تعالى:

{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ (6) عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ}

أي: أرسل الله-تبارك وتعالى- على هؤلاء المجرمين الرّيح التي لا يمكنها التخلف عن أمره، فبقيت تستأصل شأفتهم، وتخمد أنفاسهم، سَبْعَ لَيالٍ وَثمانية أيّامٍ متتابعة ومتوالية حتى قطعت دابرهم، ودمّرتهم تدميراً.

العظة من قصّة قوم عاد:-

أن الله تعالى لا يُضيع حقّ أحد، وأن من ظلم نفسه وطغى وتجبّر وكفَر بالله تعالى، فسوف يُعاقب عقابًا شديدًا. أن الإيمان بالله تعالى هو أعظم نعمة يمكن أن ينعم بها الإنسان، وأن من أراد النجاة من عذاب الله تعالى، فعليه أن يؤمن به تعالى وحده، ويتبع رسله. أن الكفر بالله تعالى هو طريق الهلاك، وأن من سار على طريق الكفر، فسوف يُهلك في الدنيا والآخرة. أن الصبر على الدعوة إلى الله تعالى هو من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وأن من صبر على دعوته، فسوف ينصره الله تعالى.

والله تعالى أعلم.

آخر تحديث: 29 سبتمبر 2023 - 12:01

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: القرآن الكريم عبرة عظة قصص القرآن الكريم بالله تعالى الله تعالى وأن من

إقرأ أيضاً:

منزلة عظيمة .. علي جمعة: شكر الله أرقى من الصبر والرضا

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ان للشكر منزلة عظيمة فهو أرقى من الصبر والرضا كما ذكر صاحب (غذاء الألباب): أن الصبر واجب بلا خلاف، وأرقى منه الرضا، وأرقى منهما الشكر، بأن ترى نفس الفقر مثلا نعمة من الله أنعم بها عليك، وأن له عليك شكرها.

والإكثار من الشكر مستحب خاصة عند تجدد النعمة، كما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يخر لله ساجدا شاكرا له عند سماع خبر فيه نصر أو خير.

دعاء الصباح للأبناء.. ردده الآن وكن سببا فى هدايتهم وتوفيقهمدعاء 12 ذي القعدة.. 8 كلمات تدفع المصائب وتجلب لك الخير

وشكر الله يكون على وجهين: شكر العام، وشكر الخاص، فالعام الحمد باللسان، وأن تعرف أن النعمة من الله . والخاص الحمد باللسان والمعرفة بالقلب والخدمة بالأركان وحفظ الجوارح عما لا يحل، وعن محمد بن كعب: الشكر هو العمل، لقوله تعالى : {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} . أي لتحصلوا بأعمالكم الشكر الواجب عليكم.

والشكر لا يكون بالقلب والباطن فحسب، بل يكون بالجوارح فمن شكر الجوارح ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ : أَتَتَكَلَّفُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ : « أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ».
قال رجل لأبي حازم : مَا شُكْرُ الْعَيْنَيْنِ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا خَيْرًا أَعْلَنْتَهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ بِهِمَا شَرًّا سَتَرْتَهُ.
قَالَ فَمَا شُكْرُ الْيَدَيْنِ؟ قَالَ: لَا تَأْخُذْ بِهِمَا مَا لَيْسَ لَهُمَا، وَلَا تَمْنَعْ حَقًّا لِلَّهِ هُوَ فِيهِمَا.
قَالَ فَمَا هُوَ شُكْرُ الْبَطْنِ؟ قَالَ: أَنْ يَكُونَ أَسْفَلَهُ طَعَامًا، وَأَعْلَاهُ عِلْمًا.

قَالَ فَمَا شُكْرُ الْفَرْجِ؟ قَالَ: كَمَا قَالَ تعالى :{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِين فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون}.
قَالَ فَمَا شُكْرُ الرِّجْلَيْنِ؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ حَيًّا غَبَطْتَهُ اسْتَعْمَلْتَ بِهِمَا عَمَلُهُ، وَإِنْ رَأَيْتَ مَيِّتًا مَقَتَّهُ كَفَفْتَهُمَا عَنْ عَمَلِهِ، وَأَنْتَ شَاكِرٌ لِلَّهِ.

فَأَمَّا مَنْ شَكَرَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَشْكُرْ بِجَمِيعِ أَعْضَائِهِ ؛ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ كِسَاءٌ، فَأَخَذَ بِطَرْفِهِ وَلَمْ يَلْبَسْهُ، فَلَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ مِنَ الْحَرِّ، وَالْبَرَدِ، وَالثَّلْجِ، وَالْمَطَرِ .
وقال الجنيد –رحمه الله- : الشكر أن لا ترى نفسك أهلا للنعمة .

وهذا إشارة إلى حال من أحوال القلب على الخصوص، وكل منهم يقول بحسب الحال الغالب عليه أو بما يليق بالسائل.

طباعة شارك الشكر لله الحمد والشكر لله علي جمعة

مقالات مشابهة

  • فضل الحج والعمرة وشروط وجوبهما.. أحكامهما وماذا يقصد بالاستطاعة؟
  • فضل الدعاء في القرآن والسنة وأثره في صلاح النفس والذرية.. علي جمعة يوضح
  • قواعد من الحياة
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • صلاة الاستخارة.. تعرف على حكمها وكيفية أدائها والدعاء المخصص لها
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • منزلة عظيمة .. علي جمعة: شكر الله أرقى من الصبر والرضا
  • سر سورة يس.. لها 10 عجائب في قضاء الحاجة وفك أشد الكرب
  • وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وفضلها .. هذا آخر موعد لتلاوتها
  • شجرة الخيزران وحبل الله وزوال الظالمين