الجزيرة:
2025-10-13@00:47:37 GMT

غزة.. تراث تدمره الحرب وتحاصره إسرائيل

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

غزة.. تراث تدمره الحرب وتحاصره إسرائيل

مثلت الحرب الأخيرة خطرا مدمرا على تراث وآثار غزة، فقد أصاب القصف الإسرائيلي متحف خان يونس بأضرار كبيرة، ودمر العديد من القطع الأثرية، وأصاب بناية المتحف بأضرار بالغة.

أُنشئ هذا المتحف بجهود ذاتية ولا يرقى كبناية إلى مستوى وقيمة المعروضات، وهو ينقسم إلى قسمين، قسم للآثار يضم قطعا تعود لعصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، أبرزها مجموعة من القطع التي تعود إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية ومجموعات النقود الثرية التي ترجع إلى العصور البيزنطية والأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.

تحطمت العديد من القطع الفخارية الأثرية التي فقد بعضها إلى الأبد، ويمكن معالجة بعضها بالترميم، وبالمتحف قطع من الحلي الرائعة، ويحتفظ بالعديد من الأسلحة التي تعد نادرة من مخلفات الحربين العالمتين الأولى والثانية، ويضم قسم التراث آلات خشبية للعزف عليها في الأفراح والسوامر كالبرغول والشبابة والربابة، وأدوت زراعية يعود بعضها إلى 200 عام كالمنجل والقدوم.

فضلا عن الأزياء الفلسطينية التي تعود إلى ما قبل عام 1948، خاصة أزياء الرجال مثل العباءة والقمباز والكوفية العقال والعصا، لكن من أهم مقتنيات قسم التراث الأدوات المنزلية كالرحى والكانون والأواني الفخارية تعود إلى 100 عام بعضها تعرض لأضرار شديدة، ولا يمكن تحديد حجم الأضرار التي لحقت بمقتنيات المتحف إلى الآن.

متاحف غزة

تضم غزة 12 متحفا تشتمل على 12 ألف قطعة أثرية، كلها شيدت بجهود ذاتية رغبة من أهل غزة في الحفاظ على تراثهم، كل هذه المتاحف تعرضت لأضرار متفاوتة نتيجة للقصف الإسرائيلي، فضلا عن ترك بعضها من قبل القائمين عليها دون حراسة أو متابعة إما لتهجير القائمين عليها أو استشهاد بعضهم.

وتدل بعض الشواهد أيضا على سرقة العديد من القطع لكن لا يوجد إلى الآن ما يثبت ذلك بصورة قطعية، فافتقاد غزة للكوادر المتخصصة في المتاحف جعل من الصعب حصر هذه الأضرار، فضلا عن عدم التسجيل العلمي الدقيق لها وبالتالي إمكانية تعرضه للنهب، كما أن عدم عضوية هذه المتاحف في المجلس الدولي للمتاحف يفقدها وجودها على الساحة الدولية بل يجعل دعمها فنيا صعبا.

من أبرز متاحف غزة التي تعرضت لأضرار تتراوح بين شروخ في جدرانها وتصدعات أو تدمير أو تكسير لبعض المقتنيات متحف العقاد الذي تأسس منذ 44 عاما وهو يضم 2800 قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الحديثة.

وكذلك قصر الباشا الذي شيد في العصر المملوكي وحُول إلى متحف في عام 2010، لكنه منذ هذا العام لم يلقَ العناية اللازمة، وتعرض حاليا لأضرار تحتاج إلى التدخل العاجل، وكلما تأخر هذا التدخل تدهورت حالته، وليست لدينا معلومات حول حالة مقتنياته وهو ما يثير القلق.

إن الحقيقة المرة أن التراث المستخرج من أرض غزة يتم تهريبه وبيعه علنا، فمنذ حصار غزة في عام 2007 توقفت التنقيبات الأثرية العلمية المنظمة لوقف النهب العشوائي للتلال الأثرية، وهذا ما أضاع على الباحثين الكثير من المعلومات في تتبُّع هذا التراث وتسجيله، ولولا جهود الأفراد لما تبقى لدينا شيء من هذا التراث في غزة، فقد قضت سهيلة شاهين 30 عاما في جمع هذا التراث لتنشئ متحف رفح للتراث الشعبي.

متحف خان يونس وآثار العدوان الإسرائيلي المساجد الأثرية

إذا كان جامع السيد هاشم دمر في الحرب العالمية الأولى بقنبلة في عام 1917، فإن القصف المستمر حوله أدى لتصدع بعض جدرانه، وهو الجامع الذي دفن فيه جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هاشم بن عبد مناف ونفس الأضرار بجامع الشيخ زكريا في حي الدرج في غزة الذي أنشأ في القرن الخامس الهجري/ الـ11 الميلادي.

وكذلك جامع الشمعة في حي النجارين، وجامع الشيخ عبد الله وهو جامع قديم في حي التفاح مدفون به الشيخ عبد الله الأيبكي وهو من مماليك السلطان المملوكي عز الدين أيبك، وكذلك تضرر من المساجد الأثرية في غزة جامع ابن عثمان وهو من جوامع غزة شيد في القرن الثامن الهجري.

