ورد عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قوله: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء»، هل هناك أية فى القرآن تدل على أن الدعاء يرد القدر ؟.

وأجاب الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، على السؤال، قائلا: إن الدعاء يرد القدر، وهناك أقدار معلقة يحرم منها العبد بسبب ذنوبه.

وأضاف “ أبو عمر”، فى فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن هناك آية تدل على أن الدعاء يرد القدر واشهر آية هى قول الله سبحانه وتعالى عن سيدنا يونس {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فلولا ان سيدنا يونس سبح الله تعالى كان كتب عليه ان يبقي فى بطن الحوت ليوم القيامة، وهذا من القدر المعلق لأنه سبح واستغفر ودعى الله.

واشار الى أن القدر المعلق بمعنى ان ربنا يكون كاتبلك رزق معين لا تأخذه إلا إذا داومت على الطاعة أو تركت معصية، والدليل على ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

دعاء الصباح.. 11 كلمة تحفظك من الجن والحسد ردّدها عند الخروجالدعاء المعجزة.. مجرب وفعال ردده وسترى العجب في حياتكهل الدعاء يغير القدر؟

أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الدعاء لا يغير علم الله، لكن قد يغيّر الكتاب المسطور الذي تطّلع عليه الملائكة.

وأفاد «جمعة»، في إجابته عن سؤال «هل الدعاء يُغيّر القدر أم لا؟» بأن هناك قدرًا محتومًا، وقدرًا مبرمًا، قدرًا في علم الله سبحانه وتعالى، وعلم الله لا يتخلّف، مؤكدًا أن الله يعلم أن هناك دعاءً، والله يعلم -سبحانه وتعالى- أن هناك أحداثًا وهو يكتب الكتاب المسطور، وقد يخالف ما يحدث الكتابَ المسطور، لكنه لا يمكن أن يخالف علم الله القائم في نفسه الذي لا يطّلع عليه لا نبي مرسل ولا ملك مقرّب إلا بإذن الله.

وواصل: "فعندما أدعو قد يختلف الكتاب المسطور، مكتوب في الكتاب المسطور مثلًا أني سوف أنجح في الامتحان أو أرسب في الامتحان، فدعوت الله: "يا رب أنجحني"، فوفّقني الله للإجابة ونجحت، مخالفًا للكتاب المسطور الذي يعلمه الملائكة؛ لأن الدعاء قادر على أن يُغيّر ما في الكتاب، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم أنني سأدعو، ويعلم أنه سيتغير ما في الكاتب المسطور، ويعلم أنني سأنجح".

هل الدعاء يرد القدر؟

وقال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن المقصود بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء» حيث إن القضاء المُعَلَّق وليس المُبرَم المَحتوم.

وأوضح «عثمان» في إجابته عن سؤال: «هل الدعاء يغير القدر؟»، أن القضاء نوعان: «المُعَلَّق والمُبرَم»، أما المعلق فليس معلَّقًا في علم الله تعالى، فالله عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، عِلمُه أزلي أبدي لا يتغيَّر، وهو بيد الملائكة وهذا النوع هو الذي يغيره الدعاء.

وأضاف: «أما القَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْءٌ، لا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ»، موضحًا: وَالْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى. وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ. فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ.

وتابع: “وَهَذَا مَعْنى الْقَضَاءِ الْمُعَلَّقِ أَوِ الْقَدَرِ الْمُعَلَّقِ، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ تَقْدِيرَ اللهِ الأَزَلِيِّ الَّذي هُوَ صِفَتُهُ مُعَلَّقٌ عَلَى فِعْلِ هَذَا الشَّخْصِ أَوْ دُعَائِهِ. فَاللهُ يَعْلَمُ كُلَّ شَىْءٍ بِعِلْمِهِ الأَزَلِيِّ. يَعْلَمُ أَيَّ الأَمْرَيْنِ سَيَخْتَارُ هَذَا الشَّخْصُ وَمَا الَّذي سَيُصِيبُهُ. وَكُتِبَ ذَلِكَ في اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَيْضًا”.

طباعة شارك هل الدعاء يغير القدر هل الدعاء يُغيّر القدر أم لا الدعاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هل الدعاء يغير القدر الدعاء الدعاء یغیر القدر سبحانه وتعالى هل الدعاء ی أن الدعاء علم الله الق ض اء ر القدر أن هناک ال م ع ل على أن

إقرأ أيضاً:

كيف أبر زوجتي بعد وفاتها وحكم التصدق عنها ؟.. الإفتاء تجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الإسلام حث على دوام المودة والرحمة بين الزوجين حتى بعد انتهاء الحياة الزوجية بوفاة أحدهما، موضحة أن بر الزوجة بعد وفاتها أمر مشروع تؤيده نصوص السنة النبوية، وأن التصدق عنها من الأعمال التي تصل ثوابها إلى الميت وينتفع بها.

وقالت دار الإفتاء إن الله تعالى جعل الرابطة الزوجية من أوثق الروابط الإنسانية، حيث قال سبحانه في كتابه الكريم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]، مضيفة أن هذه المودة لا تنقطع بالموت، بل تظل قائمة في صورة وفاء وبر ودعاء، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: 237].

وأوضحت الإفتاء أن الشريعة الإسلامية لم تمنع الزوج من الإحسان إلى زوجته بعد وفاتها، بل جاءت النصوص النبوية لتؤكد ذلك من خلال مواقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، حيث كان عليه الصلاة والسلام يكثر من ذكرها بخير، ويكرم أقاربها وصديقاتها إكرامًا لها.

واستشهدت الإفتاء بما روته السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت: «مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا»، مؤكدة أن هذا يدل على امتداد المودة والوفاء بحق الزوجة بعد موتها.

هل تجوز الصلاة أثناء الأذان؟.. الإفتاء تجيبمن عجز عن أداء قيام الليل فعليه بهذا الفعلهل تقبل الصلاة على النبي من الفاسق؟.. علي جمعة يجيبهل الشخص المتوفى في حوادث الطرق يعد شهيدا؟.. الإفتاء تجيب

 كما بيّن الإمام النووي أن تصرف النبي الكريم يجسد حسن العهد وحفظ الود، وأن ذلك من مظاهر الإيمان والخلق الرفيع.

وأضافت دار الإفتاء أن من صور البر أيضًا إكرام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأصدقاء السيدة خديجة رضي الله عنها، حيث كان يبعث إليهم بالهدايا ويزورهم وفاءً لذكراها، واستغفاره لها ودعاؤه المتكرر بالرحمة والمغفرة، وهو ما ورد في أحاديث متعددة تؤكد أن الوفاء بين الزوجين يمتد إلى ما بعد الموت.

وأشارت الإفتاء إلى أن التصدق عن الزوجة المتوفاة من أعظم صور البر المشروع، مستدلة بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم، مؤكدة أن الصدقة تصل إلى الميت وينتفع بثوابها بإجماع العلماء.

ونقلت دار الإفتاء عن عدد من الأئمة تأكيدهم على هذا الحكم، فقال الإمام الزيلعي الحنفي: إن الإنسان يجوز له أن يجعل ثواب عمله لغيره من صلاة أو صوم أو حج أو صدقة أو تلاوة قرآن أو ذكر، ويصل ذلك إلى الميت وينفعه.

 كما قال الإمام ابن عبد البر المالكي إن العلماء أجمعوا على جواز الصدقة عن الميت، وهو ما أكده كذلك الإمام النووي الشافعي والإمام البهوتي الحنبلي، مبينين أن كل عمل صالح يُهدى ثوابه للميت يناله بإذن الله.

وبناءً على ما سبق، أكدت دار الإفتاء أن بر الزوجة بعد وفاتها يشمل الثناء عليها وذكرها بخير، والدعاء لها، والاستغفار عنها، والتصدق نيابة عنها، أو أداء أي عمل صالح يُهدى ثوابه لروحها، مشيرة إلى أن ذلك من مظاهر الوفاء والخلق الكريم الذي دعا إليه الإسلام، ومن سنن النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تحث على حفظ الود ورعاية العشرة حتى بعد الوفاة.


 

طباعة شارك دار الإفتاء بر الزوجة بعد الوفاة التصدق عن الميت المودة والرحمة الإحسان

مقالات مشابهة

  • دينا أبو الخير: ظلم الأبناء بعد الطلاق جريمة أخلاقية تُسأل عنها أمام الله
  • خالد الجندي: بعض الناس لجأوا إلى غير الله وظنوا أن الدعاء لا يغير الواقع
  • محمد رمضان: فيلم "أسد" هو النموذج الذي سأبني عليه كل أعمالي القادمة
  • هناك خطة سيُكشف عنها بالوقت المناسب.. مسؤول سابق: ترامب سيكون رئيسًا في 2028
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • كيف أبر زوجتي بعد وفاتها وحكم التصدق عنها ؟.. الإفتاء تجيب
  • إذا كنت ترغب في العفو من جهنم إليك هذا الدعاء
  • مسؤول إسرائيلي: هناك تسليح متزايد لحزب الله في لبنان
  • أحمد مجاهد: معرض الكتاب يحتفي بالمبدع إبراهيم نصر الله في لقاء فكري