أما من المنشآت الأثرية التي تضررت من القصف الإسرائيلي على غزة سبيل السلطان عبد الحميد وهو منشأة معمارية كانت تقدم الماء للمارة، وحمام السمرة الذي يقع في حي الزيتون، وهو أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية ويدرس كنموذج متكامل ضمن منهجيات دراسة تاريخ الحمامات في العمارة الإسلامية، وهو الحمام الوحيد الباقي في غزة.

يتطلب كل ما سبق تدخلا عاجلا من اليونسكو لكي يجري إعلان تراث غزة تراثا إنسانيا مهددا يتطلب برامج عاجلة لإنقاذه، فضلا عن دور كل من المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة العواصم والمدن الإسلامية.

لكن الأهم تشكيل لجنة علمية لتحديد الأخطار ووضع خطة إنقاذ وتدعيم عاجل للتراث المهدد، فضلا عن تحديد مخزن لنقل المقتنيات الأثرية لكي لا نفقد المزيد منها تحت نيران القصف الإسرائيلي، ثم بعد الحرب أصبح من الضروري إعادة هيكلة التعامل مع التراث في غزة بصورة جديدة.

مسجد هاشم

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من القطع فضلا عن فی غزة

إقرأ أيضاً:

فصل جديد في قضية الألف مسكن.. محكمة الإرهاب تؤجل إعادة محاكمة المتهم

قررت محكمة جنايات مستأنف الإرهاب المنعقدة في مجمع محاكم بدر، اليوم، تأجيل إعادة محاكمة أحد المتهمين في القضية رقم 24885 لسنة 2013 جنايات النزهة، المعروفة إعلاميا باسم قضية أحداث الألف مسكن، إلى جلسة العاشر من نوفمبر المقبل، وذلك لاستكمال المرافعات وسماع الشهود.

جاء القرار خلال جلسة ترأسها المستشار حمادة الصاوي، وعضوية المستشارين محمد عمارة، ورأفت زكي، والدكتور علي عمارة، وأمانة سر محمد السعيد. 

تفاصيل المحاكمة

وقد انعقدت الجلسة وسط إجراءات أمنية مشددة داخل وخارج قاعة المحكمة، تحسبا لأي طارئ، نظرا لما تمثله القضية من حساسية تاريخية وأمنية.

تعود أحداث القضية إلى عام 2013، في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، حين شهدت منطقة الألف مسكن وعين شمس اضطرابات ومواجهات عنيفة بين متظاهرين منتمين لجماعة الإخوان المحظورة، وقوات الأمن، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتسبب في حالة من الذعر بين الأهالي.

ووفقا لتحقيقات النيابة العامة، فإن المتهم – إلى جانب آخرين صدرت بحقهم أحكام سابقة – انضم إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة والإضرار بالأمن العام، كما نسبت إليهم تهمة استعراض القوة واستخدام العنف والتظاهر دون تصريح، فضلا عن التحريض على إثارة الفوضى في مناطق متعددة شرق القاهرة، أبرزها عين شمس والألف مسكن.

وأكد ممثلو النيابة خلال الجلسات السابقة أن المتهم شارك ضمن مجموعة منظمة كانت تهدف إلى نشر الفوضى وعرقلة أجهزة الدولة عن أداء مهامها، وأن تلك الأحداث لم تكن مجرد احتجاجات عشوائية بل كانت مخططا ممنهجا شاركت فيه عناصر مدربة. 

بينما تمسك دفاع المتهم بنفي تلك الاتهامات، مشيرا إلى غياب الأدلة المادية القاطعة، وتناقض أقوال بعض الشهود، فضلا عن أن موكله كان بعيدا عن موقع الأحداث في التوقيت ذاته، وفق ما قدمه الدفاع من مستندات.

وشهدت الجلسة التي انعقدت اليوم عرض تسجيلات مصورة وتقارير أمنية جديدة، إلى جانب سماع أقوال شهود النفي، الذين أكد بعضهم أن المتهم لم يشارك في التظاهرات ولم يكن ضمن أي تنظيم سياسي. 

وقد طالبت هيئة الدفاع بإخلاء سبيل المتهم لحين الفصل في الدعوى، مع التعهد بحضوره الجلسات المقبلة، بينما تمسكت النيابة بحبسه على ذمة القضية لحين استكمال الإجراءات.

مقالات مشابهة

  • فصل جديد في قضية الألف مسكن.. محكمة الإرهاب تؤجل إعادة محاكمة المتهم
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني
  • محمية «عروق بني معارض» أول موقع سعودي (تراث طبيعي) في اليونسكو
  • ضبط أكثر من 110 آلاف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة
  • داخلية غزة: سنبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • داخلية غزة ستبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • تحرير 946 مخالفة عدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة
  • بعد وقف الحرب في غزة.. ترمب يزور إسرائيل الاثنين المقبل
  • أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم